أقلام وأراء

نواف الزرو: عن المشهد الاجرامي ودفيئات الارهاب الاستعماري الصهيوني في الضفة

نواف الزرو ٤-٣-٢٠٢٤: عن المشهد الاجرامي ودفيئات الارهاب الاستعماري الصهيوني في الضفة
الأهم والأخطر في المشهد الارهابي الاجرامي المنفلت لتنظيمات والحركات الاستعمارية الاستيطانية في انحاء الضفة الغربية كما نتابع في الاسابيع والشهور الاخيرة في قرى نابلس وجنين وطولكرم وعيرها، ان هذا الإرهاب الاستيطاني إنما هو جزء عضوي تفرخه ما أصبحت تسمى”دويلة المستوطنين” في الضفة، وعندما نتحدث عن دويلة أو جمهورية المستوطنين اليهود الإرهابية القائمة في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام، فإننا لا نبالغ في ذلك أبدًا، ذلك أن المستعمرات اليهودية المنتشرة في أنحاء الضفة عبارة عن ترسانات مسلحة أولًا، وعبارة عن مستنبتات و دفيئات لتفريخ الفكر السياسي والأيديولوجي الإرهابي اليهودي ثانيًا، ودفيئات أيضًا لتشكيل وانطلاق التنظيمات والحركات الإرهابية السرية في نشاطاتها وممارساتها الإرهابية ثالثًا، فضلًا عن كونها قوة ضغط هائلة على قرارات الحكومة الإسرائيلية ونهجها الاستيطاني التنكيلي ضد الفلسطينيين رابعًا، وذلك رغم الحقيقة الساطعة المتمثلة بالتعاون والتكامل القائم بين الجانبين، فلا تعارض ولا تناقض قطعًا ما بين الدولة الإسرائيلية الرسمية بمؤسساتها وأجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإدارية والمالية، وسياساتها الاستيطانية، وما بين دويلة المستوطنين اليهود المنفلتة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
إن الواضح الموثق إذن- أننا أمام عصابات استيطانية تستحضر وتعيد إنتاج تلك التنظيمات الإرهابية الصهيونية المعروفة تاريخيًا، وأمام “بنية تحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني”، في الحقيقة لا تتعلق بأفراد أو جماعات من حركة “كاخ” الفاشية أو من حركة “غوش أمونيم” المتطرفة أو من “مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية”، او جماعات “فتيان التلال”، وإنما هي أوسع وأشمل وأخطر بكثير. فهذه البنية الإرهابية اليهودية-الاستيطانية عريضة تتمدد وتنتشر سرطانيًا من أقصى شمال فلسطين إلى أقصى جنوبها ومن أقصى غربها إلى أقصى شرقها.. ومن البحر إلى النهر.. وتمتد أيضًا لنجدها تعشش في كل البنى التحتية والفوقية في المجتمع الصهيوني المدجج بكم هائل لا حصر له من أدبيات وثقافة القتل والدم والنار والهدم والتدمير والاقتلاع والترحيل..
والحقيقية الكبيرة الصارخة:أننا أمام مجتمع صهيوني قام بالأصل على الفكر الإرهابي وعلى أسنة الرماح.. مجتمع يمتلك تراثًا عنصريًا وإرهابيًا، ليس هناك من مثيل له عبر التاريخ البشري.. فكيف إذن يمكن “تفكيك البنية التحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني”.. طالما أن هذا الإرهاب ليس له مساحة أو سقف أو حدود..؟! ولذلك.. فإن “تفكيك البنية التحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني” تعني أولًا وقبل كل شيء، تفكيك بنى الاحتلال برمتها التي تفرخ أجيالًا من الإرهابيين اليهود، كما أن عملية التفكيك هذه تحتاج فلسطينيًا إلى انتفاضة ومقاومة شاملة مستمرة مفتوحة، وتحتاج عربيًا إلى انتفاضات شعبية عربية عروبية حقيقية إلى جانب الشعب الفلسطيني…!

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى