ترجمات عبرية

معاريف – بقلم بن كسبيت – إما التصويت وإما خسارة الدولة

معاريف–  بقلم  بن  كسبيت  – 1/3/2020

اذا كنتم تشتاقون للايام التي لم  تتدفق فيها جداول الدم الفاسد في شوارعنا، اذا كنتم تريدون العودة الى الايام التي كان يمكن فيها اجتياز حملة انتخابات دون التشهير والكذب والافتراء واثارة الجنون والكذب مرة اخرى، واخرى، واخرى حتى ما لا نهاية، فكل ما تحتاجون عمله هو ان تأتوا للتصويت غدا “.

هذا ليس قضاء من السماء. يمكن أن نوقفه. هذا في ايدينا. اذا ما حصل على الـ 61 مقعدا المستعبدة له، فسيهجم نتنياهو في اليوم التالي على ما تبقى من الرموز الحيوية للرسمية الاسرائيلية. “سيكشف افعال” المستشار القانوني للحكومة وسيطيح به. وسيعين مفتشا عاما بلفوريا. سيخصي صلاحيات كل ما تبقى لهم من اي صلاحية. وسيهزم المحكمة العليا. سيطوع القلة الذين لا يزالون يقفون في مواجهته. ستكون هنا حملة تطهيرات واسعة لم يسبق أن شهدا مثيلا لها. وهو لن يبقي حجرا على حجر مما بناه هنا أباؤنا.

قبل اسبوع أفلت لسانه بالقول أنه لا يستبعد “قانونا فرنسيا” يمنع تقديمه الى المحاكمة. (بالمناسبة، سبق  أن قدم الى المحاكمة). وأمس نفى. من يصدق هذا النفي  لا  داعٍ لان يأتي للتصويت. اما كل الباقين فعليهم أن يفهموا بان هذه لحظات الحسم، وانه لن  تكون فرصة اخرى، فإما الان وإما لن تكون ابدا، فهو إما ان تصوت أو تخسر الدولة. هذا ليس يمينا وليس يسارا، ليس عربا وليس يهودا، ليس اشكناز او سفراديم. انه الاسرائيليون الذين يريدون أن يواصلوا العيش في الدولة التي أعلن عنها بن غوريون في  شهر ايار من العام 1948.

160 الف تل ابيبي لم يشاركوا في التصويت السابق. وهذا يتراوح بين 4 و 5  مقاعد. لو كنت من قادة أزرق أبيض لسكنت في تل أبيب منذ يوم امس وحتى يوم الاثنين في  العاشرة  مساء. وسأتنقل من مجمع تجاري الى آخر، من مقهى الى مقهى، من شارع الى شارع، من بيت الى بيت ومن باب الى باب.  لا يوجد هنا يسار ولا يوجد هنا يمين. توجد هنا حرب حقيقية على صورة هذه الدولة. هذه الانتخابات ستحسم على نسبة التصويت. الجمهور الذي سيأتي بجموعه، سينتصر. من يريد أكثر، يحقق. ايلانا دايان جلبت أمس في القناة 12 تسجيلا مذهلا.  نتان  ايشل، الرجل الاكثر قربا من الزوجين، يتحدث في حديث مغلق عن الليكوديين، عن  الكراهية، عن “طريقة نتنياهو” لربط النوازع الاكثر ظلامية من أجل تثبيت حكمه. ايشل، بصوته، يكشف عن القصة كلها: “نجحنا في عصفهم بالجنون”، يقول عن مصوتي الليكود، “هذه الكراهية هي ما توحد معسكرنا”. وهو يسميهم “غير الاشكناز”. كما يعبر عن رأيه عن ميري ريغف (لن نكرره هنا)، ويشدد المرة تلو الاخرى كيف أن الكراهية تخدم الهدف الاعلى: نتنياهو.

يقترح ايشل على محادثه العمل لدى نتنياهو (بقبعتين). فهو سيحصل على أجر لقاء المشورة  للحزب وللحملة، ولكنه سيخدم ايضا نتنياهو الرجل في مشورة اعلامية استراتيجية شخصية، مجانا فلا يوجد مال. هذه الطريقة معروفة، كشفت هنا وفي اماكن اخرى مرات عديدة. يعترف ايشل  بانه لا يمكنه أن يجند التمويل للموضوع الشخصي، ولكن هذا سيترتب  عبر التمويل العام. واذا كان هذا العرض جاء بناء على راي نتنياهو، فهو يستوجب تحقيقاجنائيا. بالمناسبة، يوجد هنا شاهد ملكي جاهز آخر: نير حيفتس تم تشغيله عبر هذه الطريقة بالضبط. وكان آخرون قبله.

وعليه فاذا كنتم تشتاقون للايام التي لم  تتدفق فيها جداول الدم الفاسد في شوارعنا، اذا كنتم تريدون العودة الى الايام التي كان يمكن فيها اجتياز حملة انتخابات دون التشهير والكذب والافتراء واثارة الجنون والكذب مرة  اخرى، واخرى، واخرى حتى ما لا نهاية، فكل ما تحتاجون عمله هو ان تأتوا للتصويت غدا. يجب ان نعيد سواء العقل، يجب أن نهديء الخواطر، يجب أن نشفي  الجراح. لا توجد اليوم مفاوضات سياسية حقيقية، لا توجد اوسلو على الطاولة، لا يوجد شريك بل  ولا يوجد تهديد وجودي على دولة اسرائيل. نحن نحتاج لان  نهدأ ونعود لان  نعيش معا.  نحن ملزمون  بان  نحرر  الدولة من قبضة الخناق من  المتهم  بالرشوة،  التحايل  وخيانة الامانة. وهو مطالب بان يفعل  بالضبط ما طلبه من سلفه: ان  يدافع عن براءته في المحكمة، وليس من داخل مكتب رئيس  الوزراء. اما هو فليس مستعدا لان يحررنا، وبالتالي فان علينا ببساطة أن نحرره.

كان هناك تسجيل آخر: ذاك الذي جاء به عميت سيغال  في اخبار 12 يوم الخميس. تسجيل سمع فيه اسرائيل بخر يوجه انتقادا فتاكا لرئيسه، بيني غانتس، ويعترف بانه خطير على اسرائيل. لماذا؟ “لانه لن  تكون لديه الشجاعة لمهاجمة ايران!!”. وقد سجل لبخر “حاخامه” غي حوبرا. وقد اغوي للحديث خصيصا حين كان يفترض به أن يتلقى مشورة شخصية من ذاك الحاخام في  قضاياه الشخصية الاكثر حساسية. من يصدق تعابير الحاخام، يسمع مزايدات نتنياهو على مدى السنين في الموضوع الايراني: تجنيد امم  العالم، الغاء شر  القضاء وما شابه. حوبرا مقرب من  نتنياهو  ومن  محاميه، عمت حداد. نتنياهو  كان عنده قبل  يوم.  وحوبرا نفسه اراد أن يحصل على الاذن لنشر  التسجيل من مرجعيته الروحية، الحاخام كينبسكي. وفي  هذه الاثناء كان نتنياهو هو من التقى مع حفيد كينبسكي  يوم الخميس ليلا.

ما قاله بخر قاسٍ. لا اعتقد انه يؤمن بان بيني غانتس غبي. عندي محادثات مع بخر اكثر مما لدى “الحاخام” حوبرا.  يحتمل الا  يكون يقدره  كرئيس  وزراء محتمل. ولكن  الموضوع الايراني يجعل كل هذه القصة خردة: أولا  لان  الهجوم على ايران لا يوجد الان على الطاولة. وهذا ليس في الاوراق وليس في  الكتب.  كان هذا في  الماضي.

تذكير: بيني غانتس كان رئيس  الاركان الذي اعد الجيش الاسرائيلي للهجوم في ايران وبنى “الخيار العسكري” الذي بدأ يبنى  في  عهد سلفه، غابي اشكنازي.  بنيامين نتنياهو كان رئيس  الوزراء الذي خاف  استغلال هذا الخيار، الذي كلف المليارات، وتأرنب.  في السنوات 2010 حتى 2013 كان الهجوم في ايران على طاولة رئيس الوزراء، ولكنه لم يتجرأ على اصدار الامر. واتهم “السباعية”، وبعد ذلك “الثمانية”، واتهم شتاينتس  وايلي يشاي  ومن لم يتهم باستثناء  ذاته.  اما الان  فهو  يتهم غانتس.  ولو لم  يكن هذا مخيفا،  لكان  مضحكا.  

بيني غانتس ليس مرشحي المثالي لرئاسة الوزراء. وأنا لا ادري  اذا كنت ساصوت أزرق  أبيض  غدا (أتردد بين غانتس وليبرمان والعمل – ميرتس – غيشر).  ولكن بيني غانتس هو رجل مستقيم، شجاع (40 سنة في الخدمة القتالية)، لا يكره احدا وقلة يكرهونه. اذا ما انتخب، سيسود هنا الهدوء. كل ما نحتاجه الان هو اشفاء الجراح، رأب  الصدوع، تهدئة الخواطر  وعمل كل  هذا دون  المس  بالامن. هذه مهمة ليست كبيرة  مع مقاييسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى