ترجمات عبرية

معاريف: الانقضاض على «الأونروا» جزء من خطة الترحيل

معاريف 2024-02-08، بقلم: ران أدليست: الانقضاض على «الأونروا» جزء من خطة الترحيل

انقضّت حكومة إسرائيل على “الأونروا” بعد أن تبين أن بعضا من موظفيها كانوا من رجال “حماس” ممن ساعدوا في إطلاق الصواريخ وشاركوا في المذبحة، وطلبت وقف عملها في القطاع. وأفيد، يوم الثلاثاء، بأن وفدا إسرائيليا ضغط على مسؤولين في الولايات المتحدة وفي الأمم المتحدة للسماح لـ”الأونروا” بأن تواصل حاليا عملها.

رويدا رويدا، دعونا نفهم عما يدور الحديث: بعد حرب الاستقلال تقرر في الأمم المتحدة تشكيل وكالة تعنى بنحو 750 ألف لاجئ في حرب 1948. واليوم، تعنى وكالة الغوث “الأونروا” بنحو 6 ملايين نسمة، مع ميزانية نحو 1.3 مليار دولار. فإلى جانب المساعدات الإنسانية، منعت الإغاثة الأولية بعد حرب الاستقلال العودة الجماعية إلى القرى والمدن التي طردوا منها، فيما لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزا بعد للتصدي لحركة آلاف واسعة من العائدين إلى بيوتهم. منذئذ وحتى اليوم، تواصل الوكالة المساعدات الإنسانية بما في ذلك لنازحي الأيام الستة في المناطق التي احتلت.

في غزة، عملت الوكالة حتى حكم “حماس”. واضح تماما أن رجالها يخضعون لإمرة “حماس” التي حددت علاقاتها مع إسرائيل كعلاقة حرب. وعند الأخذ بالحسبان الطبيعة الإجرامية للمنظمة الدينية، بل وفي الحرب، فلا شك أن موظفيها مجندون للحرب ضد إسرائيل، سواء كانوا يريدون ذلك أم يرفضون، أي يصفون. كجزء من “تطهير” غزة من النفوذ الأجنبي قبيل حكم أمني (وبالتأكيد أمني) فإن لحكومة إسرائيل مصلحة في التشهير بـ”الأونروا” كمتعاونة مع “حماس” (وبالفعل، كما أوضح مسبقا فإنهم متعاونون). بشكل غريب، تسربت تحقيقات الجيش و”الشاباك” للأميركيين وفيها أسماء موظفي “أونروا” المشبوهين بمساعدة “حماس” (محبو المؤامرات مدعوون للتسلية) فبدأت حملة إسرائيلية لطرد “الأونروا”. ضباط في الجيش الإسرائيلي أوصوا رئيس الأركان للامتناع عن التشهير بـ”الأونروا”. رئيس الأركان رفض قبول توصيتهم، ربما كجزء من الخطة لأن تبنى في القطاع مستقبلا قوة بديلة تعنى بالسيطرة وبتوزيع المساعدات تكون تحت سيطرة إسرائيل.

في هذه الأثناء في الميدان، “الأونروا” و”حماس” تعملان على محاولة الحكم فيما أن المساعدات هي جزء من آلية السيطرة. الأميركيون (الذين يفهمون الأمور) يبكون حتى اليوم على تصفية الصف المتوسط والتنفيذي لجيش صدام حسين. فقد تحول العراق إلى فوضى تسللت عبرها ايران والتي تلاحق، اليوم، القوات الأميركية في شرق سورية وفي غرب العراق. والنتيجة (جنود أميركيون يموتون) رأينا جميعنا قبل أسبوع. بما في ذلك رد أميركي هو صحيح لحرب انتخابات على أمل ألا تؤدي إلى ضحايا أميركيين آخرين.

وعندنا؟ “لحكومة إسرائيل توجد فرصة تاريخية لا تعوض لإغلاق وكالة (الأونروا) لأجل وضع حد لخدعة اللجوء الفلسطيني”، كما كتبت آييلت شكيد. تنبع فكرة هذه العصبة لإغلاق “الأونروا” من الرد على الاعتراض القاطع من الشعب والعالم على الترحيل: فطرد “الأونروا” هو جزء من أساليب العمل التي هدفها دفع الفلسطينيين إلى الانهيار الاقتصادي، الجسدي والنفسي كي يطيروا من هنا حتى بدون ترحيل. فما هو بحق الجحيم ذنب النساء والأطفال الجوعى إذا ما كانت قيادة دينية قومجية متصلبة ووحشية جرتهم إلى وضعية مجنونة. ما هو ذنبنا نحن إذا كانت شكيد تمثل قيادة دينية متصلبة ووحشية ترقص على دم وحليب النساء والأطفال؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى