ترجمات عبرية

هآرتس: استسلم نتنياهو للاحتجاج لكنه لم يتخل عن عادته في التحريض والانقسام

هآرتس 28-3-2023، بقلم يوسي فيرتر: استسلم نتنياهو للاحتجاج لكنه لم يتخل عن عادته في التحريض والانقسام

كل من عاش هنا في العقود الأخيرة يعرف أنه لا يمكن شراء تصريح مستخدم من بنيامين نتنياهو حتى لو كان جديداً بالنايلون. تتحول وعوده إلى وعود انتهت صلاحيتها في اللحظة التي تقال فيها. في الغد، وبعد الغد، بعد أن يلتقي مع الابن و/أو بن غفير سيبشرنا بتسريبات بأنه لم يقصد حقاً، وأن الطرف الثاني يعيق، وأن “التحريض ضد عائلتي” لا يتوقف. تعليق التشريع وإعطاء فرصة للحوار حتى نهاية الدورة الصيفية في بداية آب، هما أقل بكثير مما طلبه منه رئيس الدولة وبني غانتس وحتى يئير لبيد قبل شهر وشهرين.

لقد أعطاهم أيضاً – لكن بالأساس للاحتجاج – فوزاً كبيراً بدون مقابل. الدولة تحترق كما لم تحترق في يوم ما، والاقتصاد يتحطم، هو نفسه معزول في الساحة الدولية، والليكود في حالة تراجع، والعلامات التي يحصل عليها كارثية. بعد ثلاثة أشهر لا يملك ما يعرضه باستثناء عدم القدرة وفقدان الطريق وفشل شامل متعدد الجبهات.

سيكون بالإمكان فحص نوايا رئيس الحكومة في الأسابيع القريبة القادمة المليئة بالأعياد. لن يكون هذا معقداً جداً. ربما سيتلاشى الاحتجاج قليلاً ويستريح ويستجمع القوة قبل دورة الكنيست الصيفية التي سيتم افتتاحها في 1 أيار. ياريف لفين وسمحا روتمان، ثنائي تخريب الديمقراطية في إسرائيل، ظهرا أمس وهما مهانان تماماً. لم يبق شيء من تهديدات وزير العدل بالاستقالة على الفور إذا تم وقف التشريع. لا يوجد لدى روتمان حتى ما يهدد به. ومن شدة الإحباط ذهب إلى وسائل الإعلام وكذب في كل جملة قالها.

نتنياهو الذي تحدث أمس للأمة بعد عشر ساعات بالضبط عن الموعد الأصلي الذي وعد أن يلقي فيه خطابه، ظهر مهزوماً ومتعباً. الاحتجاج الرائع الذي تأثر منه كل العالم جعله يركع. ولكن من ألقاه على الأرض وداس عليه هو شريكه السياسي، الحشرة التي حللها ورفعها عالياً، وزير الأمن القومي. خرج نتنياهو من هذا الحدث وهو معصور أكثر من حبة البرتقال. خلال ساعات، كان مصير الدولة والشرطة في يد شخص عنصري، مجرم، مدان ومؤيد للإرهاب. بن غفير نكل به ليوم كامل، هدده وصرخ عليه واستخدم عليه سلسلة أسر خاصة ونجح في نزع وعد فضائحي (الذي كما يبدو لن ينفذ) منه وهو تأسيس مليشيا تكون خاضعة له. نتنياهو القديم كان سيوقع رأس أي شريك في الائتلاف يتجرأ على التفاخر بهذه الطريقة بدون أي تردد، وكان يعرف أيضاً كيفية تقليص الخسارة في الوقت المناسب، وعدم الوصول إلى حفرة عميقة لا قعر لها، التي دهور كل الدولة وجهاز الأمن والمجتمع والاقتصاد إليها. هو رئيس الحكومة الأول الذي نجح في التوحيد بين المشغلين والعمال، بين الإيرانيين والسعوديين.

خلال أقل من تسعين يوماً على تشكيل الحكومة اليمينية، دمر دولة وحزباً، وصورته الشخصية. أول أمس، في خطوة هستيرية التي عليها بصمات ابنه، أقال وزير الدفاع يوآف غالنت وجعل مئات آلاف الأشخاص يتدفقون، ليس في حافلات جمعيات اليسار، إلى الشوارع والميادين. من هنا انضمت أيضاً الهستدروت للاحتجاج وقامت بشل الاقتصاد. إلى هذه الدرجة وصلنا.

في بيانه أمس، لم تختف البهارات التي يدسها نتنياهو في كل طبخة، التحريض والتقسيم والأكاذيب والتنصل من المسؤولية وإلقاء الاتهامات على الآخرين. اتهم رؤساء أجهزة الأمن بـ “استيعاب الرفض” وتشجيعه، وكأنه أمر مرتبط بهم (في حين أن الرافضين والمتهربين هم جزء رئيسي في حكومته وفي ائتلافه).

عن متظاهري اليمين في القدس، قال: هم خلافاً للآخرين جاءوا بشكل مستقل وغير منظم وغير ممول، في الوقت الذي كانت فيه طوابير طويلة من حافلات الليكود تقف في الخارج، والمزيد من التشويه وأنصاف الحقائق. هذا هو نتنياهو، بشره وشره. من جهة أخرى، يجب الاعتراف، مع أخذ هوية المتحدث بالحسبان، بأنه كان خطاباً على حدود العقلانية، نسبياً أو مؤقتاً لا يمكننا معرفة ذلك بالطبع.

أمس، تم نشر استطلاعين كارثيين بالنسبة لليكود وكتلة اليمين، ائتلاف الـ 64 مقعداً هبط بنحو 10 مقاعد، الليكود يتحطم. ومن جهة أخرى، يرتفع المعسكر الرسمي برئاسة بني غانتس ويتفوق للمرة الأولى على حزب “يوجد مستقبل”. الاستنتاج بسيط إلى درجة الألم: الجمهور يطمح إلى الحياة الطبيعية والمسؤولية والرسمية وحتى الملل، وهذا ما يقدمه له غانتس. شتاء بنيامين نتنياهو هو ربيع بني غانتس. الاستراتيجية التي حاول قيادتها مع جدعون ساعر وغادي آيزنكوت في الحملة الانتخابية في السعي وراء “اليمين العقلاني” تؤتي ثمارها الآن بتأخر ما. الأزهار لنتنياهو بالطبع، وبغبائه وضعفه أبعد عنه جمهوراً كبيراً وأهداه للمعسكر الرسمي.

هذه الأشهر أثبتت للجميع بأن حكومة يمين – حريديين – مستوطنين غير مؤهلة لإدارة حتى مخزن للخردة. تعديل: هذه ليست حكومة يمينية، هذه حكومة فاشية، عنصرية ومسيحانية، مع أصحاب مناصب فاشلين وغير مناسبين (حتى لو وجد شاذ واحد، وقد أقاله والد رئيس الحكومة الحقيقي). أمس، لم ير من قام بالإقالة بأن الصحيح أن يشرح للجمهور سبب هذه الخطوة المهينة، يبدو أن أفراد بيته لم يعطوه الموافقة، وكأن نتنياهو لم يشهد ما يكفي من الإهانة في هذا اليوم الطويل، حتى جاء الإعلان من قصر حاكم الإمارات بن زايد، الذي التقى مع نفتالي بينيت. لا يريدون دعوة رئيس الحكومة، ولكن سلفه يجري استقباله في القصر بحفاوة. قيل عن ذلك بأن الكأس مليئة بالسم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى