ترجمات عبرية

معاريف: الانتهازيون الحقيرون: القادة الذين خربوا العام

معاريف 28-8-2023، بقلم افرايم غانور: الانتهازيون الحقيرون: القادة الذين خربوا العام 

في هذه الأيام من نهاية السنة العبرية، ومع حلول السنة الجديدة، درج على القول: “ذهبت سنة ومفاسدها، ولتبدأ سنة وبركاتها” – لغة مصدرها إصحاح في التلمود. كانت إحدى السنوات السيئة والقاسية على دولة إسرائيل في العقود الأخيرة. وكانت سنة إشكالية جداً في العالم أيضاً بسبب زعماء مقلقين ومثيري العجب. برز ثلاثة زعماء خلقوا القلق.

الأول رئيس روسيا فلاديمير بوتين، الذي يخوض منذ سنة ونصف حرباً زائدة ورهيبة ضد أوكرانيا، رغم نحو نصف مليون ضحية من الطرفين ورغم الضرر الشديد بالاقتصاد وبمكانة الدولة وبالمجتمع الروسي. بوتين لا يوقف الحرب والدمار والخراب، وليس مستعداً للاعتراف بفشله، بل يواصل تفعيل آلة السم والكذب، حيث الصمت والخضوع من شعب كامل لجنون مطلق من رجل واحد.

يقف إلى جانبه في القائمة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، هذا الذي يرى أمام ناظريه كيف تتمزق إسرائيل وتتفكك بسبب الانقلاب النظامي. هو رئيس وزراء يشعر بضرر هائل لحق بالدولة، أمنها، واقتصادها، ومكانتها في العالم – بدلاً من إبداء زعامة، يثبت أنه جيد في الفصل، لكن ليس في الحكم. هو غير قادر على الحكم كونه “أسيراً” في أيدي شركائه الذين يقتادونه من أنفه. ومثل بوتين، يفعّل آلة السم والكذب التي تغسل عقول مئات الآلاف ممن لا يزالون يؤمنون بأنه لا بديل له. يعرض نتنياهو وجود دولة إسرائيل للخطر بسلوكه غير المسؤول، الذي لا يتوقف للحظة رغم عشرات آلاف المتظاهرين طوال ثمانية أشهر.

إضافة إلى الاثنين، يمكن أن نحصي رئيساً سابقاً واحداً، لم يسلّم بتنحيته، ويخوض هذه الأيام صراعاً بلا هوادة على طريق عودته إلى البيت الأبيض. يكمل دونالد ترامب قائمة الفرسان الثلاثة – شخصية موضع خلاف فترة ولايته رئيساً، شهدت ارتفاعات وأساساً انخفاضات وفضائح. ومع ذلك، يعتبر أكثر الرؤساء وداً لدولة إسرائيل.

بالمقابل، ترامب هو الرئيس الأول في الولايات المتحدة الذي يفتح ضده إجراءان للتنحية، رئيس أنهى ولايته بتنحية بشعة، وسيضطر الآن إلى محاولة إثبات براءته في المحكمة. السبب الذي يجعل ترامب ينضم إلى قائمة الزعماء المقلقة هو نيته المصممة على التنافس على المنصب الأعلى في العالم مرة أخرى. أدين قبل نحو أربعة أشهر باعتداء جنسي، ورفعت ضده لائحة اتهام على محاولة تغيير نتائج الانتخابات في 2020، والتآمر لتضليل حكومة الولايات المتحدة، وتنحية شهود والتآمر ضد حقوق المواطن، والآن هو معني بالعودة إلى البيت الأبيض. يخيل أن دركاً أسفل كهذا لم يسبق أن رأيناه في العقود الأخيرة.

ثمة ميزة توحد هؤلاء الفرسان الثلاثة الذين أقلقوا بسلوكهم وأثاروا الاشمئزاز طوال السنة المنصرمة: ثلاثتهم وضعوا أنفسهم ومصلحتهم وإرادتهم قبل الدول التي وقفوا على رأسها. انتهازيون صريحون وحقيرون من النوع الأسفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى