ترجمات عبرية

معاريف: رزمـــة سياسـيـة لـ “الـيـوم الـتـالـي”

معاريف 21-3-2024، بقلم: ميخائيل هراري: رزمـــة سياسـيـة لـ “الـيـوم الـتـالـي”

تتواصل الحرب في غزة منذ قرابة نصف سنة، ونهايتها لا تبدو في الأفق. كُتب الكثير عن غياب خطة لليوم التالي. انعدام خطوة سياسية – دبلوماسية الى جانب الخطوة العسكرية يصرخ حقا الى السماء. خطوة من هذا القبيل يفترض أن تساعد في تحقيق أهداف الحرب في ظل الحفاظ على المصالح الإسرائيلية الحيوية. وتتركز جهود الوساطة على محاولة تحرير المخطوفين بالتوازي مع وقف النار، انطلاقا من الفرضية (الصحيحة بحد ذاتها) بان في اعقابها سيكون ممكناً تحريك مسيرة أوسع كفيلة بان تؤدي الى انهاء الحرب. لكن هذا بالتأكيد ليس كافياً بل ومن نواح عديدة عديم المسؤولية.

حكومة إسرائيل تركز أساساً على «ما ليست مستعدة لأن يحصل» لكنها لا تقدم أي مبدأ، أي عنصر بالنسبة لـ «ما تريده ان يحصل» لأجل تحقيق أهدافها (وحتى هذه ليست بالضرورة جلية). واليكم عدد من المبادئ العامة الكفيلة بان تكون مقبولة من إسرائيل (وان لم تكن من كل عناصر الائتلاف الحالي) ومن الساحة الإقليمية والدولية.

تحرير المخطوفين (مقابل عدد كبير من المخربين الفلسطينيين). الرأي يقول ان معظم الجمهور في إسرائيل يفهم ومستعد لان يدفع ثمنا عاليا مقابل تحرير المخطوفين. لا يوجد محفل مدني او دولي يعارض ذلك.

مساعدات إنسانية مكثفة لسكان غزة. يخيل لي ان بعد الأشهر الطويلة من القتال واضح لإسرائيل انه لا يمكن الضغط على حماس من خلال منع المساعدات الإنسانية. فضلا عن ذلك، وان كانت توجد محافل في إسرائيل تعتقد ان هذا ممكن، فان الساحة الدولية، والولايات المتحدة على رأسها، ستفرض على إسرائيل السماح بإدخال المساعدات، كما سبق أن حصل.

حماس لن تحكم في قطاع غزة. يدور الحديث عن مبدأ، او هدف، تعيد الساحة الإقليمية والدولية، وان كان لا يوجد توافق مطلق حول الطريق الى تحقيقه. معظم اللاعبين الإقليميين (العرب) والدوليين ذوي الصلة لا يريدون إنجازات لحماس في نهاية الحرب. سيكون لهذا ما يؤثر على مكانة الإسلام السياسي بعامة في المنطقة.

إسرائيل لا تعتزم البقاء في قطاع غزة. ايضاحا من هذا القبيل ضروري جدا. أولا لأنه لم يقل بوضوح مناسب، وعلى خلفية أصوات متطرفة في أوساط الائتلاف ممن لا يخفون رغبتهم في البقاء. من تلقاء ذاته واضح للجميع بان إسرائيل لان تسمح لنفسها بان تنسحب الا عندما يكون واضحا ضمان مصالحها الأمنية.

السلطة الفلسطينية هي العنوان الشرعي الوحيد في الساحة الفلسطينية. الاسرة الإقليمية والدولية وان كانت شريكة في النقد الإسرائيلي على ضعف السلطة والإصلاحات التي يتعين عليها أن تنفذها، لكن يدور الحديث عن العنوان الوحيد الذي هو مقبول من الجميع عمليا بما في ذلك إسرائيل. قول من هذا القبيل من جانب إسرائيل سيوضح حتى وان كان محدود الضمان بعض الشيء، البديل لمنع بقاء حماس في الحكم في القطاع او الفوضى. لا توجد نية او خطة لتنفيذ ترحيل للسكان في القطاع (نكبة أخرى). حتى وان كانت أمنية لدى بعض من اللاعبين في إسرائيل، فان موقفا إسرائيليا رسميا وواضحا بهذه الروح اكثر ضرورية من أي وقت مضى لأجل نيل ثقة اكبر بحكومة إسرائيل. هذا سيسمح بتحقيق مصالح مشتركة تتشارك فيها إسرائيل مع حلفائها، وفي هذا الشأن مصر على رأسهم.

هل يمكن الافتراض بان إسرائيل والاسرة الدولية يمكنهما قبول هذه المبادئ العامة؟ برأيي، الجواب بالتأكيد إيجابي. يجدر العودة للتشديد: هذه مبادئ وليس بالذات خطة عمل مفصلة ومتفقا عليها بكل تفاصيلها، وفي هذا فضائلها واهميتها الكبرى. فالحديث يدور عن نوع من «الرزمة السياسية» التي على أساسها سيكون ممكنا تحريك مسيرة سياسية تضع إسرائيل في مكان آخر تماما. هكذا سيكون ممكنا تغيير الصورة الحالية لـ «لاعب رافض» لا يعرف، لا يريد او غير قادر على ان يقرر الى أين في نيته ان يصل، الى لاعب إسرائيلي يساعد على تحريك مسيرة تخدم مصالحه الحيوية، مصالح حلفائه ومصالح شعب إسرائيل. سيكون ممكنا الخروج من طرف واحد بنشر هذه المبادئ او بأفضلية اكبر في ظل التنسيق السري مع الولايات المتحدة. ومن الأفضل ساعة واحدة مبكرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى