ترجمات عبرية

مكور ريشون: حماس تشخّص ضعفاً إسرائيلياً تسعى لاستغلاله

مكور ريشون 2023-09-20، بقلم: نوعام أمير: حماس تشخّص ضعفاً إسرائيلياً تسعى لاستغلاله

نقول أولاً إنه لم يحدث في أثناء “أعمال الشغب” أي حدث لم تكن “حماس” مسيطرةً عليه، بما في ذلك عدد المشاركين في الحوادث وألسنة اللهب، وبالتأكيد العبوات والمتفجرات التي تُلقى هناك. كل ما يحدث هو من “حماس”. سبق أن أعدّت إسرائيل رزمة غير سيئة لتشجيع مشاريع مدنية من أجل سكان قطاع غزة، لكن “حماس” رأت في ذلك فرصة، فقررت استغلالها: ابتزاز في مقابل تسهيلات.

قبل أسبوعين، دخل السفير القطري لشؤون غزة مع نصف المبلغ المتفق عليه. كان يحمل 13 مليون شيقل، بدلاً من 25 مليوناً يجري تحويلها شهرياً. وجاء حاملاً رسالة رسمية بأن المبلغ مخصص للمواطنين، والمساهمة في تمويل التنظيم موضوعة كضمانة للهدوء إلى ما بعد الأعياد. هذه الخطوة جرى تنسيقها بين إسرائيل ومصر، ومع القطريين.

في إسرائيل، يجري الحديث منذ فترة طويلة عن مرحلة تسهيلات جديدة للقطاع. قررت إسرائيل إعطاء نوع من “الجائزة” لـ”حماس” التي وقفت على الحياد ولم تتدخل في الجولتين الأخيرتين من المواجهة بين إسرائيل و”الجهاد الإسلامي”. وهناك كلام عن زيادة عدد العمال من غزة، الذين يمكنهم الدخول إلى إسرائيل يومياً، بنحو 2000 عامل، وزيادة المال القطري، والبحث في إنشاء محطات طاقة إضافية، بهدف زيادة كميات الكهرباء التي ينتجها القطاع.

رأت “حماس” في ذلك فرصة، وقررت استغلالها. وانتقلت إلى أسلوب الذرائع: على الرغم من أن نشطاءها يتحركون بالقرب من السياج منذ بضعة أسابيع، فإن “حماس” ربطت هذه الاضطرابات بحادثة نفخ البوق [تقليد يهودي يجري في رأس السنة العبرية] في حرم المسجد الأقصى. طبعاً، لا علاقة بين الأمرين، لكن هناك رغبة في ربط تصعيد بتصعيد.

صباح أمس، اتُّخذ قرار القيام بخطوات عقابية، أو بالأحرى خطوات تلميحية. فقد أعلن منسّق أنشطة الحكومة في “المناطق” عودة جزئية إلى الإغلاق المفروض مع اقتراب العيد، وتأجيل فتح معبر إيرز أمام دخول العمال الغزّيين إلى إسرائيل 24 ساعة إضافية. وجاء من مكتب منسّق الأنشطة “أن القرار اتُّخذ في نهاية تقدير للوضع الأمني، بما يتلاءم مع توجيهات وزير الدفاع ورئيس الأركان، وإعادة فتح المعبر ستُبحث بما يتناسب مع تقدير الوضع في المنطقة”.

حالياً، تضع إسرائيل الكرة في ملعب القطاع، وستضطر إلى أن تقرر إلى أي حدّ ستمضي في الضغط. ويجب على غزة الأخذ في حساباتها ماهية حدود الابتزاز الذي يمكن أن ينتهي بتصعيد ويؤجّل كثيراً الحصول على الأموال، والموافقة على دخول العمال، ومزايا إضافية.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى