ترجمات عبرية

يديعوت: كيف نخرج الجيش من التوريطات السياسية لحكومة نتنياهو؟

يديعوت 2023-01-23، بقلم: يوسي يهوشع: كيف نخرج الجيش من التوريطات السياسية لحكومة نتنياهو؟

أشارت الحالة التي تفجرت أمام القيادة السياسية مع إخلاء البؤرة غير القانونية أور حاييم إلى الإخفاق الأساس في التجربة السياسية لتعيين قائدين للجيش الإسرائيلي. لكل العاملين في المهنة كان واضحا أن الاتفاقات الائتلافية التي تتضمن توزيعا لصلاحيات وزارة الدفاع لا يمكنه أن ينفذ وللجيش الإسرائيلي توجد سلسلة قيادية واحدة على رأسها يقف رئيس الأركان وفوقه وزير الدفاع. كان الوزيران بتسلئيل سموتريتش وكذلك ايتمار بن غفير يعرفان مسبقا خطة إقامة البؤرة غير القانونية.

من ناحيتهما كانت هذه محاولة لفحص الحدود. وطلبا من وزير الدفاع غالنت أن يؤخر الإخلاء إلى الأحد لكنه أصر على تنفيذه بشكل فوري ونال الإسناد من جانب رئيس الوزراء.

كلاهما التقى بمستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، قبل يوم من الإخلاء، وسمعا منه أن الولايات المتحدة تريد هدوءاً في ساحة “المناطق” بهدف تخفيض مستوى اللهيب لأجل السماح بتنسيق الاستعدادات حيال إيران.

توجد “المناطق” في حالة “استيلاء حربي”: مناطق ج حيث يسكن مئات آلاف الإسرائيليين والفلسطينيين توجد تحت صاحب السيادة العسكري – الجيش الإسرائيلي. وانطلاقا من ذلك فإن منسق أعمال الحكومة في “المناطق” (والإدارة المدنية التابعة له) يستمدان قسما مهما من صلاحياتهما من صاحب السيادة العسكري ومن جهاز الأمن.

صاحب السيادة العسكري في “المناطق” ليس مسؤولا فقط عن إحباط “الإرهاب”، بل أيضا عن القانون والنظام في المنطقة، وذلك من خلال عموم قوات الأمن المرابطة فيها. وزير، هو ليس وزير الدفاع، لا يمكنه، حسب القانون أن يوجه أو يقود الجيش.

القرار بإخلاء بؤرة استيطانية غير قانونية هو لصاحب السيادة العسكري، وليس لأي جهة أخرى. وعليه فإن الكتاب الذي بعث به بتسلئيل سموتريتش لمنسق الأعمال في “المناطق” لوقف إخلاء البؤرة وصل إلى العنوان غير الصحيح؛ لأن صلاحيات وقف إخلاء كهذا هي لصاحب السيادة العسكري وليس لمنسق الأعمال وحده.

للجيش يوجد قائد واحد، رئيس الأركان، يوجد له أيضا قائد واحد هو وزير الدفاع. وعليه، فإن كل محاولة سياسية لنقل صلاحيات منسق الأعمال أو أي وحدة عسكرية أخرى لوزير ليس هو وزير الدفاع ستفشل في اختبار الواقع الأمني في “المناطق”. فقوات الأمن مطالبة بأن تحرس كل مكان في “المناطق”، حيث يوجد مواطنون إسرائيليون.

إن إقامة بؤر استيطانية دون إقرار القيادة السياسية ليست قانونية، وتعرقل النظام العام، وتتحدى مهمة الدفاع والحماية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي.

خيراً فعل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي ساند الجيش ووزير الدفاع بشكل علني. فضلاً عن غالنت، نتنياهو هو الآخر كسب النقاط، هذه المرة في الساحة الدولية.

السؤال الذي يجب أن يُسأل بصوت عال وليس فقط في أروقة “الكريا” في تل أبيب هو كيف نخرج الجيش وجهاز الأمن من التورطات السياسية لحكومة نتنياهو والسماح للجيش بالعودة للاهتمام بالمهام الأمنية وتحدياتها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى