ترجمات عبرية

معاريف: الانسحاب غير المُعلن من غزة

معاريف 12-4-2024، بقلم: آنا برسكي: الانسحاب غير المُعلن من غزة

في ظل انسحاب معظم قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والى جانب التقارير عن التقدم في الاتصالات لصفقة مخطوفين، تبث مصادر سياسية بالذات التفاؤل بل وتشرح كيف قريباً سيعطى الوضع الحالي التفسير الذي سيروي عن النصر بحكم الأمر الواقع.

بالضبط مثلما قبل خمسة أشهر لم نغزُ غزة برياً دفعة واحدة بل في “حقن” هكذا الآن الخروج من القطاع أيضاً لن يتم دفعة واحدة، وبالتأكيد لن يترافق مع بيان رسمي عن انسحاب القوات وإنهاء المعركة. لا توجد معابر جديدة، وعليه فإن التفسير الذي سيعطى سيكون: “الحرب لا تنتهي، بل تتواصل بقوى منخفضة. ما يحصل اليوم يمكن تعريفه كهدنة غير معلنة او هدنة بحكم الأمر الواقع”.

عودة الى أيام بداية المناورة البرية. نذكر انه في حينه تقرر دخول تدريجي الى غزة، بلا ضجيح وإعلانات كبرى – على خلفية التحذيرات، بما في ذلك من إيران، بأن غزواً إسرائيلياً سيجر رد فعل حاداً. لو كنا دخلنا بالطبل والزمر، لخلق هذا واقعاً من التغيير الدراماتيكي الذي كان سيجعل من الصعب على صف كامل من المحافل العربية التي في بداية الحرب تسلقت الى الأشجار كي لا ترد وتسمح لإسرائيل بالعمل في غزة. دخول بري بحكم الأمر الواقع، “بحقن” كان خطوة إستراتيجية صحيحة أثبتت نفسها.

بشكل مشابه، من جهة – على خلفية الاتصالات على أنواعها (اتصالات الصفقة واتصالات التطبيع الإقليمي مع السعوديين)، ومن جهة أخرى بغياب استمرار الزخم لقواتنا في غزة، اتخذ القرار بأن لا معنى للمراوحة. التفسير الذي يعطى لقرار إخراج معظم القوات من القطاع هو – كوننا كسرنا منذ الآن شوكة مقاومة حماس، الآن يوجد الجيش الإسرائيلي في وضع يمكنه فيه أن يدخل الى غزة ويخرج منها بلا صعوبة ووفقاً للحاجة وللأهداف العملياتية. وعليه، كما أسلفنا لا يوجد أي سبب للبقاء في داخل القطاع لنشكل أهدافاً لكل أنواع المسلحين الذين يخرجون من أنفاق منسية ليحاولوا ضرب جنودنا.

من ناحية سياسية، وفقاً لتفكير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مثلما لم يكن اعلان حرب، يحرص الآن على غياب إعلان عن وقف الحرب. وعليه، فطالما لا يوجد بيان رسمي لوقف الحرب، هذه تصبح حرباً بقوى منخفضة يمكنها، مثل النار، ان تشتعل دفعة واحدة، طالما لم تنطفئ. غياب بيان ما عن نهاية القتال يتيح لنتنياهو مجالاً للتفكر.

يوجد اليوم رئيس الوزراء في وضع الرئيس بوش الأب في نهاية حرب الخليج في 1991. بعد أن كسر شوكة الجيش العراقي، ترك العراق واعلن عن النصر. بينما كان الرئيس صدام حسين لا يزال في الحكم. لولا المخطوفون المحتجزون في غزة لأعلن نتنياهو منذ اليوم أن “انتصرنا” وأخرج القوات. بسبب المخطوفين لا يمكنه أن يفعل ذلك. وإضافة الى ذلك فإن بياناً كهذا كان سيدفع رسمياً بيني غانتس وغادي آيزنكوت الى الخارج، وليس لنتنياهو مصلحة في ان يؤدي الى انسحابهما.

أوصلنا نتنياهو الى وضع يمكنه فيه في كل وقت ان يعلن عن العودة الى القطاع، كونه في الوضع الحالي غير قادر على أن يقدم صورة نصر ويعلن ان “انتصرنا”. المحللون هم من سيقومون بالعمل ويشرحون بأن عملياً – إسرائيل انتصرت على حماس انتصاراً بحكم الأمر الواقع. واذا ما توصلنا الى صفقة وعاد المخطوفون – فان الفرحة والنشوة في الجمهور سيتغلبان على كل الأحاسيس الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى