أقلام وأراء

نواف الزرو: الحرب الصهيونية الحقيقية على الارض الفلسطينية وعملية ضم الضم الضفة تفوق كثيرا ما ينعكس في وسائل الاعلام

نواف الزرو 31-7-2023م: الحرب الصهيونية الحقيقية على الارض الفلسطينية وعملية ضم الضم الضفة تفوق كثيرا ما ينعكس في وسائل الاعلام

مرة ثانية وثالثة والى ما لا نهاية نوثق بان صراعنا واشتباكنا كشعب عربي فلسطيني وكأمة عربية مع المشروع الصهيوني، هو صراع واشتباك مفتوح عابر للأزمان والاجيال، وفي هذا الاشتباك المفتوح، لا نقلل من اهمية الجبهات كلها، فالجبهة الاعلامية والحرب النفسية والمعنوية في غاية الاهمية، وكذلك الجبهة الثقافية والتراثية في غاية الاهمية ايضا، وكذلك الجبهة الاممية والقانونية والاخلاقية، يضاف اليها جبهة الحملة الدولية لمقاطعة الاحتلال(BDS)، وكل هذه الجبهات المفتوحة معا تعزز في الحاصل الاستراتيجي المعركة الحقيقية التي يخوضها شعبنا هناك على امتداد الوطن المحتل، حيث يشن الاحتلال عمليا حربا اقتلاعية وتاريخية شرسة ضد اهلنا، وهي حرب وجودية بكل ما تنطوي عليه الكلمة، وفي هذا المعنى كان أوري أفنيري رئيس تحرير مجلة”هعولام هزيه” ورئيس كتلة “السلام الآن” قد كتب في معاريف/ 7/ 7/ 1997 قائلاً :” إن الحرب الحقيقية تدور رحاها على الارض في أنحاء الضفة الغربية والقدس، وأسلحتها تتكون من : الخرائط والقرارات ، والأوامر العسكرية، وهي حرب مصيرية يتعلق بها مصير ومستقبل ملايين الفلسطينيين، فإما الحياة أو الموت”، وفي مقالة أخرى له نشرتها صحيفة معاريف يوم 29/11/1999 أكد أفنيري مـرة أخرى: “أن مفاوضات التسوية الدائمة ستار من الدخان يتواصل خلفه النزاع الإسرائيلي _ الفلسطيني بكل عنفوانه … وتشن اسرائيل معركة حثيثة لترسيخ السيطرة الإسرائيلية في كل أرجاء الضفة الغربية، فما يجري على الأرض يفوق بكثير كل ما ينعكس في وسائل الإعلام .. اذ تتواصل في كل أرجاء المناطق المحتلة معركة ترمي إلى تحويل كل قرية أو مدينة فلسطينية إلى جيب منقطع محوط بمناطق السيطرة الإسرائيلية، هذه ليست من عمل متعصبين مجانين، بل معركة مخططة جيداً تتواصل في عهد الليكود والمعراخ على حد سواء، والهدف منها منع كل امكانية لإقامة دولة فلسطينية حقيقية مستقلة”.

اما عميره هاس مراسلة هآرتس للشؤون الفلسطينية والمناهضة لسياسات الاستيطان والتهويد ففصلت في هذه الحرب اكثر وكتبت في هآرتس 30/9/2022 موثقة:”لاستيعاب التدمير الموجود في التخطيط الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ومهنة التدمير المضنية، يجب أن نربط الحقائق التي وضعتها حكومات إسرائيل طوال السنين بآلاف النقاط، بل الملايين:بدءا بالأمر العسكري من العام 1971 الذي ألغى صلاحيات التخطيط للمجالس المحلية الفلسطينية، الذي هو ساري المفعول حتى الآن في 60 في المئة تقريباً من أراضي الضفة؛ ومصادرة الأراضي للاحتياجات الأمنية التي تم تحويلها للمستوطنات التي تنتهك القانون الدولي؛ وحظر البناء والتطوير الذي فرض على الفلسطينيين؛ والشوارع التي تبتلع البيئة والأراضي الزراعية التي صودرت لاحتياجات عامة لصالح كل مستوطنة معزولة؛ بعد ذلك جاء الطريق السريع “أ لا كاليفورنيا” الذي يربطها مباشرة مع إسرائيل، وشارع معبد جديد ولامع يربط قلب المستوطنات بأحيائها والبؤر الاستيطانية التابعة لها، التي أقيمت على بعد بضع كيلومترات منها، وطريق يبتلع المزيد من احتياطي الأراضي ومناطق رعي؛ وبعد ذلك منع الفلسطينيين من البناء قرب الشارع؛ ويجب عدم نسيان الشارع الأمني الذي يطوق كل مستوطنة، مروراً بمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم بذرائع ووسائل مختلفة؛ وتقييد كمية المياه للفلسطينيين وتقييد الحفريات الجديدة والإعلان عن مئات آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية كـ “أراضي دولة” وتخصيص هذه الأراضي فقط لليهود؛ والإعلان عن مناطق تدريب لوقف تطوير قروي طبيعي فلسطيني؛ وتزوير وثائق ملكية الأراضي؛ والبؤر الاستيطانية الكرفانية التي تتحول إلى فيلّات، ومن أجل الأمن يجب منع الخروج من القرى المجاورة؛ والبؤر الاستيطانية الزراعية التي تغرس الكروم في الأراضي الفلسطينية وكأنها مهجورة؛ والبؤر الاستيطانية للرعاة الذين هم “الموضة الجديدة” والأكثر صغراً مقارنة بمساحة الأراضي الفلسطينية؛ وانتهاء بقرارات حكومية لتبييض كل ذلك؛ وجدار الفصل الذي يحتجز مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية الخصبة غربه: أصحاب هذه الأراضي يحصلون بصعوبة على تصاريح من أجل الوصول إليها في أوقات محددة، ولكن كل إسرائيلي يمكنه التنزه والتجول فيها كما يشاء، وأحياناً ينسبها لنفسه”.

وتؤكد هاس ثانية:”يجب أن نربط كل نقطة كهذه بالنقاط الأخرى، وإلا فلا يمكن فهمها وفهم تداعياتها، ولن نرى الوحش كله. يمكن حساب عدد الدونمات الكبير التي سيطرت عليها بؤر الرعاة الاستيطانية، ويمكن حساب كم هو عدد الدونمات التي تمت مصادرتها، رسمياً أو فعلياً، من المناطق الفلسطينية ووصف أسنان الجرافات التي تقتلع أشجار الزيتون القديمة والجديدة. ويمكن قياس المنطقة الزراعية الفلسطينية المتميزة بدقة تقريباً مع الآبار القديمة وينابيع المياه التي أصبحت ذخراً عقارياً لليهود ورئة خضراء خالية من العرب (باستثناء العمال) أو في الطريق إلى أن تصبح خالية من العرب.لكن يجب أن نربط جميع النقاط كي نفهم كيف امتلأت الأرض بكتل “غوش شيلو” و”غوش عصيون” شرقاً، و”غوش عصيون” غرباً، و”غوش عصيون” شمالاً، و”غوش ريحان” وجيب اللطرون، و”غوش تلمونيم”، و”غوش اريئيل”، و”غوش ريمونيم”، و”غوش حبرون” القديمة و”كريات أربع”، وبعد قليل سيكون هناك “غوش شمال الغور” و”غوش شمعة” في جنوب غرب جبل الخليل، و”غوش سوسيا” في جنوب شرق الضفة، وهكذا دواليك. لا شك أن آمال/ مخططات إسحق رابين من العام 1995 قد تحققت. قبل قتله بشهر، قال في الكنيست بأن أحداً أسس الاتفاق الدائم وهو “إقامة كتل استيطانية، يا ليت توجد كتل استيطانية في الضفة الغربية مثلما في غوش قطيف”. “غوش قطيف” في الواقع تم تفكيكها، لكن قام مكانها ويقام المزيد من التوابع الاستيطانية الكثيرة مثل الرمال على شاطئ البحر.

وتختتم قائلة: “ان سحق المنطقة هو أكثر بكثير من “إحباط إقامة دولة فلسطينية”، هو تنكيل ممأسس وموجه لكل واحد من الخمسة ملايين فلسطيني الموجودين في الضفة، بما في ذلك شرقي القدس وقطاع غزة (فصل سكان القطاع جزء من تقسيم المنطقة). هذا تنكيل بالممتلكات ووسائل العيش والتراث وحياة العائلة وإمكانية الدراسة والعلاقات الاجتماعية وحرية الحركة والمستقبل. سرقة الفضاء المنهجية تهاجم حاضر وتاريخ المكان والمدينة والقرية والعائلة، وتمس بالصحة الجسدية والنفسية لكل إنسان. المشكلة في السحق ليست في إضعاف السلطة الفلسطينية، بل بالتخريب الذي لا يمكن منعه والموجه للجمهور الذي يعيش في قطاع غزة والضفة الغربية، الذي وعده العالم في مرحلة معينة، أنه سيطبق حقه في الاستقلال والحرية. العالم وعد وغدر. فقط جذرية وقدرة الفلسطينيين على الصمود الرائع هي التي تشوش ولو قليلاً خطة إسرائيل الأساسية. ان التقسيم والطرد ليسا اختراعاً جديداً فإسرائيل صاحبة تجربة وخبرة في هذا المجال. هي تنفذ في الضفة الغربية ما نفذته وتنفذه منذ العام 1948 داخل حدود الخط الأخضر، في بداية التسعينيات، عندما تم إطلاق العملية السياسية بين إسرائيل وم.ت.ف، فإن التوقعات المنطقية للفلسطينيين ومعسكر السلام في إسرائيل الذي كان موجوداً ولم يعد قائماً، وللدول التي أعطت رعايتها لأوسلو – كانت أن إسرائيل ستوقف عملية السحق وسرقة الأراضي في 22 في المئة من أراضي فلسطين التاريخية. ولكن في ظل المفاوضات السلمية، سرعت إسرائيل العملية وزادت شهوتها للعقارات. بهذا أثبتت صدق ادعاءات وتحليلات الفلسطينيين منذ أكثر من مئة سنة: هدف الصهيونية وجوهرها هو طردهم من أراضيهم وتهجيرهم من وطنهم”.

ولذلك نوثق ونؤكد ونطالب دائما بضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية الجامعة في الخنادق والبنادق…

هكذا هي حقيقة المشهد في الوطن المحتل: حرب صهيونية احتلالية اقتلاعية إبادية وحشية للاستيلاء على كامل الارض والتاريخ والوجود والحقوق، وشعب عربي فلسطيني صامد ومثابر يتحدى ويتصدى ويضحي بالغالي والنفيس من اجل الوطن، في ظل تهافت تطبيعي عربي مجرم من قبل العرب الاعراب….؟!

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى