ترجمات عبرية

معاريف: يجب أن ترحل هذه الحكومة فوراً

معاريف 2023-08-24، بقلم: أفرايم غانور: يجب أن ترحل هذه الحكومة فوراً

حين أُعلمنا، الإثنين الماضي، بأسى عن الضحية الـ 34 منذ بداية السنة لـ “الارهاب” الفلسطيني، وهي سنة “الإرهاب” الأكثر فتكاً منذ الانتفاضة الثانية، ظهر أمام عيني شريط فيديو التك توك السخيف لرئيس الوزراء نتنياهو وعقيلته سارة قبل نحو أسبوع في فندق الاستجمام في راموت، وكلاهما بنظارتين ورديتين، مع نظرة وابتسامة معتدّة وكأن نتنياهو يقول لشعب إسرائيل في هذه الأيام الرهيبة: “انا لا أرى الحياة عبر نظارات وردية، لكني اريد أن اعدكم بان الوضع جيد كثيراً، كثيراً جداً. استجموا، عيشوا حياتكم”. هذا هو وجه الحكومة هذه الأيام، وان شئتم أيضا وجه الدولة، في اللحظة التي يكافح فيها امام هذا التعطل والاخفاق الكثيرون من مواطنيها القلقين ضد الانقلاب النظامي وضد السلوك السائب عديم المسؤولية للحكومة الأسوأ منذ الازل.

لا يوجد أي احتمال، وان كان طفيفا، في أن تستخلص هذه الحكومة ومن يقف على رأسها الاستنتاجات الواجبة من الواقع المرير الذي خلقوه هنا في كل المجالات على مدى الأشهر الثمانية المنصرمة، ما كان يستوجبهم انطلاقاً من مسؤولية وطنية أن يقولوا: “أخفقنا، هيا نتوجه الى الانتخابات من أجل الشعب والدولة”، فاني أصرخ هنا هذه الصرخة من حلقِ وباسمِ الكثيرين: “اعدوا صناديق الاقتراع، حددوا موعداً فورياً للانتخابات”. كفى، مللنا، هذا الواقع لا يمكن أن يستمر. هذه الحكومة الهدامة يجب أن تنهي ايامها. كل يوم يدير فيه نتنياهو، سموتريتش، بن غفير، روتمن، كرعي، امسلم وامثالهم الدولة، هو ضرر لا رجعة عنه.

يوجد قليلون اليوم من أولئك الذين صوتوا لهذه الحكومة، ممن يتفقون مع كل كلمة كتبت هنا، ويتمنون إنهاء طريقها، فيما يثور بالتوازي هنا السؤال الباعث على الشفقة: ما الذي ينبغي أن يحصل هنا كي تنهي هذه الحكومة ايامها؟ يقول المتفائلون إنها مسألة وقت قصير الى أن تتفكك هذه الحكومة المنقسمة، والمتورطة بوعودها غير القابلة للتحقق، من تلقاء ذاتها، مثل قانون التجنيد. لكن كل وزير وكل نائب في هذا الائتلاف الفاشل يعرف بان السير الى الانتخابات معناه نهاية حكومة اليمين لسنوات طويلة، ونهاية سياسية وزراء ونواب كثيرين في اليمين.

هذه الحكومة يجب أن ترحل. فعندما يدفع قدماً وزير المالية ووزير الدفاع سموتريتش ويسرع مخططات استيطان تتضمن إقامة عشرات المستوطنات بعشرات ملايين الشواقل في “يهودا” و”السامرة” دون أُذون من الحكومة، ودون إشراك، أو سماع رأي جهاز الامن، فهذه ليست حكومة – هذه طغمة. عندما يطير وزير التعليم الى جزر مولدافيا قبل أسبوعين من بدء السنة الدراسية بينما جهاز التعليم ينزف فهناك تسيب. حين يقتل كل يوم مواطنون إسرائيليون في الوسط العربي ولا تتخذ خطوة حقيقية لمواجهة هذا الوباء الخطير على أمن الدولة الدخلي فهذه جريمة مزدوجة، مرة بسبب البطالة، ومرة ثانية في اعقاب تعيين المجرم عديم الإنسانية، عديم الفكر والمعرفة الأولية بالامن القومي.

عندما يصعد الدولار الى السماء مقابل الشيكل ويصل الى 3.8 للدولار، وعندما يتفاقم غلاء المعيشة، وتتوقف الاستثمارات، وتتعثر البورصة، ويهدد التضخم المالي، ويقولون لك ان هذا ليس بسبب الثورة النظامية، هذا بسبب الحكومة السابقة، بسبب المتظاهرين، العدميين – فانت تفهم بان هذه ليست حكومة بل هي عصابة خطيرة. من كل جانب ومن كل زاوية، فشل هذه الحكومة واضح وظاهر. لقد نجحت في أن تقطع الخيوط الأخيرة التي كانت لا تزال تربط بين المتدينين والعلمانيين، وسحقت الوضع الراهن الذي بقي سائبا 75 سنة، وشقت الشعب وخلقت هنا كراهية. من المشكوك فيه أن يكون ممكنا أي مرة رأب الصدع الذي نشأ عندنا.

هذه الحكومة، بدلا من أن تركز على مشاكل الامن القريبة والبعيدة، انشغلت منذ يومها الأول فقط في أمر واحد، في ثورة نبي الكذب، يريف لفين، الذي اعتقد مثل روتمن وآخرين بان 64 مقعداً هي قوة عليا تمنحهم قوى عليا بان يفعلوا بهذه الدولة كما يشاؤون.

على مدى الطريق يقف نتنياهو جانبا ويصمت، حتى عندما يهاجم القريبون من طاولته رئيس الأركان، جنرالات الجيش، رئيس “الشاباك”، ورئيس “الموساد”. هذه ليست حكومة، هذه ثلة من الهاذين المقتنعين بانهم اسياد البلاد الذين لا يرتدعون لحظة عن نشر الأكاذيب عن الواقع وأساساً اتهام كل العالم بإخفاقاتهم على اعتبار انهم لا يخطئون أبداً. هذه حكومة يجب أن ترحل الآن وفورا. من اجل الدولة ومستقبلها، يجب دعوة شعب إسرائيل الى حملة انتخابات أخرى كي ينتخب هنا حكومة مسؤولة وبراغماتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى