أقلام وأراء

فيصل أبو خضرا يكتب –  إسرائيل العدو الأكبر لأمريكا

فيصل أبو خضرا *- 4/12/2021

بكل هدوء، يجب ان يعلم دافع الضرائب الامريكي ان العدو الحقيقي لأمريكا هي ربيبتها اسرائيل، ولن ترتاح امريكا الا اذا حلت القضية الفلسطينية حلا عادلا يقوم على أساس العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

فأول ضربة لامريكا والتي سببها اسرائيل هي قيام القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، بضرب العمق الامريكي في نيويورك، والسبب اطفال فلسطين كما قال بن لادن، ومن ثم احتل جورج بوش الابن افغانستان، وبقيت امريكا في هذا البلد مدة عشرين عاما، مما تسبب بقتل الآلاف من جنود الجيش الامريكي وجنود النيتو عدا الاستنزاف المادي الذي بلغ ٢٠٠ مليار دولار. أما اسرائيل فلم تفقد اي جندي، هذا عدا البلايين من الدولارات التي تدفعها امريكا لاسرائيل، والاسلحة الفتاكة التي تتبرع بها لها لتنفيذ جرائم قتل وتنكيل الشعب الفلسطيني الأعزل.

وبعد عشرين عاما خرجت من افغانستان مهرولة مذلولة تاركة هذا البلد المليء بالمنظمات التي هدفها ضرب المصالح الامريكية.

وثاني ضربة في العام ٢٠٠٣ أقنع نتنياهو الرئيس بوش بضرب واحتلال العراق لأسباب تبين انها كذب، وسلمت العراق هذا البلد العربي الغني في ثرواته على طبق من ذهب الى إيران عدوة امريكا، ولغاية يومنا هذا العراق غير مستقر، تعبث فيه ميلشيات ومنظمات ارهابية كما انها ستخرج من هذا البلد مذلولة، مهزومة ، والسبب اسرائيل.

جميع هذه الفوضى التي تحصل في العالم، وأولها امريكا، سببها الاحتلال الاسرائيلي، مع العلم ان اسرائيل لم تخسر جنديا واحدا، عدا المبالغ الطائلة التي تحصل عليها من جيوب دافعي الضرائب الامريكيين.

لقد جعلت أمريكا بدعم من الاحتلال الاسرائيلي ايران دولة معادية للعرب، وتعم الفوضى والقتل في اليمن وسوريا ولبنان، وهي الآن على شفير الحصول على القنبلة الذرية، كما سيطرت على القرار اللبناني بواسطة حزب الله.

ومع ذلك فإن اسرائيل تمردت اليوم على امريكا، فهي لا تبالي بالقرارات الدولية بدعم امريكي واضح، ومع الأسف أصبحت أمريكا دولة ضعيفة القرار أمام دولة تمارس أبشع انواع التمييز العنصري، وتسرق الاراضي وتعبث بالمقدسات الاسلامية والمسيحية.

وللعلم لن ترتاح امريكا او العالم الا اذا ارتاح الشعب الفلسطيني … الشعب الفلسطيني يطلب من زعمائه ان يصحوا من سبات نومهم ويقتنعوا بأن قضيتنا لن تحل الا بسواعد هذا الشعب الصابر على ظلم زعمائه قبل أعدائه وينسوا خلافاتهم ويتوحدوا تحت مظلة القرار الوطني الفلسطيني، اي ثورة حتى التحرير، دون اللهاث وراء امريكا او بريطانيا او أوروبا او روسيا، بل بوحدتنا الوطنية.

ان المحتل لايهمه الدين ، بل استعمال الدين لانتزاع عطف العالم، وسرقة الاراضي وبناء المستعمرات ولاحتلال الأرض العربية. وللعلم فان العصابات الصهيونية التي أتتنا من بلاد الاشكناز شمال اوروبا لا تمت أبدا للعرق السامي، بل هي من العرق الآري. ان اكبر خدمة للصهاينة هي تصرفات النازي الاجرامية. والخاسر كان وما زال هو الشعب الفلسطيني.

ان على الفلسطينيين، وبكل بساطة ان يعيدوا حساباتهم وينهوا الانقسام البغيض ويوحدوا صفوفهم لمقاومة هذا المحتل بالطرق القانونية، وغيرها التي تنص عليها القراراتوامواثيق والزعراف الدولية، وكفى انتظارا لسياسات الغرب او حتى المحاكم الدولية التي لم تسطتع لغاية اليوم ان تصدر اي قرار ضد المحتل.

ان المحتل لا يفهم شيئا اسمه القرارت الدولية، ولا يفهم الا لغة القوة، لذلك على زعمائنا ان يدركوا ذلك قبل فوات الأوان. والله المستعان.

* عضو المجلس الوطني الفلسطيني .

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى