أقلام وأراء

نواف الزرو: حينما يتبنى الاتحاد الاوروبي الرواية الصهيونية المحرضة على “الاونروا”

نواف الزرو 5-2-2024: حينما يتبنى الاتحاد الاوروبي الرواية الصهيونية المحرضة على “الاونروا”

الحملة التحريضية الصهيونية-الامريكية-الاوروبية التي نتابعها منذ ايام ضد وكالة”الاونروا” وقطع التمويل عنها والمطالبة بنهاء خدماتها ليست جديدة وانما تأي تتويجا لمخططات ومحاةلات سابقة لإنهاء الاونروا، ففي سابقة هي الاولى، كان برلمان الاتحاد الأوروبي تبنى من وقت قريب تشريعاً يدين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا” على خلفية زعم احتواء كتبها المدرسية مواد تعليمية “تحض على الكراهية والعنف ضد إسرائيل، وتقوم بتدريسها للأطفال في التعليم الابتدائي والإعدادي”، وأورد البيان الاوروبي نماذج من بين الأمثلة التي دفعت البرلمان الأوروبي اعتماد قرار يدين “أونروا” منها “احتواء المناهج الفلسطينية المعتمدة لديها على “إنهاء دولة إسرائيل، وإقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي تضم الآن، إسرائيل، والضفة الغربية، وقطاع غزة”، إضافة إلى “تمجيد العمليات المسلحة، والدعوة إلى محو إسرائيل عن الخرائط، ومطالبة التلاميذ بالدفاع عن فلسطين بالدماء”. وجاء في القرار الأوروبي أن “البرلمان يعبر عن قلقه من خطاب الكراهية والعنف الذي يُدرس في الكتب المدرسية الفلسطينية، وتستخدمه أونروا في المدارس، وبالتالي فإن استمرار المساعدة المالية التي نقدمها مشروطة بإزالة المواد التعليمية التي تروج للكراهية والتحريض على العنف” ، وهذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها البرلمان الأوروبي تشريعاً يدين “أونروا”، بعد ما أصدر قبل ذلك ثلاثة قرارات تدعو السلطة الفلسطينية إلى إزالة ما وصفه بـ”المواد البغيضة” من مناهجها الدراسية، والتي تستخدمها “أونروا” في نظام التعليم الفلسطيني.

وعقب المجلس الوطني الفلسطيني في رسالة له للاتحاد الاوروبي قائلا:”إنّ المواد التعليمية التي تدرسها مدارس “أونروا” تعزز مبادئ الأمم المتحدة وقيمها، ولا صحة للاتهامات سالفة الذكر التي تهدف لتشويه، وإيذاء الشريحة الأشد ضعفاً، ألا وهي طلبة اللاجئين الفلسطينيين”، موضحاً “ان المناهج الفلسطينية في مدارس دولة فلسطين والتي تدرسها مدارس وكالة الغوث تتضمن الرواية الفلسطينية للتاريخ الوطني، وقضايا الهوية والكرامة والرواية الوطنية”. وأكّد على “أنّ اللاجئ الفلسطيني”عنوان للعلم والمعرفة على مدار أكثر من سبعة عقود من نكبته”، مشيراً إلى “أنّ لجنة القضاء على التمييز العنصري في الأمم المتحدة أكدت أن المناهج الفلسطينية التي تدرسها “الأونروا ” تخلو من تلك الاتهامات، بل أن تقارير أممية أكدت انسجامها مع معايير اليونسكو للسلام والتسامح في التعليم”، وقد اعتبر البنك الدولي “أن تعليم “الأونروا” هو نظام تربوي عالمي فعّال. وفي مقابل ذلك، أثبتت تقارير أخرى أن مناهج الاحتلال الإسرائيلي تحرض على العنف والكراهية والعنصرية”.

ونقول بدورنا في ضوء كل ذلك:

ليس غريبا ان يتجاوب البرلمان الاوروبي مع المزاعم والمطالب الاسرائيلية بهذا الصدد…

ونتساءل: لماذا لا يلتفت البرلمان الاوروبي مثلا الى ثقافة الكراهية والعنصرية والقتل والابادة التي تعج بها المناهج التدريسية الاسرائيلية….!؟

ولماذ لا يتحدث البرلمان الاوروبي عن ثقافة القتل والابادة لدى الحاخامات اليهود….؟!

ألا تستحق هذه الثقافة التحريضية الدموية المحاسبة…؟!

ثم غريب ان لا يلتفت البرلمان الاوروبي لثقافة الاحتلال-المجرم وان يأتي ليحاسب الضحية لانها تتحدث عن نكبتها في كتبها المدرسية….؟!

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى