أقلام وأراء

د. محمد السعيد إدريس: مفاجأة انتخابية غير سارة لبايدن

د. محمد السعيد إدريس 7-7-2023: مفاجأة انتخابية غير سارة لبايدن

كشف أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة «إن. بي. سي نيوز» الإخبارية الأمريكية، عن مفاجأتين مثيرتين الأولى أن الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، هما الأوفر حظاً بنيل ترشيح الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر عام 2024 القادم، رغم الاتهامات التي تلاحق هذين الرئيسين سواء من داخل الكونغرس على نحو ما يحدث الآن بالنسبة للرئيس بايدن إلى جانب الاتهامات الصحفية الآخذة في التصاعد، وعلى نحو ما يحدث من ملاحقات قضائية متعددة للرئيس السابق ترامب. أما المفاجأة الثانية فهي تقدم بايدن على ترامب في هذا الاستطلاع حيث حصل بايدن على دعم 49% في استطلاع الناخبين في حين حصل ترامب على 45% في الاستطلاع الذي نشر يوم الأحد 26 يونيو/ حزيران الماضي.

 الأمر اللافت أن هذه النتيجة نشرت بعد يومين فقط من مصادقة الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي على إجراءات أولية لعزل الرئيس بايدن واتهامه بإساءة استخدام السلطة والتقصير في أداء واجبه كرئيس للولايات المتحدة. فقد تم تمرير مشروع قانون للبدء في التحقيق بمزاعم المخالفات ضد الرئيس الديمقراطي وعائلته، وإحالة تلك الاتهامات إلى لجنتي الأمن الداخلي والقضاء التابعتين لمجلس النواب.

مفاجأة غير سارة للرئيس بايدن الذي كان يعتقد أن الملاحقات القضائية التي تجري بحق ترامب ستحول دون حصول الأخير على دعم الحزب الجمهوري، في الترشح للعملية التي تجري عادة في شهر مارس(آذار) قبل ثمانية أشهر من إجراء الانتخابات، وأن الفرصة أضحت مواتية أمامه لخوض انتخابات تجديد لولاية ثانية دون إزعاج.

 بايدن لا يواجه الآن صدمة أن ترامب هو المرشح الأوفر حظاً لدى الجمهوريين، رغم كل ما يتعرض له من ملاحقات واحتمالات للمحاكمة على الأخص بسبب عشرات التهم المتعلقة بإساءة التعامل مع وثائق حكومية سرية، فضلاً عن التهم الأخلاقية، الصدمة الثانية هي الأهم والأخطر، ففتح التصويت في مجلس النواب لمحاكمة بايدن تعني أنه سيخوض الانتخابات وهو ملاحق كما هو حال غريمه ترامب في انتخابات غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، لها دلالات شديدة الأهمية بالنسبة لمردودها القيمي والأخلاقي من ناحية، وللعجز الذي يلاحق كبرى المؤسسات الأمريكية الحاكمة وهي الرئاسة إذا سارت الأمور على ما هي عليه وجرى ترشيح كل من بايدن وترامب للانتخابات، حيث تلاحقهما الاتهامات.

 كان الرئيس بايدن يتصور أنه يواجه فقط عقبة السنّ ومن ثم ضعف الكفاءة الذهنية. فقد دافع بايدن عن نفسه في مواجهة المخاوف والشكوك بشأن عمره، معترفاً، في أول مقابلة مع محطة تليفزيونية أمريكية مساء الجمعة (5-5-2023) بعد ترشحه لولاية ثانية، بأنه سيكون أكبر رئيس في التاريخ الأمريكي في حال أعيد انتخابه عام 2024. ورداً على سؤال عن السبب الذي يدفع برجل يبلغ عمره 80 عاماً، إلى الاستمرار في شغل المنصب في حين أن معظم الشركات الكبرى، لا تبحث عن رئيس تنفيذي في هذا العمر، فرد قائلاً «لأنني اكتسبت قدراً كبيراً من الحكمة وأعرف أكثر من الغالبية العظمى من الناس.. أنا أكثر خبرة من أي شخص يعمل في البيت الأبيض، وأعتقد أنني أثبت أنني مشرف وفعال أيضاً». الأمر مختلف كثيراً الآن في ظل مشروع القانون المعروض الآن على مجلس النواب لعزل الرئيس، وفي ظل تفاقم حملة الاتهامات ضده وانعكاساتها على فرص حصوله على دعم الحزب الديمقراطي كمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية في ظل وجود بديل منافس وقوي هو روبرت كنيدي ابن السيناتور الراحل روبرت كنيدي شقيق الرئيس الأسبق جون كنيدي.

 أبرز الاتهامات التي توجه الآن للرئيس بايدن خاصة من جانب المتطرفين من الجمهوريين داخل الكونغرس، تتعلق بابنه هانتر وعدد من أفراد العائلة وشركاء لهم، بتهم تلقّي نحو عشرة ملايين دولار من شركات أجنبية في صفقات غامضة، خاصة عندما كان بايدن نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما، لكن الرئيس بايدن تحمس لمواجهة هذه الاتهامات ودافع عن ابنه وقال «ابني لم يرتكب أي خطأ وأنا واثق من ذلك»، لكن بعد تحول الاتهامات إلى مطالب داخل الكونغرس بعزل بايدن فإن الأمر سيتغير كثيراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى