#أقلام وأراء

نواف الزرو: عن ثلاثية الاساطير المؤسسة وآليات عمل الصهيونية منذ بدايات المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني

نواف الزرو 10-4-2023: عن ثلاثية الاساطير المؤسسة وآليات عمل الصهيونية منذ بدايات المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني

قد يعترض بعض المتفذلكين قائلين: مالنا ومال العودة للأساطير المؤسسة للحركة الصهيونية، ومالنا ومال تلك الآليات التي تعود الى اكثر من قرن من الزمن، والجواب هو ببساطة:ان كل ما يجري اليوم في المشهد الفلسطيني إجرام وارهاب صهيوني شامل هو امتداد عضوي لتلك الاساطير والمخططات والآليات منذ بدايات الحركة الصهيونية…!

فمنذ بداياتها التأسيسية الأولى، دأبت الحركة الصهيونية على زرع الأفكار والمفاهيم المتعلقة بالأساطير الدينية المؤسسة للحركة في أوساط الغيتوات اليهودية المنتشرة في أنحاء أوروبا والعالم، وروج حكماء وعلماء وقادة اليهود فكرة بقاء اليهود متميزين عن بني البشر، فنظروا ورسموا الخطوط والحدود التي تكرس هذا التميز، وقد تبلورت هذه النزعة وتكرست فيما بعد على شكل الأساطير المؤسسة الثلاثة:

-” شعب الله المختار “باعتبار أن اليهود وبني صهيون أمة متميزة ومفضلة على الأغيار من بني البشر، ومن هذا المنطلق صقل اليهود وتكونت سيكولوجيتهم القاطعة بأنهم”فوق الآخرين” و”دماؤهم أنقى وأغلى من دماء الاخرين”الأمر الذي شرع لهم قبل وبعد قيام الدولة الإسرائيلية، استباحة الدماء العربية .

– أرض الميعاد – الميثاق – حيث ركزت أسطورة الميثاق على الربط السرمدي المستمر بين ” شعب الله المختار ” والأرض المقدسة – فلسطين – التي يسمونها”ارض الميعاد”وبالتالي أصبحت فلسطين في الأدبيات اليهودية الصهيونية”الأرض المقدسة ” و ” أرض الميعاد ” التي لليهود حقوق خالدة فيها .

– عودة المسيح المنتظر – وهي الأسطورة الثالثة وتتحدث عن عودة المسيح المنتظر لبني صهيون، الأمر الذي سيضع حداً لشتات اليهود وإقامة وطنهم القومي في فلسطين إلى الأبد .

وهكذا تكونت ثلاثية الأساطير المؤسسة للصهيونية، لتترابط وتتكامل من وجهة نظرهم لتبرير وتشريع إقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين على حساب وأنقاض الشعب العربي الفلسطيني .

وعلى هذه الأرضية الأيديولوجية العنصرية، تبنت الحركة الصهيونية أربعة مبادئ أساسية في استراتيجيتها كما يؤكدها البروفسور الإسرائيلي”يوسف جوراني” أستاذ العلوم اليهودية في جامعة تل أبيب-سابقا- وهي :

1- ” مبدأ تجميع اليهود في أرض فلسطين .

2- تحويل اليهود إلى أغلبية فيها .

3- مبدأ العمل العبري .

4- مبدأ الثقافة العبرية”.

وقد وثقت مضامين هذه المبادئ أيضاً في مذكرات هرتزل الكاملة بالنص التالي:”أن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي بفلسطين .. أن المؤتمر الصهيوني يرى في الوسائل التالية الطريق إلى تحقيق الغاية :

1- العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود .

2- تنظيم اليهودية العالمية وربطها بواسطة منظمات محلية ودولية تتلائم مع القوانين المتبعة في كل بلد .

3- تقوية وتغذية الشعور والوعي القومي اليهودي.

4- اتخاذ الخطوات التمهيدية للحصول على الموافقة الحكومية الضرورية لتحقيق غاية الصهيونية”.

فكانت هذه المنطلقات الأيديولوجية الأسطورية الصهيونية والنوايا والمخططات السياسية الاستعمارية النواة الأولى للفكر الإرهابي وللتطبيقات الإرهابية الصهيونية في فلسطين .

وكي يتسنى لها تطبيق أفكارها ومشروعها في إقامة”الوطن القومي”لليهود في فلسطين، لجأت الحركة الصهيونية إلى آلية عمل ناجعة تمثلت في التنظيم الفعال الشامل الذي اشتمل من ضمن ما اشتمل علية:

– ” تشكيل الحركات والتنظيمات الإرهابية السرية المسلحة .

– إقامة الهيئات والمؤسسات المالية البنكية / المصرفية اليهودية للمستعمرات والصندوق القومي اليهودي (1901) .

– إقامة الهيئات والمؤسسات الإعلامية الفعالة .

– إقامة الهيئات واللجان المعنية بالاتصالات وإقامة العلاقات ما بين الحركة الصهيونية والدول- الحاضنات الغربية لها”.

وعلى الأرض العربية الفلسطينية شرعت الحركة والتنظيمات الإرهابية الصهيونية بتطبيق ركائزها الاستراتيجية الأساسية المشار إليها ، وشرعت بإجراءات :

1- تهجير واستقدام واستقطاب أكبر عدد من يهود العالم في فلسطين، الأمر الذي يعني ضمنا اقتلاع وترحيل العرب أهل البلاد .

2- الاستيلاء على أكبر مساحات ممكنة من الأرض العربية في فلسطين الأمر الذي يعني أيضاً سلبها من أصحابها العرب .

3- تحقيق الأمن الشامل للوجود اليهودي في فلسطين – الأمر الذي يعني بناء تنظيمات وقوات ووحدات حربية وإرهابية صهيونية نقوم بإرهاب وترويع وتشريد العرب .

يقودنا البحث أول ما يقودنا في إطار معالجتنا لجرائم الحرب الصهيونية في فلسطين، إلى أفكار الاقتلاع والترحيل – الترانسفير – والإحلال في الأدبيات والمخططات الصهيونية /الإسرائيلية ، حيث تعتبر هذه السياسة من أهم واخطر مرتكزات الاستراتيجية الصهيونية في فلسطين، إذ لم يكن بإمكان تلك الحركة أن تجمع اليهود دون أن تقوم بترحيل العرب، وبالتالي لم تكن قضية النكبة وقضية اللاجئين لتنشأ أصلا، لو لا أفكار وإجراءات الاقتلاع والترحيل والإحلال، (يضاف إليها طبعاً سياسة ومخططات وتطبيقات التدمير الشامل والمجازر الجماعية).

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى