ترجمات عبرية

روغل الفر يكتب – لماذا بالذات ابراموفيتش يجعل نتنياهو يصاب بالجنون؟

بقلم: روغل الفر، هآرتس 21/4/2019

لماذا امنون ابراموفيتش يخرج بنيامين نتنياهو عن اطواره. نشرات الاخبار في قنوات البث الثلاثة وفي القناة 20 مليئة بالمقدمين والمحللين والمراسلين الكبار الذين يعبرون عن المواقف الواضحة للتحالف اليميني – الاصولي الذي يدير الدولة. سنذكر البارزين من بينهم: عميت سيغل، سيفان رهف يئير، عوفر حداد، يئير شاركي وروني دانييل (أنا أفترض أنه يتماهى اكثر مع ازرق ابيض، لكن لا يوجد له أي خلاف ايديولوجي هام مع ليكود نتنياهو) في “حداشوت 12″؛ وتسفي يحزقيلي وعكيفا نوفيك واييلا حسون في “حداشوت 13″؛ دوريا لمفلد (والتي سبقتها غيئولا ايفن – ساعر) وروعي شارون واريئيل سغييل وكلمان لبسكند ويارون ديكل وميخال شيمش من “كان 11″؛ يانون ميغل وشمعون ريكلين من القناة 20. لا ينقص كثيرون آخرون مثل عوديد بن عامي وداني كشمارو في حداشون 12 وسافي عوفاديا في حداشوت 13، الذين يتماهون بشكل أقل كيمين واضح، لكن لا يمكن تصنيفهم كيساريين. في قنوات البث بقي بالاجمال خمسة كهؤلاء، الذين هم خمسة اكثر من اللازم حسب الرأي المعتمد لنتنياهو: رفيف دروكر في حداشوت 13 واوهاد حامو وامنون ابراموفيتش وغي بيلغ وعراد نير في حداشوت 12. نير يسمع مواقفه الليبرالية من خلال قسم الاخبار الخارجية، وحامو الذي يقوم بأنسنة مصممة للفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال – لا يظهرون على رادار الاعلام المعادي لنتنياهو. بيلغ يعتبر مناويء لنتنياهو لأنه يعتبر ممثلا للنيابة والشرطة في متابعة ملفات الفساد لرئيس الحكومة. دروكر هو الشيطان منذ سنوات وبن كسبيت ايضا. نتنياهو كان سيكون سعيدا لو أنه تم اسكاتهم، لكنه أكثر فأكثر يوجه كراهيته العامة نحو ابراموفيتش الذي يحتل في عالم البرانويا الفاشي لنتنياهو المكان الذي يحتله عدو الشعب غولدشتاين في رواية “1984” لجورج اورويل.

ابراموفيتش هو الشخص الذي كان نتنياهو سيكون سعيدا لو حبس في غرفة 101، وكسره واستخراج اعتراف علني منه عن جرائمه ضد الشعب والزعيم المشهور. لو أنه شيطن خطاب نصره الاخير وقال إنه يهدده ووعد بأن لا ينسحب امامه. لقد اهتم بالاستهزاء منه في “تلفزيون الليكود”، مع محاكاة تمثيلية سخر من وجهه المحترق.

ما الذي يوجد في ابراموفيتش ويحوله الى انتقام لنتنياهو. هذا ليس أمر كمي: هو لم يتسبب له بضرر اكثر من دروكر. وبالتأكيد ليس اكثر من بيلد. ولكن ابراموفيتش يساوي خائن هي معادلة الـ 2+2= 5 لنتنياهو، التي اعترف ونستون سميث المتآمر أخيرا بصحتها بعد أن قامت الشرطة بقتله.

نتنياهو يعرف أن ابراموفيتش ليس خائن. ايضا ناخبيه يعرفون ذلك. ونتنياهو يعرف أنهم يعرفون ذلك. اليمين لم يتوقف عن أن يزيد البطولة في ساحة الحرب، الاستعداد للتضحية من اجل ارض اسرائيل. البطولة والتضحية لابراموفيتش منقوشة على وجهه وجسمه وهي تظهر في التلفزيون في كل مرة يتحدث فيها. من الواضح أنه حسب معايير نتنياهو نفسه فانه ربح الحق في التعبير عن رأيه في الديمقراطية غير المساواتية لاسرائيل.

هذه بالضبط هي المشكلة. وجه ابراموفيتش المحترق يميل الى أن يمنح شرعية وصلاحية لاقواله. ليس من الحكمة التحريض ضد دروكر الذي يبدو مثل شاب بوستر لليسار الاشكنازي صاحب الحظوة. ولكن ابراموفيتش كان البقرة المقدسة مثل المحكمة العليا.

لو كان بالامكان الصعود بجرافة “دي9” على امنون ابراموفيتش من اجل اهانته والتحريض ضده واقناع الناس بأنه عدو الشعب، لكان هذا سيكون أمرا ثوريا، والدليل السامي على أن الحقيقة هي فقط ما يقوله نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى