ترجمات عبرية

معاريف: في الطريق إلى الهاوية: إسرائيل لا تملك ترف التمزُّق

معاريف 2023-08-09، بقلم: إيلان كوهن*: في الطريق إلى الهاوية: إسرائيل لا تملك ترف التمزُّق

السنة هي 1861. الأمة الأميركية، التي تأسست قبل 85 سنة، تتمزق في حرب أهلية رهيبة تتواصل نحو أربع سنوات وتجبي مئات آلاف القتلى والجرحى ثمناً لها.

السبب الرسمي يرتبط بالديمقراطية وحرية الإنسان – التخوف في الولايات الجنوبية من إلغاء مؤسسة العبودية، والخطة الاقتصادية التي يبادر إليها الشمال برئاسة الرئيس لينكولن والتي ستخدم ولايات الشمال التي بفضل أصواتها انتخب رئيساً.

إعلان ولايات الاتحاد عن انسحابها كان الإشارة لحرب أهلية صادمة. استخف أهل الجنوب “المتصلبون” باستعداد مواطني الشمال “الرخويين” للقتال.

النهاية معروفة – أدخلت تعديلات مهمة على الدستور، عززت قوة الأمة الأميركية، وغيرت التاريخ، وأصبحت القوة العظمى الكبرى والأهم في العالم.

لينكولن، زعيم عملاق، عرف كيف يضمّد الجراح، ويضع الأساسات لبناء الأمة الموحدة. وهو يعتبر أحد أعظم الرؤساء الأميركيين.

إسرائيل 2023 هي ابنة 75. دولة العجب، التي جمعت مهاجرين من كل العالم في أمة واحدة عرفت كيف تربط بخياطة رقيقة إعلان الاستقلال الذي ربط بين جماهير مختلفة، تقف أمام الحسم.

العلم هو الديمقراطية وحرية الفرد، لكن من خلف الكواليس يعتمل استياء تاريخي؛ إحباط اجتماعي واقتصادي مع غرور ما من الطرفين.

حيال النخبة التاريخية، الوضع في إسرائيل أخطر بكثير من الوضع قبل الحرب الأهلية الأميركية. فقد أضيفت إلينا تحديات خارجية وجودية هائلة تهدد وجودنا.

ليس لنا ترف التمزق، الدخول في حرب أهلية في نهايتها يبنى دستور ونبدأ طريقاً جديدة. أعداؤنا لن يسمحوا لنا بهذا الترف. من الواجب علينا أن نقفز درجة: ألا نصل إلى حرب أهلية. لهذا الغرض نحتاج زعامة توحدنا.

إن الزعامة المحرضة، أو كبديل المنعزلة، لا يمكنها أن ترأب الصدع العميق. يجب أن تقوم زعامة تفهم أن الديمقراطية هي الأساس، وأنه يمكن إجراء تعديلات بالتوافق على الدستور والديمقراطية أيضاً.

زعامة تقدس الاستقامة، المصداقية، محبة الغير، وليس الكراهية واستهداف العدو.

زعامة لا تخاف من مواجهات موضوعية طالما كانت تتم بحكمة وليس بفظاظة روح وتشهير.

زعامة تنظر إلى المشاكل الوجودية في العيون – الأمن الشخصي كأساس وجودي أيضاً على حساب الليبرالية، ومكان الدين في القومية الإسرائيلية، وتعليم حديث يتضمن المواد الأساسية، وتوازن سليم بين السلطات، وفوق كل شيء حماية المعجزة التي بنيت هنا.

زعامة تفهم أن الاعتدال ليس دليل ضعف. الجيل الشاب ليس غير مكترث وهو سينمي زعماء كهؤلاء إذا عرفنا كيف لا نقطع الحبل في السنوات القادمة.

الشعب تواق لمثل هذه الزعامة. السؤال هو إذا كان سيتوفر لنا لينكولن كهذا وإذا كان سيتوفر قبل أن ننجر إلى الهاوية.

*مدير عام ديوان رئيس الوزراء سابقاً، ورئيس حركة “أور” التي تطرح رؤية إسرائيل 2048 لمستقبل مشترك.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى