ترجمات عبرية

هآرتس: أنا أريد وأطلب وأوصي بضبط النفس

هآرتس 15/4/2024، اهود اولمرت: أنا أريد وأطلب وأوصي بضبط النفس

هجوم ايران على اسرائيل استهدف أن ينقش في وعي جميع المشاركين في هذه الدراما في الشرق الاوسط بأن ايران هي العامل الرئيسي. ايران ليست فقط وكلاءها في الشمال والجنوب وفي سوريا والعراق، هي أولا وقبل كل شيء القوة الرئيسية التي تملي الخطوات، التي تقرر جدول الاعمال وتناور بين القوات التي تعمل في المنطقة. الـ 300 طائرة مسيرة التي اطلقتها على دولة اسرائيل وعشرات الصواريخ المجنحة والصواريخ البالستية هي الدليل على قوتها الكبيرة، والدليل على تنوع الوسائل القتالية لايران وقدرتها على أن تصبح خصم، ليس فقط لاسرائيل بل ايضا للدول العظمى التي زعماؤها يتصلون مع آية الله في ايران من اجل ردعه وتحذيره من نيته عن حربه العلنية.

هذا الهجوم انتهى بهزيمة ساحقة. الليلة بين منتهى السبت ويوم الاحد انزلت على ايران وحلفائها هزيمة مدوية. هذه كانت ليلة النصر الاكبر لسلاح الجو الاسرائيلي وقادته وطياريه، وبالطبع لرئيس الاركان ومساعديه. في هذه الليلة مرة اخرى حاز الجيش الاسرائيلي، اكثر مما في كل اشهر القتال الطويلة، الجرأة والشجاعة للجنود النظاميين وجنود الاحتياط، على ثقة الدولة ومواطنيها. فقد تبين لكل العالم بأنه حتى 300 مسيرة وعشرات الصواريخ المجنحة والصواريخ البالستية لا يمكن أن تضعضع أمن اسرائيل وتفوقها العسكري والعلمي وانجازاتها التكنولوجية. هذا كان استعراض للشجاعة والكفاءة العبقرية والدقة والقدرة على السيطرة والتنسيق والقيادة العسكرية المنضبطة والهادئة والمهنية. 

تلك الليلة كانت ايضا ليلة النصر الاكبر للرئيس الامريكي جو بايدن. فبالهدوء وضبط النفس والالتزام الكامل بأمن اسرائيل والقدرة على تجنيد لهذا الجهد العسكري ايضا بريطانيا وفرنسا وجهات اخرى ما زالت هويتها سرية، هو خلق الفرق المهم في نتائج هذه المواجهة. انجاز امريكا ليس فقط في الوقوف العلني والمثير للانطباع للرئيس، بل بالاسهام المباشر في هذا الانجاز العسكري.

يمكن الافتراض أن اساس عملية الاعتراض هو سلاح الجو الاسرائيلي. ايضا يمكن الافتراض بأنه لولا الامريكيين والبريطانيين، لا سيما في المناطق البعيدة، لكانت اسرائيل ستنجح فقط في احباط 75 في المئة من هذا التهديد. الفجوة في نسبة نجاح الاحباط هي الفجوة بين ضربة محتملة مؤلمة جدا (تدمير عدد من قواعد سلاح الجو وعشرات القتلى والشعور بأننا مكشوفين وبدون حماية) وبين نتيجة هجوم ايران الفعلي. بالتالي، اسهام الولايات المتحدة ليس فقط الصورة الدولية لتحالف سياسي وعسكري، بل هو اسهام حقيقي لجنود امريكيين الذين بدونهم ما كنا سنحصل على صورة النصر الحاسم. الاستنتاج المطلوب متعدد الوجوه. أولا، من المهم جدا عدم انجرار اسرائيل الى حرب تصريحات متبجحة من النوع المعروف في محيطنا. سلاح الجو اعاد للدولة والجيش المكانة التكنولوجية التي تراجعت. مقاتلو سلاح الجو اعادة الى وعي الجمهور التفاخر والثقة. ولكن بدون بايدن كل شيء كان سيكون مختلفا. من الجدير تذكر ذلك قبل أن تبدأ أدوات رئيس الحكومة وعصابة الزعران المحيطة به في اطلاق التصريحات والتهديدات والتحذيرات والطلبات. 

في هذا السياق لا يمكن أن لا نعيد النظر مرة اخرى فيما اذا كانت تصفية حسن مهداوي تمت في التوقيت الصحيح. الحديث يدور عن شخص خبيث كان متورط في نشاطات عسكرية استفزازية ضد اسرائيل، وكان عامل رئيسي في تنسيق وتفعيل قتال حزب الله والمليشيات الايرانية في سوريا. مع ذلك، من الواضح أنه في الوقت الذي تقرر فيه تصفيته لم يتم فحص امكانية أن هذا الامر يمكن أن يكون مرتبط بتوسع القتال وتدخل مباشر من قبل ايران والخوف من اندلاع حرب شاملة بتدخل من دول عظمى، تهز الشرق الاوسط وتورط اسرائيل في حرب متعددة الجبهات.

احيانا يكون من الجدير ضبط النفس حتى عندما يكون هناك هدف جدير، ومهداوي كان هدف جدير بالتصفية. شخص ما خارج الاطار العسكري المقلص يجب عليه أن يكون مشارك في هذه الاعتبارات، ومن الافضل أن لا يكون هذا فقط رئيس الحكومة الذي يعمل تقريبا بكل الطرق الممكنة لتوسيع الحرب واطالتها وتأجيل انتهاءها. عندما يتم تنفيذ عملية تصفية في عاصمة دولة عربية يمكن جمع كل قوة ضبط النفس وعدم الانطلاق الى احتفال التفاخر والغطرسة. فهذه ساهمت بالضرورة في رد ايران. في الحقيقة دولة اسرائيل لم تتحمل المسؤولية عن عملية الاغتيال، لكن قدرة المحللين في جميع القنوات على التحدث عن عملية الاغتيال وتحديد اسماء الضحايا والظروف وسياق العملية على الفور عند حدوثها، كل ذلك اوضح بأن الامر يتعلق باحتفال زائد لاسرائيل. 

عندما كنت رئيسا للحكومة أمرت بتصفية عدة جهات معادية في دول قريبة وبعيدة. معظم عمليات التصفية حتى الآن لم تعترف اسرائيل بتنفيذها. ولم يأت أي رد من الدول التي قمنا باغتيال شخصيات رفيعة فيها. وقد دمرنا ايضا المفاعل النووي في سوريا. مرت عشر سنوات ولم يتم النشر بأن اسرائيل هي من فعلت ذلك. الاسد، الذي عرف بالضبط من نفذ الهجوم، صمت ولم يرد. الحكومة التي تنشغل كل الوقت في محاولة تصفية، بالاساس الخصوم السياسيين والذين يطالبون باسقاطها، غير قادرة على الامتناع عن التفاخر بعد كل انجاز، حتى عندما يكون احيانا من الصحيح اخفاء ذلك. ولكن طالما أن بنيامين نتنياهو هو رئيس الحكومة فان هذا شر لا يمكن تجنبه كما يبدو.

الليلة بين منتهى السبت ويوم الاحد ألغت نهائيا قدرة اسرائيل على الدخول الى رفح. يجب على نتنياهو التقرير اذا كان يريد حماية امريكا من ايران أو أنه يريد شرخ مكشوف، علني وخطير، مع القيادة الامريكية والشركاء في بريطانيا وفرنسا والمانيا، ازاء اقتحام رفح. هذا الخيار ما زال امامنا. ضغط ايتمار بن غفير واعضاء عصابته على نتنياهو سيستمر. فهم لن يتنازلوا عن مواصلة الحرب في رفح. بايدن حذر من هذه العملية. بعد هذه الليلة فان هجوم اسرائيل على رفح خلافا لموقف الولايات المتحدة واوروبا يمكن أن يدهور دولة اسرائيل نحو الهاوية.

اذا حدث ذلك فانه في المواجهة القادمة مع ايران، التي يمكن أن تكون في القريب، نتنياهو وبني غانتس وغادي ايزنكوت سيضطرون الى اتخاذ القرارات دون أن تكون بجانبهم الدولة الاقوى في العالم. وايضا بدون عقد مجلس الامن الامريكي جلسة ماراثونية في واشنطن لتنسيق الحماية لدولة اسرائيل، التي حكومتها تصمم على ادارة حرب لا حاجة اليها.

رئيس الحكومة ووزير الدفاع لم يتوقفا عن التحذير من أنه اذا قامت ايران بمهاجمتنا من اراضيها فان دولة اسرائيل سترد بدون أي تردد وبكل القوة. هذه التصريحات سمعت كثيرا، حتى من وزراء، بعد هجوم ايران وبعد اعلانها بأنها أنهت العملية. أنا اطلب وأوصي بضبط النفس. أي رد لاسرائيل هو أمر غير مطلوب. فهذا الرد اعطي في منتهى السبت – صباح يوم الاحد.

الرئيس بايدن كان على حق عندما قال إن اسرائيل انتصرت، في الحقيقة بمساعدة مهمة جدا من امريكا. وحتى الآن اسرائيل انتصرت بشكل حاسم. هذا انجاز سيتم تعليمه في الكليات العسكرية. قدرة غير مسبوقة للتنسيق بين جميع المنظومات وتفعيل بالتوازي جميع طبقات الحماية المضادة للاسلحة الجوية، القبة الحديدية ومقلاع داود والحيتس في ساحة غير ضيقة وفي تزامن مدهش ومثير للانفعال. إن صلافة ايران كانت واضحة في هذه المرة، ارسال 300 مسيرة وصواريخ مجنحة وصواريخ بالستية والحاق ضرر هامشي فقط بقاعدة واحدة لسلاح الجو، التي لم يتوقف عملها للحظة، وبدون خسائر في أرواح الجنود والمواطنين، باستثناء فتاة اصيبت بشظايا قذيفة اسرائيلية. هذا فشل ذريع ويمكن أن يساعد على اعادة القيادة الايرانية الى اتزانها الصحيح.

لقد حان الوقت للتوقف. وحان الوقت لعقد الصفقة مع يحيى السنوار لاعادة جميع المخطوفين. من المناسب لنا عقد هذه الصفقة بعد العملية الناجحة. ومن المناسب للسنوار التوصل الى مثل هذه الصفقة بعد أن عرف أن راعيه الرئيسي غير قوي كما كان يأمل.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى