ترجمات عبرية

عميره هاس تكتب – أخبار فلسطين تقوم بطعن وهم التطبيع

بقلم: عميره هاس، هآرتس 21/4/2019

فاطمة سليمان، وهي معلمة من قرية تقوع، قتلت في يوم الخميس في حادثة طرق. شهود عيان قالوا إن شاحنة اسرائيلية اصطدمت بسيارتها. هذا لم يتم الابلاغ عنه لدينا، وبالتأكيد لن يتم التحقيق في أي يوم بتهمة عملية دهس. ايضا في الصحف الفلسطينية الكتابة عن ذلك بخيلة. وكذلك ما حدث بعد قتلها وجد فقط في الفيس بوك وفي مواقع الاخبار المحلية.

إن سماع نشرات أخبار فلسطين في كل صباح، هو تعذيب. أولا، بسبب المضمون. تقرير تلو تقرير يطعن وهم الطبيعية، الرغبة في القليل من الهدوء، نسيان أن كل فقاعة محاطة بالاسوار الشائكة، كم معسكر جيش يوجد، حواجز الجنود يوجهون فيها البنادق نحوك، مستوطنات غنية، مواقع استيطانية معادية وشوارع متعددة المسارات تربط عمونه بكاليفورنيا، ويقلصون البلدات الفلسطينية الى خلطة معمارية من الكراجات، محلات خياطة وبسطات للفلافل تطلق الدخان بين البيوت، مبان بطوابق عالية ومكتظة، اكوام من السيارات المفككة، فيلات يبدو وكأنها سقطت من تكساس أو الدوحة، وعدد من المباني القديمة الفاخرة أو مبان متواضعة من الخمسينيات مغطاة بلافتات اعلانات وشعارات عن تحرير فلسطين.

سبب ثان لأن الامر يتعلق بتعذيب هو أن التقارير بشكل عام مقتضبة جدا، مؤطرة في قوالب صياغة ثابتة – يجب فقط تغيير المكان والتاريخ. لا يوجد هنا الكثير من الاستثمار الصحفي الذي يمكن الاعتماد عليه. فقط اطراف خيوط كثيرة لا يمكن امساكها جميعا كل يوم. جيش الاحتلال اعتقل 12 شخص في ارجاء الضفة الغربية والقدس، المستوطنون اقتحموا المسجد الاقصى، اربعة شباب اصيبوا بنار الجيش في مواجهة على اراضي القرية، الجيش اقتحم قرية “س” وقرية “ص” وطفل فقد عينه من قنبلة غاز مسيل للدموع، الرئيس محمود عباس سافر الى كازاخستان، الاحتلال صادر 400 دونم من الاراضي الزراعية الخصبة لغرض شق شارع التفافي للمستوطنين، مستوطنون ضربوا سكان في حقلهم.

وهكذا يتواصل ذلك: معبر رفح تم فتحه وخرج من غزة 200 شخص، وهناك 20 ألف ما زالوا ينتظرون دورهم للخروج، الاحتلال هدم خيمة في سوسيا وبيت في كوبر، طفل إبن 15 قتل بنار الجنود في مخيم البريج في قطاع غزة واصيب 38 شخص. شخص قام بهدم بيته في البيت من اجل أن لا يدفع تكلفة الهدم لبلدية الاحتلال، الرئيس عباس قال إنه من دون غزة لا توجد دولة ولن تكون دولة في غزة، الاحتلال اعلن عن بناء 200 وحدة سكنية في غيلو، المحكمة العسكرية سمحت لسلطات الاحتلال بطرد/ هدم/ مصادرة/ اعتقال، جنود قاموا باعدام شاب بذريعة أنه قام بعملية طعن وهكذا دواليك. كل يوم. تقريبا في كل نشرة اخبار. في كل قناة فلسطينية للاخبار.

هذه التقارير هي تعذيب ايضا لسبب ثالث: هي لا تصل على الاطلاق لمن يجب عليه سماعها، أي الاسرائيليين اليهود. ولو من اجل أن تهدأ نفوسهم ويعرفون أن كل شيء تحت سيطرتنا. نظريا هذا ما كان يجب أن يكون مهمتنا نحن المراسلون، أن نملأ الشاشات والصفحات بتقارير عما يفعله جيش الشعب اليهودي، طوال الوقت، بدون توقف. ولكن الصحافة تحب الجديد، الغريب: “بصورة استثنائية، قاض عسكري أمر باطلاق سراح معتقل اداري”. “للمرة الاولى منذ 38 سنة تم نقل دونم من اراضي الدولة في الغور الى مناطق الحكم لقرية فلسطينية”، “ضبعان مريضان في حديقة الحيوانات في غزة حصلا من منسق اعمال الحكومة في المناطق على تصريح خروج من اجل تلقي العلاج”. كل الاخبار الاخرى هي اخبار تكرر نفسها، لذلك هي ليست أخبار.

هنا يأتي الفيس بوك ويضيف الألم على التعذيب مع تفاصيل خاصة به، ومن يفكر بالتهرب من العربية، جاءت تمار غولدشميدت من القدس وترجمت كلمة كلمة التقارير المحلية، وكذلك ترجمت الحادثة في مفترق تقوع في يوم الخميس. منذ عشرة ايام والجيش يغلق كل خروج من تقوع. بقيت طريق جانبية خطيرة تؤدي الى الشارع الرئيسي، التي تخطيطها موجود في يد اسرائيل، ليس فيها علامات مضاءة، وهكذا “المستوطنون يسافرون فيها بسرعة جنونية”،  (اسمح لنفسي بالاشارة الى أنهم ليسوا هم فقط). المعلمة سليمان قتلت والجنازة جرت في يوم الخميس، السكان يلقون بالمسؤولية عن موتها على الشارع، الشارع الخطير والاسرائيليون. الجنازة انتهت والشباب تظاهروا. ربما رشقوا الحجارة – ماذا سيقولون للسيادة الاسرائيلية، إنهم لم يعودوا يحتملون ذلك؟.

قوات حرس الحدود/ الجيش يعتقلون شاب ويكبلونه ويعصبون عينيه بقميص ابيض. هو يجلس مكبل على الارض. جندي يلبس خوذة ويصوب بندقيته نحوه. مشهد مهين، أرجله مكبلة، الشاب هو طالب في الثانوية. ما هذه الشجاعة؟ جندي يطلق النار عليه، ما هذه القسوة. فيلم وصور عرضت في الفيس بوك وهي تظهر المصاب، جندي مضمد يعالجه، جندي آخر يصوب بندقيته نحو امرأة تقترب. هي تدفع بشجاعة الجندي المسلح وتتقدم نحو المصاب. ما هذه الشجاعة؟ صراخ. رصاصة في الهواء. جندي يوجه مسدسه. السكان يتقدمون رغم ذلك. ما هذه الشجاعة؟ هم يرفعون المصاب الى سيارة تنقله للعلاج. وسكان القرية يتمنون له الشفاء السريع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى