ترجمات عبرية

معاريف: الانتداب المصري كحل

معاريف 2023-11-17، بقلم: يتسحاق لفانون: الانتداب المصري كحل

في إسرائيل وخارجها بدؤوا يفكرون بغزة بعد ان تتوقف المعارك. أي نظام سيكون هناك وكيف سيبدو مقارنة بما كان عليه تحت حكم حماس. معاهد وأجهزة استخبارات تنكب على الموضوع بصمت في محاولة منها لايجاد الصيغة الأفضل.

بعض المفارقات. غزة، تحت أي نظام تعمير يجب أن تكون مجردة من السلاح. كما أن عودة السلطة الفلسطينية الى الحكم في غزة ستشكل وصفة لمشاكل ونزاعات مستقبلية من شأنها أن تضر بنا أيضا. السلطة لن تكون قادرة على أن تحكم في غزة. فقد كانت هناك والقي بها. ناهيك عن ان على السلطة أن تتصدى لحماس الضفة ولا يعقل ان يدمر حكم حماس في غزة كي نراها في الضفة.

الأفكار التي تطلق عندنا للعودة الى غزة وإقامة غوش قطيف او كبديل ان يبقى الجيش الإسرائيلي امنيا في القطاع، هي وصفات لمشاكل مستقبلية. يجب إيجاد حل لم نفكر فيه حتى الآن يبقي إسرائيل خارج الدوامة الغزية: الا تكون لها صلة بغزة.

هنا تدخل مصر الى الصورة بشكل تلقي انتداب على القطاع، مثل الانتداب البريطاني والفرنسي اللذين كانا في منطقتنا في القرن السابق. لا توجد نية لإعادة غزة الى مصر بل لاعطاء مصر انتدابا مؤقتا لأن تكون حاضرة في غزة. في هذه الفترة تشرف مصر على بناء غزة بمساعدة مالية دولية كي تكون مختلفة عما هي عليه اليوم. مصر تعرف غزة والغزيون يحترمون المصريين جدا. للقاهرة تجربة ومعرفة غنية عن غزة وهي ستفرض النظام في صالح تعميرها.

سيخلق تلقي مصر للانتداب تواصلا امنيا من غزة حتى سيناء، ما سيؤدي لها الى الاستقرار الذي تبحث عنه. كما أنها ستتفرغ لهزيمة الإرهاب وهكذا سيساهم هذا بامن مصر القومي. غزة ستكون مفتوحة على العالم عبر المعابر الى مصر التي ستحكم في سيناء وفي غزة على حد سواء.

دنيس روس وأرون ميلر من معهد واشنطن يطرحان إمكانية ان تحكم غزة قوة تتشكل من الدول العربية الخمس التي لها اتفاق مع إسرائيل. هذه إمكانية، لكن دولة واحدة كمصر تحكم المنطقة وحدها افضل من المصاعب التي ستكون بين الدول الخمس.

يحتمل أن يبدو اقتراح الانتداب المصري على غزة في هذه اللحظة خياليا بل وعسيرا على التحقق. لكن محادثات هادئة مع القاهرة تبرز فضائل الخطوة لامنها القومي كفيلة بأن تحملها على النظر بالاقتراح بجدية. هذا سيعطي املا لغزة التي ستصبح غير مهددة، سيعزز قوة مصر في العالم العربي، سيساعدها في حربها ضد الإرهاب ويهدئ روعها من إسكان الفلسطينيين في سيناء.

من المجدي دراسة الاقتراح وإعطاؤه فرصة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى