ترجمات عبرية

هآرتس:أثارت صور جنين غضبا في الشوارع وجاء الرد من أبناء الجيل اليائس

هآرتس 29-1-2023م، بقلم جاكي خوري:أثارت صور جنين غضبا في الشوارع وجاء الرد من أبناء الجيل اليائس

تسلسل الأحداث، من مخيم جنين للاجئين حتى عمليتي القدس، يشهد على أن الأمر لا يتعلق بروتين “مواجهات محددة”، بل ببداية تصعيد يصعب التوقع إلى أين سيؤدي. إسرائيل كالعادة تفحص الأحداث بعدد الضحايا في الطرف الإسرائيلي وإمكانيات الرد، في حين أن تواصل القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية لم يجد أي اهتمام على المستوى الجماهيري. مر الأمر في وسائل الإعلام الإسرائيلية تحت الرادار على الأغلب، إزاء الانشغال بخطة إضعاف جهاز القضاء وبعزل آريه درعي من منصبه كوزير وبحقوق المثليين. ما حدث وراء الجدار بقي هناك.

منذ بداية الشهر وحتى صباح الخميس الماضي، أحصت وزارة الصحة الفلسطينية 20 قتيلاً، معظمهم في منطقة جنين. لم يكن التغيير هو اقتحام إسرائيلي في ذلك الصباح، بل عدد القتلى الفلسطينيين الذي بلغ 9 أشخاص. رواية إسرائيل بأن الأمر يتعلق بنشاطات لإحباط تنفيذ عملية، لم تقنع أحداً في الساحة الفلسطينية. الصور غير المراقبة لنتائج الاقتحام تم نشرها في كل منصة محتملة، من الأزقة في مخيمات اللاجئين وحتى مكتب محمود عباس في رام الله وقيادة حماس في القطاع. تم الشعور بالغضب والإحباط في كل زاوية، والجميع خافوا مما سيأتي. تصريح وزير الأمن الوطني، ايتمار بن غفير، في الأسبوع الماضي عن “الدرع الواقي 2” ظهر ملموساً جداً.

عقد عباس جلسة للقيادة الفلسطينية، أعلن فيها عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، في حين أن الوسطاء المصريين عملوا بشكل كثيف أمام محور القدس – غزة للسيطرة على رد التنظيمات في القطاع وعلى الرد الإسرائيلي المضاد. في رام الله كانت هناك معطيات لضغط من الولايات المتحدة والدول العربية لمنع التصعيد. حتى مساء الجمعة، كان يبدو أن الطرفين سيردان بضبط النفس، ورغم الصور الصعبة والغضب الذي يفور في جنين، اكتفت حماس بالدعوة إلى رد في الضفة، وانتقلت إسرائيل للاستعداد لمظاهرات منتهى السبت.

جاء الرد المؤلم في ساحة خارج نطاق عمل محمود عباس وأجهزته الأمنية، في شرقي القدس، في عمليتي إطلاق نار. من أطلقا النار هما خيري علقم (21 سنة) ومحمد عليوات (13 سنة)، اللذان لم يكونا مولودين بعد عند اندلاع الانتفاضة الثانية. حظيا بالثناء عبر الشبكات الاجتماعية ومن متحدثين باسم التنظيمات، وأثبتا إلى أي درجة يدور الحديث عن جيل بدون أمل.    

نشطاء حركة فتح في الميدان لم يعودوا يؤمنون بالمفاوضات والتنسيق، وظهر الحديث لهم عن أفق سياسي مثل حلم خيالي. وأدرك مكتب أبو مازن أن الحديث عن عملية سياسية بات غير ذي صلة. حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل من ناحيتها تريد الرد بقبضة حديدية على العمليات، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وجهاز الأمن أيضاً يدركون أن القوة الزائدة لن تؤدي إلى أي حسم وتهدئة، بل العكس.

ثلاثة يمكنهم الآن لعب دور: الإدارة الأمريكية في واشنطن التي يجب أن تخرج عن عدم المبالاة وتثبت بأنها مختلفة بشيء ما عن مصطلحات إدارة ترامب؛ والملك عبد الله، ملك الأردن؛ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اللذان يهتم نتنياهو بإقامة علاقات معهما. في الوضع المعطى، فإن كل ما يمكن الطموح إليه هو إيجاد بالغ مسؤول يقوم بوقف هذه الهستيريا الخطيرة ويمنع استمرار سفك الدماء. الكرة الآن في ملعب إسرائيل، لأنها بالفعل هي الطرف القوي، وهي المحتلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى