ترجمات عبرية

معاريف: من الأفضل أن يحاول إيتمار بن غفير أن يكبر

معاريف 29-1-2023، بقلم بن كسبيت: من الأفضل أن يحاول إيتمار بن غفير أن يكبر

خيراً يفعل ايتمار بن غفير إذا لم ينضج، فاستعراضه المرعب في انقضاضه على المستشار القانوني للحكومة وكأنه نجح في اقتحام القصبة في قلب صلاح الدين ويعتقل رأس الأفعى، إنما يخجله هو أساساً. لا، يا ايتمار العزيز، غالي بهرب ميارا ليست مذنبة في العملية الإجرامية التي حدثت مساء السبت ولا في الحدث اللاحق، حتى لو كان ممكناً (وهو غير ممكن) أن يسد بيت كل مخرب على الفور، ما كان للإرهاب أن ينقضي. أوصيك بأن تراجع نتائج اللجنة التي أقامها وزير الدفاع ورئيس الأركان الأسبق شاؤول موفاز ذات مرة لفحص ما إذا كان هدم منازل المخربين سيزيد الردع بالفعل، للأسف لا. ومع ذلك، ورغم لجنة الخبراء المحترمة التي ترأسها اللواء اودي شني، لا تزال هناك خلافات حول الموضوع. الجيش الإسرائيلي يهدم كل بيوت المخربين المشاركين في العمليات. حسناً، فهل يتوقفون عن القيام بالعمليات؟ لا.

السبيل الوحيد للقتال ضد الإرهاب عمل قاس. ونوصي إلى جانبه، بقول الحقيقة. لا توجد ضربة واحدة وانتهينا، لا يوجد ابتكار لامع. حرب الأيام الستة انتهت. نحن في حرب السنين أو العقود أو أكثر من هذا. ما لم توجد في الطرفين قيادة مستعدة للتحدث عن نهاية النزاع، سيستمر النزاع. ودرءاً للخطأ، فإن معظم الذنب يلقى على الطرف الآخر، الذي رفض حتى اليوم كل عروض السلام الكبيرة التي طرحت عليه. نتعرض للعمليات وندفن مدنيين وجنوداً، لكن وضعنا أفضل بلا قياس من وضعهم. ينبغي الحرص على البقاء هكذا أيضاً. في الوتيرة التي تخرب فيها الحكومة الحالية كل ما يقع في طريقها وتجتهد لطمس الفروق بيننا وبينهم، لست واثقاً بأن الحال سيبقى كما هو.

بن غفير في مشكلة. خط ائتمانه لا يزال قائماً، لكن قد نرى نهايته. أصحاب الدين بدأوا يتحركون بانزعاج في كراسيهم. له بضع أفكار جيدة، وله أيضاً بضع أفكار شوهاء، لكن للواقع أفكاراً خاصة به. حتى في المجال الرقمي الذي لا نهاية له، ليس هناك ما يكفي من المكان كي نفصل كل التغريدات والتعليقات والصراخات التي نشرها نتنياهو، وميري ريغف، وبن غفير وباقي أبطال التبجح بعد كل عملية في عهد الحكومة السابقة. فهم لم يفوتوا بقعة دم واحدة. رقصوا، وطرقوا وحرضوا وصرخوا وقضوا بأن كل هذا يحصل بسبب “حكومة الإخوان المسلمين” ونتنياهو، بالطبع، هو الذي أعطى النبرة وبين مدى ضعف الحكومة، ليس هنا فقط بل تجاه إيران أيضاً. والآن جاء دوره.

ومع ذلك، ثمة فرق بين ذاك الوقت (حتى قبل شهر) والآن. في حينه، لم يفوت رؤساء المعارضة فرصة للتحريض ضد الحكومة، واتهامها بالعمليات، ودهن الدم المجازي على أيديها وصب الوقود على كل الشعلات والرقص في كل بقع الدم. أما اليوم، فالمعارضة مسؤولة، تساند الحكومة، وتعزز أيدي قوات الأمن، ولا تتحمس، وهي جديرة بكل الثقة العامة على ذلك.

ما ينبغي أن يقلق نتنياهو، فضلاً عن الوضع الأمني المتدهور، هو أن عشرات آلاف الإسرائيليين ملأوا الميادين والشوارع في الاحتجاج الجماهيري الشعبي، المتجاوز للقطاعات السكانية، ضد فعل للحكومة الوحشي على المؤسسات الديمقراطية لدولة اسرائيل. كان يمكن التفكير بتأجيل المظاهرة لو فكرت الحكومة بتأجيل التشريع.

نأمل أن يتمكن نتنياهو من شق الطريق الصحيح وقيم التوازنات والكوابح الصحيحة في المنظومة، فيما هو حبيس في الكابينت الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. في المجال القضائي، لم يعد منذ زمن بعيد قادراً، ولست أعرف حقاً إذا كان يريد. في هذا المجال أيضاً، بانتظاره لقاء غير لطيف مع الواقع: مع الاحتجاج الذي سيزداد وسيصل أيضاً إلى مسارات تنفيذية أكثر، مع الاقتصاد الذي سيتعرض لأضرار في مجال الاستثمارات والتكنولوجيا العليا ووضع الأسواق والتصنيف الائتماني، ومع مواضيع أخرى. السؤال هو: هل سيصحو في الوقت المناسب أم سيفوقه القطار كالمعتاد؟ هذه المرة، هذا هو القطار الذي نجلس فيه جميعنا.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى