ترجمات عبرية

نير حسون يكتب – شيء ما تشوش في خطة الخلاص

بقلم: نير حسون، هآرتس 19/4/2019

الطقس السنوي لأمناء جبل الهيكل والشرطة بدأ فجر أمس: نشيطان من امناء جبل الهيكل وصحافيان وجديين حيين تم ضبطهما في سيارة (الاخيران كانا في صندوق السيارة) في بوابة يافا في القدس. جديين نقلا الى وزارة الزراعة، والاشخاص الاربعة تم نقلهم الى مركز الشرطة.

في كل سنة تطارد الشرطة أمناء جبل الهيكل المصممون على الاقتراب منه وفي ايديهم جدي صغير معد ليكون قربان الفصح الاول بعد ألفي سنة. اذا حكمنا بناء على تجربة الماضي، هذه المرة ايضا سينتهي بعد وقت قصير قبل ليلة عيد الفصح بملاحقة قصيرة في ازقة البلدة القديمة وعدد من الاعتالات لعدة ساعات. عيد الفصح هو عيد حركة جبل الهيكل. وفي كل سنة تكون فرصة لاظهار قوة الحركة الجماهيرية هذه التي حظيت بنجاحات كثيرة في السنوات الاخيرة. لقد غيرت الخطاب العام والسياسي حول الحرم، وأدت الى صعود عشرات آلاف اليهود الى الحرم، ونظمت ميزانيات حكومية وسياسية لصالحها. ولكن في هذه السنة، كما يبدو، الحركة تأتي الى الفصح وهي في ازمة. بعد سنوات كثيرة من الازدهار وتزايد قوتها، يبدو أن شيء ما تشوش في خطتها للانقاذ.

حركة جبل الهيكل هو اسم شامل لتنظيم فوقي يضم تنظيمات كثيرة تعمل على تشجيع الذهاب الى الحرم، في محاولة لتغيير الوضع القائم في المكان بحيث يسمح لليهود بالصلاة في المكان، وتجهيز ادوات عبادة وتعليم بشأن الهيكل وغير ذلك. الى ما قبل عقدين اعتبر أمناء جبل الهيكل اشخاص منبوذين وغريبين حتى في اليمين المتطرف. منع الذهاب الى الحرم خوفا من الدنس كان اجماع شرعي يشمل الجميع. والصهيونية الدينية انشغلت بالاساس بالمستوطنات واعطت اهتمام أقل بما يحدث في الحرم.

تغييرات سياسية ودينية غيرت الوضع تماما. في اعقاب اتفاقات اوسلو سمح حاخامات يهودا والسامرة وغزة لحاخامات التجمعات السماح بالذهاب الى الحرم. في اعقاب شعور الخيانة من جانب الدولة بسبب الانفصال بدأ شباب الصهيونية الدينية بالانشغال بالموضوع بصورة مكثفة والثورة تقريبا استكملت مع اداء اعضاء كنيست للقسم، الذين وضعوا الهيكل على رأس جدول اعمالهم: ميري ريغف كرئيسة للجنة الداخلية في الكنيست التاسعة عشرة، ويهودا غليك وموشيه فايغلين واوري اريئيل وآخرين. لقد نقلوا الحرم من الطرف المتطرف والهستيري لليمين الى وسط الاجماع. حركة المرابطون والمرابطات الذين نكلوا بالزوار اليهود تم اخراجهم خارج القانون بما اعتبر كواحد من نجاحات الحركة. وفي نفس الوقت حدث ارتفاع متواصل في عدد اليهود الذي يزورون الحرم، من 5695 شخص في 2009 الى 30 ألف شخص في 2018. مع عودة الهدوء في الحرم، اليهود اصبح مسموح لهم الصلاة بشكل منفرد وهاديء في الحرم، الامر الذي كان في السابق يستتبعه توقيف في مركز الشرطة. ولكن مؤخرا الزخم اوقف قليلا. في الاشهر الاربعة الاخيرة حدث انخفاض في عدد الزوار مقارنة مع نفس الاشهر في السنة السابقة. يمكن عزو ذلك الى الشتاء الماطر، لكن هذا فقط علامة واحدة من علامات الضعف.

المندوبون ظلوا في البيت

في الانتخابات الاخيرة تلقت الحركة ضربة، وتقريبا كل الشخصيات السياسية المتماهية معها بقيت خارج الكنيست. فايغلين فشل في تمرير حركة زهوت فوق نسبة الحسم، غليك فشل في الانتخابات التمهيدية لليكود، شولي معلم لم تدخل الى الكنيست بعد انتقالها لليمين الجديد (ضحية اخرى لنسبة الحسم) واريئيل قرر الاستقالة بعد أن لم يصل الى رئاسة قائمة الاتحاد الوطني. صحيح أن الحديث يدور كما يبدو عن ترافق صدفي، لم يكن للحرم بالضرورة دور في فشله، وما زال، بالاجمال سيكون في الكنيست القادمة عدد اقل من المتحدثين باسم جبل الهيكل.

حركة جبل الهيكل اظهرت ايضا الضعف في كل ما يتعلق بنضالها ضد قرار الاوقاف فتح مبنى باب الرحمة. الاوقاف فتحت المبنى الذي اغلق مدة 16 سنة قبل ثلاثة اشهر. منذ ذلك الحين ورغم تهديدات الشرطة ورغم أمر اغلاق جديد صدر بشأن المبنى، فقد بقي مفتوحا وهو يستخدم للصلاة. رجال الحركة عقدوا اجتماعين اعتبرا” جلسات طارئة” قليلة المشاركين، لمناقشة موضوع باب الرحمة. لقد خططوا لحج جماهيري الى الحرم واجراء مظاهرة في ميدان سفرا  ومسيرة الى الحرم. كان هناك ايضا من اقترح اقامة خيمة احتجاج في المقبرة الاسلامية التي تقع على الجانب الآخر من باب الرحمة. في نهاية المطاف اكتفوا بزيارة للحرم لم تثر اهتمام جماهيري.

الاختبار السنوي لحركة الهيكل هو في هذا الوقت من السنة، اربعة ايام قبل عيد الفصح يجتمع النشطاء ويتدربون على تنفيذ الوصية الاهم المتعلقة بالهيكل، تقديم قربان الفصح. خلال الحدث يقوم رجال الهيكل بتمثيل الذبح والتضحية بقربان الفصح امام جمهور كبير. خلال السنين كلما تعاظمت قوة الحركة زاد ايضا حدث التمثيل، وحظي بتغطية رسمية، والاهم من ذلك، هو أن الحدث اقترب شيئا فشيئا من الحرم. في السنوات الاولى كان هذا الحدث تقريبا سري قام به عدد من النشطاء في مكان سري في القدس. بعد ذلك تحرك بين احياء القدس، وقبل اربع سنوات اجري في جبل الزيتون مقابل جبل الهيكل. ومن هناك انتقل الى الحي اليهودي وفي السنة الماضية اقتربوا من مكان الهيكل اكثر من أي وقت مضى. في الحوض الاثري دافيدسون على سفح جبل الهيكل. كان هذا حدث كبير مغطى اعلاميا وحظي بالدعم من بلدية القدس.

مذبح من السقالات

الحدث الذي جرى في يوم الاثنين الماضي كان اقل نجاحا من وجهة نظر النشطاء. سلطة الاثار عارضت اجراء الاحتفال في الحوض الاثري، وفي اللحظة الاخيرة اضطروا الى الاكتفاء بالاسطح، سطح في الحي اليهودي يشرف على الحرم. الاحتفال بدأ بعد ساعة ونصف من الموعد المقرر. والمنصة كانت مبنية فقط بشكل جزئي. نشيطان قاما باقامة المذبح من السقالات والقماش الابيض ومسدس إبري. في حين أن المنظمين حاولوا اقناع الشرطة بالسماح لهم باجراء الاحتفال رغم الانحراف عن الجدول الزمني والمشكلات الامنية. في نهاية المطاف تم ذبح الجدي، وتم شويه كما هو مقرر، لكن الامطار بدأت في الهطول والنار رفضت الاشتعال. “هذا ليس فظيعا، في جبل الهيكل كل شيء ممكن”، عزى نفسه المشرف على الاحتفال.

في كل سنة يقوم المبادرون بحملة لجمع التبرعات من اجل تمويل الاحتفال. لقد نجحوا في جمع 30 ألف شيكل من الـ 60 ألف شيكل التي احتاجوها. “في السنة الماضي كان لنا فائض في الميزانية، هذه السنة كان علينا أن نطرق ابواب الاحسان”، اعترف البروفيسور هيلل فايس، من رؤساء النشطاء. ولكن في نفس الوقت يعد بأن مستقبل الحركة ما زال امامها.

المتحدث باسم منظمات جبل الهيكل، اساف فريد، اسمع رسائل مسابهة. “في السنة الماضية وصلنا الى الذروة”، قال. “كان واضحا أننا في هذه السنة لن نصل الى اكثر من ذلك إلا اذا تسلقنا الجبل، رغم أن هذا ليس الاحتفال الاكثر نجاحا لنا، إلا أن له اهمية تعليمية ستظهر للاطفال الذين شاهدوا كهنة وملابس كهنة ويعرفون ما هو لحم الضحية، هذا سيجعلهم يقتربون اكثر”.

مراسل من “ميكور ريشون”، ارنون سيغل، من قدماء نشطاء الحركة لا يعطي اهمية كبيرة لعلامات الضعف: “المعطيات عن الزوار لا تقول الكثير. كان هناك مدرسة عملت في مدخل جبل الهيكل، وهي اقل نشاطا مؤخرا، هذا موضوع تقني. بخصوص السياسيين فان غليك اصلا لم يحرك ساكنا لصالح الموضوع في الكنيست. وفايغلين اهتم فقط بالقنب. في اتحاد احزاب اليمين ينوون بالتأكيد طرح الموضوع. ايضا في الليكود يوجد عدد غير قليل من القريبين من جبل الهيكل”.

“لو أننا كنا وكالة سياحة هدفها جمع الاموال عن كل شخص يمر، عندها بالطبع كان سيضرنا انخفاض العدد”، قال شمشون البويم، احد النشطاء القدامى، “ولكن عدد الزوار ليس الهدف بحد ذاته. نجاحنا انزل منسوب الدافعية لدى الناس للزيارة، حتى أنني بشكل شخصي لم أعد ازور كما فعلت ذلك في السابق”. وهو ايضا غير قلق من تبدل اعضاء الكنيست، “هذه لعبة كراسي، يوجد لنا مؤيدون كثيرون مثل جلعاد اردان وميري ريغف وزئيف الكين. نحن نثق بالتقدم الدائم حتى لو كان بطيئا. الآن يسمحون بالصلاة بشكل منفرد. وأنا آمل أنه في السنة القادمة سيسمحون بالصلاة اكتمال نصاب الصلاة، وأن تتم زيادة ساعات الزيارة لليهود، وأن يتحول هذا الموقع الى موقع اكثر يهودية. هذا اصبح يظهر في الافق”، قال البويم.

افيف تتراسكي، الباحث في جمعية “عير عميم” الذي يتابع الحركة، يوافق على أن هناك ضعف ما، لكنه يقول إن هذا ليس بالضرورة ينبيء بمستقبل الحركة. “ربما في الوقت الذي لا يكون فيه مرابطون ولا يكون من يتم الشجار معه الناس يفضلون الذهاب للصلاة بهدوء في حائط المبكى”، قال. تتراسكي اشار الى أن الالتزام بالحركة من قبل سياسيي اليمين لم يضعف، ومؤخرا تم تمويل ادارة تراث جبل الهيكل وهو جسم حكومي أول وظيفته الدفع قدما بتراث جبل الهيكل. وحسب قوله، وزير الامن الداخلي جلعاد اردان وشرطة القدس يعطون اذن صاغية لامناء جبل الهيكل.

الحاخام اسرائيل هرئيل، رئيس معهد جبل الهيكل والذي يعتبر الزعيم الروحي للحركة، ربط في احتفال التمثيل بين جبل الهيكل وفشل مركبة الفضاء “براشيت”. الله يقول لنا: أنتم طرتم 40 ألف كم من هنا الى القمر، لكن من هنا الى الحرم لا يزال يوجد 400 متر، يجب عليكم الوصول الى جبل الهيكل وعندها ساعطيكم القمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى