ترجمات عبرية

معاريف: الحريديون والمستوطنون ينتصرون على إسرائيل !

معاريف 2023-08-02، بقلم: البروفيسور شيكي ليفي: الحريديون والمستوطنون ينتصرون على إسرائيل !

قانون تقليص علة المعقولية هو ظاهراً إنجاز للحريديين والمستوطنين: فالقانون سيسمح بتطوير المستوطنات وإعطاء امتيازات بالغة لطلاب الدين، دون تدخل محكمة العدل العليا. وإذا كان الإنجاز يأتي مع كرزة شماتة بأولئك اليساريين، الأشكناز، والمتميزين (في أن يشعروا هم أيضا أخيرا بألم فك الارتباط!) يكون أفضل. يحتمل ان هكذا يرى هذا معظم ناخبي درعي وسموتريتش. هذه بالتأكيد الصورة التي يحاولان رسمها لهم. غير أن التفكير بخطوة واحدة الى الأمام سيبين أن إجازة قانون المعقولية وقوانين “الإصلاح” هو بخلاف مصالح المستوطنين والحريديين. لماذا؟

الازمة الحادة التي نشبت في إسرائيل منذ انكشفت مخططات الحكومة لـ “الإصلاح” اكدت الحدود بين القبائل المختلفة التي توجد لها قيم ومصالح مختلفة. حتى الازمة، نجحت القبائل كيفما اتفق، في أن تعيش الواحدة مع الأخرى، الى هذا الحد او ذاك بسلام. الأغلبية الليبرالية، العمود الفقري للدولة، والذي يقيم الاقتصاد، الجيش، العلم والطب، ثارت اعصابه حين اعتقد أنه يمول طلاب دين لا يعملون ولا يخدمون في الجيش، لكنه معظم الوقت لم يفكر في هذا. كما أن من لا يفهم حقا المنفعة السياسية والأمنية التي في تعميق الاستيطان، في الأيام العادية لم يكن يعنى بهذه المواضيع. حتى الانتخابات الأخيرة نجح زعماء الحريديين والمستوطنين في تحقيق مصالحهم بحذر، وفي محاولة الا يثير عداء اكثر مما ينبغي. وجاءت نشوة النصر في الانتخابات فأوقعتهم في سكرة قوة قادتهم الى سلوك ساحق وذي نزعة قوة. يخيل أحياناً ان المس بالقبيلة الليبرالية هو من ناحيتهم ليس فقط شراً ضرورياً لأجل تحقيق أهدافهم بل هدف بحد ذاته.

النتيجة التي فاجأت الكثيرين هي الاستيقاظ الدراماتيكي للاغلبية الليبرالية التي كانت حتى اليوم غافية. عشرات آلاف الأشخاص ممن لم يكونوا مشاركين سياسياً يخرجون كل أسبوع في المطر وفي الحر ويهتفون “حتى هنا”. ما كان لن يكون بعد اليوم.

ان للحرب التي أعلنتها الحكومة على الأغلبية الليبرالية نتيجتين محتملتين. من ناحية الحريديين والمستوطنين إحدى الإمكانيتين سيئة، والثانية كارثية. النتيجة السيئة هي أن تؤدي اليقظة الليبرالية الى اسقاط الحكومة، وإقامة حكومة ليبرالية تشدد ظروفهم، ليس فقط بالنسبة للظروف الحالية بل أيضا بالنسبة للظروف التي كانت قبل اعلان الحرب. اما النتيجة الكارثية فهي أن تنجح الحكومة الحالية في البقاء وتنتصر في حربها على الليبرالية. “الإصلاح” يمر، وإسرائيل تصبح دكتاتورية كاملة. من سيوافق على مواصلة الخدمة في مثل هذا الجيش؟ من سيوافق على دفع ضرائب (باللغة المغسولة يسمون هذا “تخطيطاً ضريبياً كاسحاً”)؟ من سيستثمر ومن سيقيم مشاريع في دولة أبرتهايد؟ كم من الوقت يمكن أن تنجو دولة إسرائيل في مجالنا القاسي دون جيش، دون اقتصاد، ودون ظهر الولايات المتحدة؟ يخيل أن درعي وسموتريتش نسيا انه بدون دولة لا توجد مستوطنات ولا يوجد تلاميذ دورات أيضاً. هما أعميان عن أن يريا أن ليس كل ما يؤلم الليبراليين بالضرورة يحسن لمصوتيه. الأيام التالية للتاسع من آب تشكل فرصة طيبة، قد تكون الأخيرة لإعادة احتساب المسار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى