شؤون مكافحة الاٍرهاب

روان يونس: هل باكستان هدف طالبان القادم؟

روان يونس 7-01-2023: هل باكستان هدف طالبان القادم؟

تعرضت باكستان في الآونة الأخيرة لسلسلة من التفجيرات وأعمال العنف المختلفة والتي طالت العناصر الأمنية على وجه التحديد، ما انعكس على الأوضاع المعيشية والاقتصادية في باكستان، التي تشهد تدهوراً ملحوظاً، صاحبه العديد من التخوفات حول مستقبل باكستان.

وبدأت تعم الفوضى في أرجاء الدولة الباكستانية على إثر عمليات جماعات مسلحة في باكستان حيث أعلنت حركة طالبان في الباكستان عن قتل 446 عنصراَ من الجيش الباكستاني خلال عام 2022 وهذا ما أثار تخوفات الحكومة الباكستانية من تكرار سيناريو ما حدث في أفغانستان في اغسطس 2021 والذي أعلنت فيه حركة طالبان السيطرة الكاملة على أفغانستان بعد انهيار الحكومة الأفغانية.

وردا على هذا التصعيد قامت الحكومة الباكستانية بعدد من العمليات العسكرية التي استهدفت الجماعات المسلحة ، وأعلنت عن قتل العديد من المسلحين والمتسببين في اعمال العنف.

وصرح وزير الداخلية الباكستانية “رانا ثناء الله”، عن عقد محادثات بين الحكومة الباكستانية وطالبان في افغانستان حول الجماعات المسلحة التابعة لطالبان الباكستانية التي تتواجد في افغانستان، وأن هناك احتمالية لتوغل عسكري للقوات الباكستانية للأراضي الأفغانية، للقضاء على القيادات التابعة لطالبان الباكستانية، التي تقوم بتنظيم الهجمات على العناصر الأمنية في باكستان.

كما أعلن مجلس الأمن الوطني الباكستاني، أن باكستان ستسعى بشتى الطرق للقضاء على الجماعات المسلحة التابعة لطالبان، وكل من يهدد أمنها وأمن أراضيها وكل من يوفر الحماية والأمان لهذه الجماعات، وأن ردة الفعل من الممكن أن تتطور وتصل الى حد التدخل العسكري والتعدي على الأراضي الأفغانية.

ومن جهته صرح المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية “ذبيح الله مجاهد”: أن أصابع الاتهام التي توجهها باكستان ليس لها أساس وأن خيار المحادثات السلمية موجود أيضا وعلى باكستان أن تختار ما بين الحل أو الحرب، وان لدينا القدرة الكافية للتصدي لأي توغل باكستاني عسكري محتمل وأننا على دراية كاملة بكيفية الوقوف في وجه التعديات الباكستانية للحفاظ على سيادة أراضينا”.

وقد أورد المحلل الأمني الأفغاني “أسد الله نديم” في تحليل للأوضاع الامنية بين افغانستان و باكستان، بأن هناك احتمالية قد تلجأ فيها باكستان لشن عدد من الغارات بواسطة طائرات من دون طيار وتستهدف عدة أماكن، و أوضح أن لطالبان الافغانية نفوذ في باكستان من الممكن أن تستغل هذه الثغرات و ترد على باكستان من خلالها.

واعادت خُطوات طالبان الباكستانية الى الذاكرة لما حدث في افغانستان حيث أعلنت في اواخر العام 2022 بتشكيل هياكل حكومية جديدة من وزراء وحكام الأقاليم و التعامل مع الحركة على أنها دولة كاملة متكاملة ذات بناء و هيكل و أدوار مُوزعة و خطط تهيئيه لحكم طالبان في باكستان. وان هذه الخطوات أثارت غضب جماهيري عارم في الأراضي الباكستانية حيث أقُيمت تظاهرات للمواطنين الباكستانيين يطالبون الحكومة باتخاذ إجراءات صارمة للحد من التصرفات التي تقوم بها طالبان التي تنذر باقتراب سيطرة طالبان على الحكم في باكستان.

ومن الجدير بالذكر ان طالبان الباكستانية اشتد ساعدها بعد سيطرة “طالبان” على الحكم في أفغانستان، وأصبح لها مراكز تدريب قوية ومواقع متواجدة في كلاً من الأراضي الباكستانية والأراضي الأفغانية، بالإضافة الى الدعم الذي قدمتها طالبان الافغانية لطالبان الباكستانية.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى