ترجمات عبرية

هآرتس: إنهم ليسوا مستوطنين مشاغبين، إنها المؤسسة

هآرتس 25-6-2023، بقلم نوعا لنداو: إنهم ليسوا مستوطنين مشاغبين، إنها المؤسسة

كشف عوفر اديرت في “هآرتس” الجمعة الماضي عن الوثائق الرسمية التي تثبت بأن الجيش الإسرائيلي قام عام 1972 بتسميم أراضي قرية عقربا لإقامة مستوطنة غيتيت في غور الأردن. وهي وثائق كشفت بفضل مشروع مركز “تاوب” بجامعة نيويورك، الذي كشف أرشيفات مشروع الاستيطان. حسب أقوال الدكتور يعقوب لازوفيك، مسؤول أرشيف الدولة السابق ورئيس المشروع الآن، فإن ما ظهر بوضوح في الأرشيفات هو الدور الرئيسي لجميع حكومات إسرائيل، بالدفع قدماً بمشروع الاستيطان.

بعد مرور 25 سنة على التسميم الممأسس بغرض تهويد الغور، وقف في الأسبوع الماضي للنقاش في الكنيست ممثل “الشاباك” من أجل تأييد قانون لتهويد الجليل. في مشهد غريب، تم وضع رجل “الشاباك” خلف الستارة كي يستطيع أن يفصّل، دون معرفة هويته، لماذا يعد خلق حضور جسدي في المنطقة بواسطة الاستيطان حجر أساس في تحقيق السيادة والسيطرة على منطقة الجليل مثلما في الضفة. في موازاة ذلك، في الأسبوع نفسه، وجد معظم الإسرائيليين صعوبة كبيرة في فهم لماذا يشكك “أخوتهم” الدروز في التوربينات التي تريد الدولة وضعها على أراضيهم.

في المقابل، مشروع التهويد الواضح كما يبدو في المناطق المحتلة، الذي ينعكس الآن بالعنف الجسدي المتزايد ضد الفلسطينيين وإقامة البؤر الاستيطانية غير القانونية، استقبلته المعارضة بالإدانة من الجميع، لأن الأسهل دائماً اتهام “المستوطنين العنيفين” الذين يتطاولون وكأنهم ينفذون المذابح في “المناطق” على مسؤوليتهم، وليس على المؤسسة وعلى السياسة التي تجندت لتمكينهم من فعل ذلك.

صحيح أنه من السهل اتهام حكومة الهراءات الحالية، لأنها بدعوتها “اهرعوا إلى التلال” إنما تتبول من فوق خشبة القفز. من السهل اتهام بتسلئيل سموتريتش بما حدث في حوارة وترمسعيا. ولكن الجيش؟ الذي يحتضنه معارضو الانقلاب؟ في أعمال الشغب في حوارة سارع اكثيرون لنشر صورة لجندي وهو يساعد عجوزاً فلسطينية، وضباط اقتبسوا كمن “يشعرون بالخجل”، ولكن ثمة دلائل جمعتها “هآرتس” و”سي.ان.ان” بعد ذلك تثبت بأن الجيش هو الذي مكن من حدوث هذا الرعب.

وفي هذا الأسبوع أيضاً، بعد أعمال الشغب في ترمسعيا، تم اقتباس شخصيات رفيعة في جهاز الأمن، بأنهم حذروا المستوى السياسي من أن “عنف المستوطنين سيؤدي إلى الفوضى”. ولكن لا أحد منع “جهاز الأمن” من منع الفوضى بدلاً من البكاء بأثر رجعي.

الصعوبة العاطفية لكثير من الإسرائيليين في اتهام أجهزة الدولة وعلى رأسها الجيش بدلاً من التركيز فقط على مبعوثيهم المستوطنين وعلى الحكومة، هي الصعوبة نفسها التي تمنع الانشغال بالنكبة أو التسميم في عقربا: الخوف من الاتهام الذاتي. من السهل اتهام الآخر الذي يسمى “مستوطن”. تتمثل هذه الصعوبة أيضاً في تجاهل ساحق لهدف الحكومة الحقيقي، وهو محو الخط الأخضر وتهويد كل الفضاء، من البحر حتى النهر.

إن ما يحدث في “المناطق” [الضفة الغربية] الآن هو تفرع طبيعي لسياسة حكومة سموتريتش – بن غفير التي تسعى بشكل علني إلى خلق تفوق لليهود على جانبي الخط الأخضر: تعزيز قانون القومية ولجان القبول والتنكيل بطالبي اللجوء ليست سوى أمثلة فردية. لا يمر يوم بدون مبادرة لتحصين مكانة اليهود على حساب غير اليهود. ودعوة “اركضوا إلى التلال”، ليست سوى جزء من لوحة الفسيفساء الكبيرة. كان يجب على المعارضة أن تهب ضد هذه الأيديولوجيا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى