أقلام وأراء

محمد سلامة – إسرائيل .. كيف تفكر ..؟!

محمد سلامة 24-1-2022

وزير الدفاع الاسرائيلي بني غانتس أقر بضرورة الاستفادة من العقول الفلسطينية، واستثمارها في «الهايتك « لتطوير عمل شركات التكنولوجيا المدنية لا العسكرية،ولهذا قدم مشروع لاقراره من الحكومة يسمح بمنح ثلاثة آلاف فلسطيني موافقات (تصاريح ) في هذا القطاع الأهم في الدولة العبرية وبدفعة أولى تتمثل في (500) فلسطيني ..والسؤال..لماذا اختارت الفلسطيني أولا.. وكيف تفكر؟!.
الحاجة أم المصلحة..وراء قرارها؟!،فكل الدول المتقدمة تعتبر قطاع الهايتك هو رأس مال الدولة وذراعهاالاقتصادي، كما يمكن الإستفادة من الخبرات المدنية في الصناعات العسكرية، وفي حالة مثل دولة إسرائيل فإن الفلسطيني يمثل خطرا عليها والمصلحة تقتضي أن تبعده عن هذا القطاع، لكنها تخالف كل شيء وتعمل على استقطابه والاستفادة من خبراته في هذا الشأن..فكيف تفكر؟!.
منذ احتلال فلسطين عام 1948م،فإن الصورة الحاضرة هي أن مجالات عمل العمالة الفلسطينية في قطاع المقاولات والزراعة والخدمات الإسرائيلية(مستودع للعمالة )،وأن قطاع الهايتك مقتصر على اليهود وممن يجري استقدامهم من أوروبا وأمريكا وروسيا، لكن تقارير إسرائيلية أشارت إلى أن العقول الفلسطينية المهاجرة مبدعة ومتفوقة في مجالات الهايتك وخاصة في بريطانيا والولايات المتحدة، وأن السلطة الفلسطينية لا يسمح لها بدخول الإستثمار في هذا القطاع وليست معنية به، وعليه كان القرار الاسرائيلي باستقطاب هذه العقول واغرائها بالمال والمنح والامتيازات وما إلى ذلك.
إسرائيل..كيف تفكر؟! ..إسرائيل تفكر في مصالحها وتقدمها وتطوير قطاع الهايتك لديها،كما أن الحاجة لفتح شركات تكنولوجيا المعلومات أمام المنافسة العلمية يبقيها في الصدارة، وقد وضعت خطة لاستقدام مائتين فلسطيني هذا العام ونفس العدد في العام القادم، وأن تواصل الاستقدام في الأعوام التالية، وهي تطبق سياسة الاستفادة من علوم غيرها وتسخيرها في خدمة ورفاهية شعبها وتطوره وزيادة منافستها الاقتصادية على مستوى العالم.
إسرائيل اليوم.. تسرق الأرض الفلسطينية،وتحول الإنسان الفلسطيني في خدمتها، وفي تطورها وتقدمها، ونحن نغرق في خلافاتنا واختلافاتنا وتمثيلنا،ونرفع شعارات التفوق وو..إلخ،فإلى متى نستمر في هذا الطريق الطويل..أما حان الوقت لنتعلم من عدونا، ونستثمر في الإنسان قبل كل شيء،حتى نتمكن من الوقوف على ارجلنا ونكتب مستقبلنا بأيدينا،لا أن نبقيه بيد إسرائيل وغيرها. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى