ترجمات عبرية

 معاريف – بقلم  تل ليف  رام  – الآن  جيد

معاريف – بقلم  تل ليف  رام  – 31/12/2021

” تتميز السنة الاخيرة  بالتناقض الامني المتمثل في ان ثقة الجمهور بالجيش تتناقص  رغم الهدوء النسبي الذي ساد بعد حملة حارس الاسوار.  في العام  القادم يزداد الاحتكاك مع الايرانيين وستتواصل المعركة بين الحروب في الشمال، وتوازن قوى حساس تجاه حزب الله اضافة الى تخوف حقيقي من اشتعال آخر في الساحة الفلسطينية “.

في سنة مستقرة نسبيا من ناحية أمنية، مع عدد متدنٍ من المواطنين والجنود القتلى مقارنة بالسنوات السابقة، يجد الجيش الاسرائيلي صعوبة في تلقي ثقة الجمهور. عندما يتم القسم المركزي من نشاط الجيش بعيدا عن حدود اسرائيل من قبل سلاح الجو، منصة تسمى المعركة بين الحروب، ففي اجمال العام 2021 يعطي الجيش الاسرائيلي لنفسه علامات عالية. سواء على ادائه العملياتي ضد التموضع الايراني في سوريا ام في الحرب ضد الارهاب في يهودا والسامرة ام في حملة حارس الاسوار في غزة.

اما مزاج الجمهور الاسرائيلي فأصعب على القياس، لكن الاستطلاعات المختلفة، كاستطلاع المعهد الاسرائيلي للديمقراطية، وكذا النقد المتزايد في وسائل الاعلام في الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك من جانب الجنود والمقاتلين، فتطرح فجوة بين الشكل الذي يرى فيه مسؤولو الجيش اداءه والعلامات التي يعطيها لنفسه وبين العلامة التي يتلقاها من الجمهور. 

مثلما في الماضي، ففي الفترات الهادئة نسبيا من ناحية امنية، تكون المسائل العادية هي التي تحتل معظم جدول الاعمال: شروط خدمة الجنود والمقاتلين، اجر الجنود، الجدال حول تقاعد رجال الخدمة الدائمة، احداث شاذة، ازمات اعلامية ومسائل ترتبط بادارة الجيش واهليته. 

في الماضي ايضا سجل نمط مشابه، ولكن ليس بهذه الشدة. يبدو ان في السنوات الاخيرة يصعب اكثر على الجيش الاسرائيلي نيل ثقة الجمهور. تناقض الامن: بالذات في الفترة التي تصمت فيها المدافع وتقل الاحداث الامنية – تحتدم مشاكل الجيش الاسرائيلي كجيش الشعب. 

بعد نشر الاستطلاع الاخير للمعهد الاسرائيلي للديمقراطية، شددت اوساط الجيش على انه في المجال العملياتي نال الجيش علامات عالية من الجمهور، وذلك مقابل علامات متدنية جدا تلقاها الجيش في الاستطلاع عن سلوكه المالي والطريقة التي يعنى بها بجنوده. استطلاع آخر للمعهد، سينشر قريبا، سيشير الى استمرار تآكل ثقة الجمهور بالجيش. اما الجيش، فاكثر من اي مؤسسة جماهيرية اخرى، لا يزال يحظى بمستوى الثقة الاعلى، ولكن ميل التآكل متواصل ومقلق. 

في بؤرة الحديث توجد الشروط الاساس للجنود – الغذاء، المبيت، جودة العلاج الطبي والمواصلات. بتأخير كبير تفهم قيادة الجيش بان الجيش لا يعد جسما مهنيا في الايام العادية، لن يعد هكذا في لحظة المعركة ايضا. من يسعى لان يغرس دافعية عالية في مقاتليه ويحاول خلق صورة جيش منتصر وبث عزة الوحدة العسكرية، ملزم بان يعالج قبل ذلك الوضع الحياتي الاعتيادي والشروط الاساسية والمناسبة التي يوفرها لجنوده. وبقدر كبير فان هذا اهم حتى من رفع المعاشات الذي تم مؤخرا. 

قال رئيس الاركان افيف كوخافي في بداية ولايته جملة شدد فيها على سلم اولويات الجيش ولا سيما في الايام التي لم تكن فيها ميزانية مرتبة: “المدافع قبل الجرابات”. جملة مشكوك أن يكررها مرة اخرى بل ولعلها ادت الى ترجمة غير صحيحة في المستويات التنفيذية، في جيش وجد صعوبة في السنوات الاخيرة في اطعام جنوده وتوفير الخدمة الطبية لهم بشكل مناسب.

النهج الذي بموجبه تكون قبل كل شيء الاحتياجات العملياتية والحاجة لاداء المهام وبعد ذلك كل ما تبقى، ببساطة لا يثبت نفسه. والان يبدو ان قيادة الجيش، وان كان متأخرا، تفهم ان في السنة المقبلة الفجوة بين القدرات التكنولوجية الهائلة للجيش وبين مستوى الصيانة في القواعد وشروط المعيشة السيئة للجنود والمقاتلين على نحو خاص هي فجوة غير معقولة. ما كان جائزا ذات مرة لم يعد كذلك اليوم. فالجيل والعهد مختلفان، وشبيبتنا لا تزال مستعدة لان تساهم وتخدم، لكنها تطالب ايضا وعن حق بما تستحق. وهذا ليس اكثر من الشروط الاساسية والنزيهة. 

ان صورة الجيش الاسرائيلي كجيش مهني ونوعي والتي هي هامة جدا للاجماع الاسرائيلي، تتقرر ايضا على اساس ادائه في الحياة العادية. فقبل المشاكل التي لرئيس الاركان مع اليافطة التي نصبت في هرتسيليا وكتب فيها “الاخيار للسايبر”، فبفكرة المقاتل على الجيش ان يعالجها بنفسه قبل كل شيء، الى جانب تشديد اهمية الخدمة في المنظومات التكنولوجية. بعض من الفجوات الواسعة التي نشأت في السنوات الاخيرة ترتبط مباشرة بالقرارات الداخلية للجيش، باعطاء اولوية مبالغ فيها لشعبة الاستخبارات في اختيار الاشخاص بحيث أن من تبقى في مرات عديدة من سياقات التصنيف الطويلة سقط بين الكراسي ولم ينل فرزا مناسبا. 

في صالح رئيس الاركان كوخافي ورئيس شعبة القوى البشرية اللواء ينيف عاشور يقال ان الجيش يوجد في السنة الاخيرة في عملية عميقة يفترض أن تخلق تغييرا وانعطافة: ان توفر الفرص الافضل للشبيبة من بلدات المحيط لان ينخرطوا في المنظومات التكنولوجية، لتحسين منظومات الفرز والتصنيف للوظائف القتالية ايضا، الى جانب تطبيق اصلاحات عديدة اخرى يفترض ان توفر جوابا شخصيا واستنفادا افضل للمتجندين الجدد قبل وفي اثناء القتال. 

انجازات عملياتية

لم تكن هذه سنة بسيطة للجيش الاسرائيلي الذي تعرض لانتقاد جماهيري لامع. وهنا يكمن ايضا تناقض الامن. على المستوى الامني كانت هذه سنة معتدلة وهادئة بالنسبة للسنوات المنصرمة، سنة وجدت فيها تعبيرها الفجوات بين تعريف اسرائيل كدولة مزدهرة بالقوى وبالاقتصاد والازمات العميقة في دول المنطقة. 

ان العلاقات المتوثقة مع دول الخليج ومع دول اسلامية اخرى تعزز فقط هذا الميل وتضع اسرائيل في موقف متميز كدولة ذات اهمية استراتيجية عالية بالنسبة لدول عديدة في المنطقة. الجيش وجهاز الامن تعلما في السنة الاخيرة كيف يستغلا ذلك على المستوى الامني – الاستراتيجي ايضا، باوجه تعاون عديدة توجد في بداية طريقها.

الواقع ليس أسود أبيض، فالى جانب المشاكل كانت في السنة الاخيرة انجازات عملياتية كثيرة جدا. فاسلحة الجو والاستخبارات تواصل ابداء مستوى مهني عالٍ في كل ما يتعلق بالمعركة تجاه التموضع الايراني في سوريا. عشرات عمليات المعارك ما بين الحروب التي تمر بلا اخطاء يمكنها ان تورط بسهولة اسرائيل في مغامرات زائدة أو في ازمة دبلوماسية مع الروس، ليست امرا مسلما به. حقيقة أن هذه العمليات تتم دون أن ينجح الطرف الاخر في جباية اثمان من اسرائيل ليست امرا لا يؤبه له.

 لنا كاسرائيليين يوجد احيانا ميل لان نطبع بالوان سوداء ما نسميه تآكلا في مدى الردع الاسرائيلي. وذلك بخاصة بعد أن تبدي اسرائيل ضباطا للنفس في اعقاب اطلاق حزب الله للصواريخ في آب إثر هجمات لسلاح الجو في لبنان. 

ولكن بالمقابل يجدر بالذكر انه بعد العمليات العديدة المنسوبة لاسرائيل ضد اهداف لحزب الله وايران، لم ينفذ كرد على ذلك عمل معادٍ ذو مغزى من جانبهم. هذه ليست بوليصة تأمين، وفي جهاز ا لامن يقدرون باحتمالية عالية بان يحاول الحرس الثوري ان ينفذ في السنة القادمة عملية ضد اسرائيل، فيما انه حتى اليوم صدت عمليات كهذه جيدا. 

عندنا ايضا يفهمون بان المعركة تجاه تعاظم القوى محدودة في انجازاتها. فايران رغم الضربات التي تعرضت لها في سوريا، لا تتخلى، والهجمات الاخيرة المنسوبة لسلاح الجو تشهد هي ايضا على استمرار الجهود الايرانية للتموضع في المنطقة ولتسليح شركائها. 

اكثر من اي شيء آخر يقلق جهاز الامن استمرار تسليح حزب الله بالصواريخ الدقيقة. فرغم أزمة  التنظيم الشيعي المتطرف، يمكن لنصرالله ان يسجل في  السنة الاخيرة تقدما آخر في  مشروع الصواريخ الدقيقة وذلك الى جانب التسلح الكبير بمنظومات الدفاع الجوي  المتطورة التي  تؤثر على طريقة عمل سلاح الجو في المنطقة. 

ولكن الى جانب التهديدات الاهم  من ايران وحزب  الله، تجسد نهاية السنة الاخيرة  جيدا لماذا لا تزال الساحة الفلسطينية هي الاكثر تفجرا من ناحية امنية. فشهر كانون الاول  والارتفاع في مستويات الارهاب يرفعان مرة اخرى مستوى التوتر ويدلان على التعقيد الذي ينطوي على كون الجيش هو صاحب السيادة في الضفة – المسؤول الى جانب الامن والقتال ضد الارهاب عن حفظ القانون والنظام ايضا تجاه اليهود والفلسطينيين على حد سواء.  

احبط الجيش والمخابرات الاسرائيلية في السنة الاخيرة عمليات عديدة. العملية الاخيرة في حومش والتي قتل فيها يهود ديمنتمن تجسد فقط مستوى التهديد، وحماس في غزة  وفي الخارج ستواصل  بذل  الجهود لاشعال المنطقة وهكذا تمس باسرائيل وبالسلطة الفلسطينية معا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى