ترجمات عبرية

شمريت مئير – الطريق الى صندوق الاقتراع تمر في غزة

يديعوت – مقال افتتاحي – 8/1/2019

بقلم: شمريت مئير

يتابع الفلسطينيون حملة الانتخابات في اسرائيل عن كثب. كل تغريدة عن صمت بني غانتس أو استطلاع مع آخر الانباء عن عدد مقاعد اورلي لي في أبقسيس يترجم في غضون دقائق قليلة الى العربية. يدور الحديث عن تقاليد طويلة السنين من الاهتمام باللعبة الديمقراطية الاسرائيلية، ولكن أيضا بالمعلومات  التكتيكية – فهم يفهمون بان ما كان نتنياهو قادرا على ان يدافع عنه في الايام العادية سيجد صعوبة في ان يدافع عنه في ذروة معركة الانتخابات. فلعبة التراشق المتوترة بين اسرائيل وحماس على حدود غزة مثلا، لم تعد مجرد موضوع امني ولا حتى سياسي، فهي موضوعا في لب الحملة.

غير ان الفلسطينيين يعيشون في ذروة صراع قوة سياسي داخلي بينهم وبين انفسهم، وصلت ذروته في الايام الاخيرة. فقد مل ابو مازن نهائيا  من مواصلة تمويل حكم حماس في غزة فقرر فك ارتباط من طرف واحد. ولنسمي هذا إرث شارون. المساعدة الخارجية للسلطة الفلسطينية، التي اعتمدت عليها ميزانيتها، تقلصت في السنوات الاخيرة، والمال الذي يذهب الى غزة يغرق في ثقب اسود من الميزانية والديمغرافيا الذي لا يساعده في شيء. بعد 11 سنة من سيطرة حماس على القطاع بالقوة، مقابل حكومة يمينية في اسرائيل، ادارة امريكية لا تفهم المسألة الفلسطينية بل وغير معنية بها على نحو خاص وحكام عرب يتسكعون مع نتنياهو علنا – قرر التنفيس عن احباطه على غزة الفقيرة والمضروبة وعمليا فك الارتباط عنها رسميا والاهم – اقتصاديا.

عندنا موضوع الدولة الفلسطينية، الذي كان في لباب النقاشي السياسي الاسرائيلي، اختفى عن الخطاب، وبقدر كبير بسبب غياب الشريك الفلسطيني. وخلف الامر فراغا في معسكر الوسط – اليسار يصعب عليه ملؤه. وبدلا من مبدأ الدولتين، الذي فقد مكانته، لم يوجد بديل بعد. الوضع في الجانب الفلسطيني مشابه: قلة قليلة جدا من الاشخاص في الساحة السياسية الفلسطينية لديهم الشجاعة لان يقولوا بصت عال وبالعربية – نحن نؤمن بالدولتين. خريطة فلسطين هي ذات الخريطة في مدارس حماس في غزة وفتح في الضفة. والتعويض المالي لمن ينفذ العمليات ضد الاسرائيليين – هو ذات التعويض. النقاش ليس جوهريا بل تكتيكي: كيف من الاصح التصرف تجاه اسرائيل في الطريق لتحرير فلسطين. وبشكل غريب وسخيف، وبالذات حين لا يكون هناك سبب مبدئي للانقسام – لا يوجد احتمال لاقامة دولة فلسطينية في حدود 1967، بحيث ان تقسيم البلاد ليس على جدول الاعمال، وفي حماس ايضا يسعون للوصول الى  نوع من الهدنة مع اسرائيل – الهوة بين فتح وحماس هائلة. بمعنى أنه صحيح حتى الان فان جذر الشرخ في الشعب الفلسطيني يرتبط في مواضيع الهوية الدينية والسياسية (الاخوان المسلمين مقابل كل الباقين) وفي الصراعات على الارض الاقليمية، المال والقوة.

لقد كانت فرضية عمل نتنياهو بان ينجح في شراء الهدوء حتى الانتخابات، وربما بعدها أيضا، من خلال المال القطري. غير أن الساحة الفلسطينية عديمة الراحة. بخلاف القادة عندنا، يعرف السنوار العدو بشكل مباشر، يتحدث لغته ولا يحتاج لترجمة كي يقرأ التعليقات على الانترنت. وهو يعرف بان فتيل الكابنت في زمن الانتخابات اقصر بقصير من جهة ومن جهة اخرى يعرف بانه  اذا كان نتنياهو فعل هذا القدر الكبير كي يمتنع عن حملة عسكرية في غزة – فيبدو أن لديه اسبابا وجيهة لذلك.

في الماضي، كلما ضغط ابو مازن على حماس كانوا “يتفجرون” علينا. وقد بدت مؤشرات العصبنة بوضوح في الايام الاخيرة. المال القطري لم يدخل بعد، نوع من العقاب، ولكن هذا الدرس الذي يلقن لحماس لن يغير الكثير اذا ما قلص ابو مازن بشكل دراماتيكي المساعدة التي ينقلها الى غزة في كل شهر. فـ 15 مليون دولار من القطريين لن تغطي على مئة مليون دولار من السلطة. غزة بدون ابو مازن ستصل الى افلاس تام.  والسؤال هو هل سنصل الى 9 نيسان دون أن نتوقف عند حملة في غزة على الطريق. في هذه اللحظة كل اسبوع هو تحد متجدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى