دراسات وتقارير خاصة بالمركز

دلالات تجميد صفقات الأسلحة الروسية إلى الجزائر


 مركز الناطور للدراسات والابحاث

العناصـــــــــــر

  1. القرار الجزائري بتجميد شراء الأسلحة الروسية.
  2. الدوافع الجزائرية من وراء هذا القرار: تردي نوعية طائرات الميج المسلمة إلى الجزائر، إخفاق الأسلحة الروسية في حرب الناتو على ليبيا، وجود أنظمة إسرائيلية في منظومة التحكم بطائرات السوخوي30.
  3. هل تتحول الجزائر إلى مصادر تسليح أخرى؟
  4. الجزائر وصفقات روسية بمليارات الدولارات.
  5. الأسلحة التي حصلت عليها الجزائر في نطاق هذه الصفقات.
  6. الصفقات الروسية والإخلال بالتوازن الإستراتيجي في منطقة المغرب العربي، مجموعة شهادات من قبل خبراء ومراكز بحوث إستراتيجية.
  7. الصفقات تصعّد من سقف سباق التسلح في منطقة المغرب العربي

المصادر والملحق.

دلالات تجميد صفقات الأسلحة الروسية إلى الجزائر

قرار الجزائر بتجميد إبرام صفقات لشراء الأسلحة من روسيا يتوقع صدوره على ضوء التقرير الفني الذي سيضعه من قبل فريق من الفنيين والخبراء الجزائريين.

مثل هذا القرار في حالة اتخاذه سيمثل تطورا بالغ الدلالات على العلاقات العسكرية بين الجزائر وروسيا الاتحادية المستمرة منذ استقلال الجزائر عام 1962 في عهدين (السوفيتي والعهد الحالي).

ويشير الخبير العسكري المتخصص في شؤون الطيران ومنظومات الدفاع الجوي والذي درس في الاتحاد السوفييتي السابق وهو اللواء المتقاعد حسن القرماني أن هذا القرار الجزائري بتجميد محتمل لعقد صفقات الأسلحة يجيء في وقت ليس لمصلحة روسيا.

ويبدو حسب اللواء القرماني أن القرار جاء على خلفية مجموعة من الاعتبارات والأسباب أهمها:

الأول: إخفاق الأسلحة الروسية وعلى الأخص طائرات سوخوي والميج ومنظومات الدفاع الجوي في أدائها وفاعليتها في ليبيا على ضوء المعارك التي اندلعت في نطاق حرب شمال الأطلسي.

هذا الإخفاق كان من نصيب منظومة الرادار التابعة للدفاع الجوي الليبي وأداء منظومات الأسلحة الأخرى وعلى الأخص طائرات السوخوي ومنظومات الدفاع الجوي.

تقييم هذا الأداء من قبل متخصصين  وخبراء جزائريين في أسلحة الجو ومنظومة الدفاع الجوي خلصوا إلى تأكيد هذا الإخفاق والفشل في مواجهة الحرب ضد طائرات حلف الناتو، النتيجة أن هذا التقييم حرب ليبيا كان محك لاختبار فعالية الأسلحة الروسية وكفاءتها.

هذا الإخفاق لمنظومات الأسلحة الروسية وعلى الأخص الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي في اعتراض طائرات الناتو وعدم إسقاط طائرة واحدة كان محل تداول وتدارس من قبل أدبيات عسكرية متخصصة في شؤون الطيران ومن بين هذه الأدبيات إيرفورس الشهرية في عددها لشهر فبراير ومجلة إيشن ويك ومجلة الطيران الإسرائيلية بتاؤون حيل هاأفير ومجلة جانس ومجلة بييعاف المتخصصة في شؤون الطيران والفضاء.

الثاني: خلل ظهر في الطائرات الروسية وعلى الأخص الميج 29 تسلمتها الجزائر عام 2007 وعددها 15 طائرة تمت إعادتها إلى روسيا عام 2008 بسبب تردي نوعيتها ولأنها دون مستوى التوقعات والمواصفات.

روسيا ومن خلال شركة الصناعات الجوية الروسية الموحدة أبرمت اتفاقا مع مسؤولين من القوات الجوية الجزائرية ومكتب الاتحاد الروسي للتعاون العسكري والتقني عرضت تقديم طرازات بديلة ميج 29 أم2 وميج35 بدلا من الطائرات التي تمت إعادتها.

الثالث: اكتشاف مكونات إسرائيلية وعلى الأخص منظومات جوية من إنتاج شركة إلبيت المتخصصة في المنظومات الإلكترونية الحواسيب والرادارات ومنظومات التوجيه.

الجزائر من جانبها طلبت من السلطات الروسية توضيحا بشأن المنظومات المنصوبة في الدفعة الأولى من طائرات السوخوي التي تسلمتها من روسيا عام 2009، هذه المكونات أثارت بواعث القلق لدى القوات الجوية الجزائرية لكون مركز السيطرة والتحكم الحاسوبي والذي يمثل عصب طائرات السوخوي من طراز 30 أم كي يستند إلى التقنيات الإسرائيلية ويتداخل رقميا مع منظومة إلتا 8200 ومنظومات إلبيت

ويعلق الخبير العسكري اللواء حسن القرماني على هذا الأمر مبينا خطورته بالنسبة للطائرات المزودة بهذه المنظومات في حالة شن حرب إلكترونية.

ويشير إلى ما أوردته مجلة إيرفورس البريطانية الشهرية إلى أن اكتشاف المنظومات الإسرائيلية في الطائرات الروسية ستكون له تداعيات بعيدة الأثر، نتيجة لهذه المنظومات الإسرائيلية المدمجة في أنظمة الأقمار الصناعية.

هل تتحول الجزائر إلى مصادر تسليح أخرى؟

وفق مصادر متخصصة في شؤون التسليح ومنها مجلة إيشن ويك وجانس ومجلة إيرفروس ومراكز أبحاث عسكرية فإن الجزائر تعتزم طرح مناقصة لشراء ستين طائرة مقاتلة جديدة استثنيت منها روسيا، والمصادر التي قد يتم التعاطي معها للحصول على هذه المقاتلات هي بريطانيا فرنسا أو الولايات المتحدة.

في هذا السياق ينبغي الإشارة إلى أن الجزائر سبق لها أن تقدمت بطلب لشراء طائرات أمريكية من طراز F16 منذ عام 2006، لكن الكونغرس لم يوافق على تزويد الجزائر بهذا النوع من الطائرات رغم أنه زود المغرب بها.

ولا تستبعد تقارير أمريكية أن يكون موضوع صفقة الطائرات F16 التي طلبتها الجزائر قد أثيرت خلال زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى الجزائر يوم السبت 25 فبراير مع كبار المسؤولين الجزائريين وعلى رأسهم الرئيس بوتفليقة.

ويؤكد الخبير العسكري العميد المهندس المتقاعد أكرم حسين المقيم في الولايات المتحدة استنادا إلى تقارير أمريكية أظهرت أن وزير الدفاع ليون بانيتا لا يمانع في إتمام صفقة الطائرات مع الجزائر وأن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما قد يوافق على هذه الصفقة إذا ما عاد إلى البيت الأبيض لولاية أخرى، لكنه من ناحية أخرى يبادر إلى لتأكيد على وجود معارضة قوية داخل الكونغرس لتزويد الجزائر بهذا النوع من الطائرات إما من قبل جماعات الضغط الصهيوني أو الأعضاء الموالين لإسرائيل .

وهناك مجموعات أخرى من الكونغرس يعارضون انطلاقا من تخوف في أن تؤول هذه الطائرات في المستقبل إلى نظام معادي للغرب وللولايات المتحدة تحديدا.

ويذكر هؤلاء بأن السعودية رغم أنها حليف إستراتيجي للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية 1945 إلا أن كثيرا من التحفظات تثار على صفقات الأسلحة معها.

الجزائر وصفقات روسية بمليارات الدولارات

النظر إلى معطيات صفقات الأسلحة التي أبرمت بين الجزائر وروسيا الاتحادية في القرن الحادي والعشرين أي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 يعني إلى حد كبير في إلى الأيام بالإلمام بالصورة الكاملة لهذه الصفقات ونوعها وبالتالي العلاقات العسكرية بين الطرفين.

وبادئ ذي بدء فقد وقعت هذه الصفقات في مناسبتين:

الأولى كانت الزيارة التي قام بها رئيس أركان الجيش الجزائري اللواء صالح قايد أواخر شهر آذار (مارس) 2005 واجتماعه برئيس الأركان الروسي الجنرال (يوري بالويفسكي).

أمّا المناسبة الثانية فهي زيارة الرئيس الروسي السابق ورئيس الحكومة الحالي  (فلاديمير بوتين) للجزائر في مارس 2006 وإبرام صفقة بقيمة (07) مليار دولار ، وهنا أيضا تمّ إبرام صفقات أخرى لترفع من قيمتها إلى (11) مليار دولار.

لا بدّ بادئ ذي بدء من التأكيد أنّ الجزائر ارتبطت بعلاقات تعاون في المجال العسكري مع الاتحاد السوفيتي السابق منذ عام 1962 أي منذ الاستقلال، ثمّ تواصلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقيام روسيا الاتحادية، ومن هنا فإنّ روسيا ظلّت المصدر الرئيسي لتسليح القوات المسلحة الجزائرية، وعلى الرغم من التحسن الملحوظ في العلاقات الجزائرية الأمريكية إلا أنّ الولايات المتحدة لم تبد أية رغبة في التجاوب مع أية طلبات جزائرية سابقة للحصول على منظومات قتالية متطورة وقصر توريد هذه المنظومات على المغرب وتونس.

الأسلحة التي حصلت عليها الجزائر في نطاق هذه الصفقات

المصادر التي تعاملت مع معطيات الصفقة كثيرة ومتعددة بعضها مصادر استخباراتية ومراكز بحوث إستراتيجية أو خبراء إستراتيجيين روس وغربيين وحتى من دول مغاربية، من الطبيعي أن تتقارب الرؤى والتحليلات والاستنتاجات التي انتهت إليها هذه الأوساط وهؤلاء الخبراء، لكنّ ما يهمّنا هنا أوّلا أن نعرض لمعطيات الصفقة أي ما اشتملت عليه من مكونات ثمّ ننتقل بعد ذلك للحديث عن التقييمات المختلفة للصفقة وتداعياتها على التوازن الإستراتيجي في المنطقة.

من الأهمية أن يشار إلى أنّ الجزائر وروسيا كانتا قد توصلتا إلى صفقة بقيمة 8.2 مليار دولار في سنة 2004، وقد شملت الصفقة تزويد الجزائر بطائرات قتالية وطائرات تدريب أي تزويدها بـ 42 طائرة من طراز ميج تي أم أس 29 متعددة المهام وذات مقعد واحد، كما تضمنت الصفقة تزويد الجزائر بطائرات تدريب طراز تي بي يو 29 ذات المقعدين.

والملاحظ أنّ العقد اشتمل أيضا على أن تتولى روسيا إعادة تحسين وتحديث 63 طائرة من طراز ميج 29 سي 29 تمّ ابتياعها خلال الفترة 1999-2001 من روسيا البيضاء إلى جانب 28 طائرة من روسيا الاتحادية.

هذه الصفقة–كما يشير الخبير الروسي في الشؤون العسكرية الذي سبق له العمل في عدد من الدول العربية (العراق ومصر والسعودية) (باسيلي كوزنتسوف) واستنادا إلى مصادر روسية فقد اشتملت على:

أولا: الطائرات المقاتلة والقاذفة وطائرات النقل:

       36 مقاتلة ميج 29 س م ت

       28 طائرة سوخوي 30 م.ك

       14 طائرة تدريب طراز ياك 13

       طائرات النقل انتينوف و30 طائرة مروحية من طراز مي الأكثر تطورا.

وفي نطاق هذه الصفقة أيضا حصلت الجزائر على عدة منظومات صواريخ مضادة للجو وللصواريخ SA300 BMG، ومعروف أنّ هذه المنظومة وخاصة S300P المضادة للجو بعيدة المدى وطوّرت عام 1980 وطوّرت منها سلسلة من الطرازات مثل S300F البحري، والمنظومة مزودة بمنظومة رادار القادرة على اكتشاف الهدف عن بعد 38 كيلومتر ومداه (52) كيلومتر وسرعته القصوى تصل إلى 1167 متر/ الثانية، والنموذج المطور لهذه المنظومة S300PMU-2 يتميز بتزوده بأجهزة كمبيوتر فائقة التطور وبمقدوره رصد الهدف في أية وضعية مناورة.

ويقول اللواء حسن القرماني قائد الدفاع الجوي المصري سابقا الذي درس في الاتحاد السوفيتي أنّ المنظومة زوّدت بمنظومة توجيه دقيقة عن طريق تلقيم حاسوب الرادار بالمعلومات وجهاز استشعار موجه للصاروخ، ويخلص في تقييمه لهذه المنظومة إلى القول بأنّها أفضل منظومة مضادة للجو وأكثرها حداثة وإن كانت المنظومة الأحدث تريومف SA400 أكثر تطورا.

ثانيا:الأسلحة البرية: اشتملت الصفقة كذلك الحصول على منظومات قتالية متطورة تشمل:

300 دبابة من طراز تي 90س التي تعتبر من أحدث الدروع في ترسانة الدروع القتالية الروسية، وهذه الطرازات تفوق الدبابات الأمريكية من طراز أبرامز كفاءة.

كما شملت الصفقة مجموعة من الصواريخ المتعددة الأهداف فائقة الدقة سواء التي تطلق من الطائرات أو القطع البحرية أو قواعد للانطلاق ويصل مداها إلى 80 كيلومتر، هذا إضافة إلى صواريخ تطلق من آليات مزودة بأجهزة رادار أو تحمل على الكتف أو تطلق من عربات خفيفة وهي من نوع ميتيس وكورفيت المضادة للدروع، وحسب تقارير وردت من روسيا فقد اشتملت الصفقة أيضا على اتفاق مع هيئة الفضاء الروسية يقضي بإطلاق قمر صناعي جزائري للرصد على غرار القمر الصناعي الإيراني الذي أطلق من روسيا.

تقييم الخبراء لكفاءة بعض الأسلحة

طائرة السوخوي30: من وجهة نظر الخبراء في شؤون الطيران ومن بينهم الجنرال الأمريكي هال همبورغ قائد المعارك الجوية والجنرال (حائيم شكيدي) قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق واللواء الطيار المتقاعد ممدوح خليفة فإنّ طائرة السوخوي30 هي نسخة معدّلة من السوخوي27، ويضيف هؤلاء أنّ كفاءتها القتالية تضاهي كفاءة طائرة F16 الأمريكية وميراج2000 الفرنسية، هذا مع أنّ روسيا طوّرت طرازات جديدة من السوخوي مثل طراز السوخوي 34 والتي تعتبر من أحدث المقاتلات وخاصة في الحرب ضد الدروع، أمّا السوخوي37 فهي أكثر أنواع الطائرات المقاتلة الروسية تطورا من عدة نواحي:

  من ناحية التسليح إذ تحمل 14 صاروخا جو- جو وحمولة تصل إلى (08) أطنان من المعدّات ومن ضمنها صواريخ جو- أرض وقذائف، هذا بالإضافة إلى تزويدها برشاش عيار 30مم وبمعدل إطلاق يصل إلى 1500 طلقة/دقيقة.

 تعمل في جميع الظروف الجوية وتتميز بكفاءة فائقة في مجال المناورة والتي يصعب توافرها في طائرات قتالية أخرى.

       قادرة على حمل صاروخ بعيد المدى من طراز R77 والذي يبلغ مداه 150 كيلومتر وهو يلاحق الهدف بسرعته، هذا إضافة إلى صواريخ جو-أرض 37 صاروخ طراز KH-25 الذي يطلق عليه حلف الناتو اسم AS-15Kedge القصير المدى وصاروخ KH-29 المصنف في الناتو AS-14.

       زودت الطائرة بنظام NO-11M المعتمد على الدوبلر والذي يقوم بمهمة الرادار.

       إمكانية تزويد الطائرة بالوقود في الجو (الإرضاع الجوي) ممّا يزيد من مدى عملها وبقائها لفترة أطول في الجو.

هل بمقدور هذه الصفقات الإخلال بالتوازن الإستراتيجي

في منطقة المغرب العربي؟

نستطيع ارتكانا إلى ما ذهب إليه الخبراء في الشؤون الإستراتيجية وخاصة من الغربيين القول أنّ الصفقة أثارت هواجس لدى بعض دول المغرب العربي مثل المغرب وليبيا في عهد القذافي، والمجال هنا لا يتسع للتطرق إلى سلسلة من التحليلات والرؤى والتقييمات التي صدرت بعد إبرام الصفقة عام 2006، ولكنّنا سنحاول أن نجمل أهم هذه التحليلات وخاصة التي صدرت عن مراكز البحوث الإستراتيجية.

–      “أنّ الصفقة الجزائرية الروسية التي أتاحت للجزائر الحصول على منظومات قتالية إستراتيجية السوخوي 30 ومنظومة SA300PMU والدبابة تي 90س وسلّة من الصواريخ قلبت الميزان الإستراتيجي لصالح الجزائر بعد أن كان يميل لصالح المغرب، أمّا ليبيا آنذاك  فأصبحت خارج المعادلة”.

خبراء من مركز الهيريتاج فاونداشين/ واشنطن الولايات المتحدة.

–      “حصول الجزائر على منظومات قتالية روسية متطورة لم تحصل عليها أية دولة في الشرق الأوسط –باستثناء الهند- لا بدّ وأن تؤثّر على ميزان القوى في المنطقة وسيقلبه لصالح الجزائر، كما أنّه سيعبّد الطريق أمام سباق محموم على التسلح على غرار ما كان يحدث بين العراق ودول الخليج في السبعينات من القرن الماضي”.

مركز الدراسات الديبلوماسية والإستراتيجية باريس/ نهاية شهر آذار (مارس) 2006.

********

–      “تستغل الجزائر القفزة الهائلة من عائداتها من النفط والغاز لتعظيم قدراتها العسكرية حتى تصبح القوة الإقليمية الأكثر تأثيرا على مجريات الأوضاع في دول المغرب العربي وارتفاع هذه العائدات ووجود الفائض المادي يدفع الجزائر إلى عقد صفقات السلاح من مصادر متعددة لأنّ مصدري السلاح يتهافتون على الصفقات، لكنّ الصفقة الروسية الجزائرية تظلّ أهم هذه الصفقات لأنّها ستحدث نقلة نوعية في منظومة التسليح الجزائرية”.

المعهد البريطاني للدراسات الإستراتيجية/ شهر أبريل (نيسان) 2006.

–      “إذا ما قمنا بالتحقق من معطيات القدرات العسكرية لدول شمال إفريقيا فسنجد أنّ الجزائر بعد إبرام عدّة صفقات مع روسيا ستكون في موقع الصدارة على صعيد التسلح، فليبيا مثلا التي كانت تمتلك (2200) دبابة طرازات تي 55 و62و72 لم يعد لديها سوى (500) دبابة صالحة للخدمة، كما أنّ طائراتها من طراز ميج 21 و23 والسوخوي20 و22 و24 قد تقادمت ولم يعد لديها سوى (150) طائرة ذات جاهزية عملياتية.والمغرب الذي يعتمد في تسليحه على الولايات المتحدة وفرنسا لم يتسلم حتى الآن منظومات قتالية مثل F16 والأباتشي”.

شاي فيلدمان/ مركز الدراسات الإستراتيجية بجماعة تل أبيب/ شهر أبريل (نيسان) 2006.

الصفقات الجزائرية تصعّد من سقف سباق التسلح

في منطقة المغرب العربي

مأزق المقاربة الغربية والإسرائيلية إزاء الصفقة سياسي لأنّ هدفها المنشود هو أن تتوهنا في ردود فعل خاطئة، والدليل أنّ الأوساط الغربية وأوساط المحللين الإستراتيجيين الغربيين كما لمسنا ولاحظنا في تحليلاتهم تعمّدت الحديث عن أبعاد وتداعيات هذه الصفقة على دول المغرب العربي وكأنّ هذه الدول متداخلة أو مشتبكة في صراع مسلّح.

وحين تتحدث هذه الأوساط عن أنّ هذه الصفقات ستشعل فتيل سباق غير معهود على التسلح في المنطقة فإنّ ذلك لا بدّ وأن يستدعي إلى الأذهان أنّ هناك أطرافا خارجية تجد مصلحة في إشعال فتيل صراع مسلّح.

كما أشارت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أنّ المغرب نقل إلى المسؤولين في الإدارة الأمريكية مخاوفه من تداعيات تعظيم القدرات العسكرية الجزائرية على “الأمن والسلام” في شمال إفريقيا.

الخلاصة:

في كل الأحوال من غير المنطقي توقع أن تتوقف الجزائر عن الحصول على أسلحة روسيا وعلى الأخص منظومات الأسلحة الأخرى غير الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي مثل  الدبابات تي 90س التي تعتبر أفضل دبابة في العالم ولا عن القطع البحرية والصواريخ البحرية وكذلك صواريخ أرض-أر ض بالإضافة إلى منظومات الدفاع الجوية المتطورة  SA300 التي تعتبر أفضل منظومة للدفاع الجوي بسبب مداها الكبير وفاعليتها.

يضاف إلى ذلك أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تضع شروطا قاسية ومقيدة في أية صفقة تبرمها حتى مع الدول الصديقة والشريكة لها مثل مصر ودول الخليج والأردن. هذه الشروط ليست مقصورة فقط على استخدام هذا السلاح وإنما أيضا هي تحدد نوع هذا السلاح وكمية العتاد.

من المعروف أن الولايات المتحدة تزود إسرائيل بطرازات من الطائرات والدبابات ووسائل الدفاع الجوي لا تنقل إلى أية دولة أخرى حتى دول الأعضاء في حلف الناتو الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.

المصادر:

  1. اللواء حسن القرماني/ تقرير خاص حول كفاءة منظومات الدفاع الجوي الروسية من طراز SA300 وSA400 وكذلك الصواريخ جو أرض.
  2. الخبير العسكري الدكتور محمد حسين هيبي/ تقرير خاص حول كفاءة الطائرات الروسية من طراز الميج 29&30 والسوخوي 30&34 و37 ومقارنتها بكفاءة الطائرات الأمريكية والفرنسية.
  3. اللواء عثمان كامل/ خبير في شؤون الدروع، واللواء المتقاعد الطيار ممدوح عطية/ تقييم لمنظومات الأسلحة الجوية والبرية والصاروخية.
  4. الباحث الإستراتيجي الإسرائيلي العميد المتقاعد دوف تمري من معهد الأبحاث العسكرية التابع لرئاسة الأركان/ مقابلة حول الصفقة الروسية الجزائرية من قبل المحررة العسكرية في إذاعة الجيش الإسرائيلي (كارميلا مناشيه) في 30/03/2006.
  5. أنتوني ليك/ حديث في إذاعة NBE الأمريكية.
  6. مجلة إيرفروس البريطانية عدد شهر فبراير 2012.
  7. مجلة بتاؤون حيل هاأفير الإسرائيلية يناير 2012.
  8. الباحث عمر ياسر محمود/ قراءة وتحليل لما صدر عن مراكز البحوث الإستراتيجية الأوروبية وخاصة الفرنسية والبلجيكية والسويدية والإيطالية والإسبانية عن الصفقة.

ملحق:

طائرة الميج MIG-29 /-30 /-33 و تعرف لدى حلف الناتو بـ FULCRUM

أول رحلة لها كان في 6 تشرين الأول (أكتوبر) 1977

الطراز MiG-29UBT ظهر في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 1998 ودخلت الخدمة في نفس العام.

الطاقم: طيار واحد

الأطوال

الطول 56.83 قدم / ما يعادل 17.32 متر

عرض الأجنحة 37.29 قدم / ما يعادل 11.36 متر

الارتفاع 15.54 قدم / ما يعادل 4.73 متر

مسطح الجناح 408 قدم مربع / ما يعادل 38 متر مربع

الأوزان

وزن الطائرة وهي فارغة يقدر 10.900 رطل / ما يعادل 24.030 كج

الوزن العادي للمهام 15.240 رطل / ما يعادل 33.600 كج

الوزن الأقصى عند الإقلاع 18.500 رطل / ما يعادل 40785 كج

الدول التي تمتلك هذه الطائرة

روسيا 600 طائرة

الجزائر 30 طائرة

بنجلادش 8 طائرات

روسيا البيضاء 50 طائرة

بلغاريا 20 طائرة

كوبا 18 طائرة

إرتريا 5 طائرات

ألمانيا 23 طائرة

بلغاريا 21 طائرة

الهنـد 70 طائرة مع إمكانيات التطوير و التعديل وتم التعاقد على عدد 16 طائرة من طراز MiG-29Ks سوف تدخل الخدمة بين الأعوام 2006 و 2009

إيران 35 طائرة

كازخستان 40 طائرة

ماليزيا 16 طائرة

ميانيمار (بورما سابقا)  10طائرات

كوريا الشمالية 35 طائرة

البيرو 18 طائرة

بولندا 18 طائرة

رومانيا 15 طائرة

سلوفاكيا 23 طائرة

سوريا 50 طائرة

السودان 10 طائرات وفي أغسطس 2004 أعلنت رئاسة الأركان السودانية أنها طلبت عدد 12 طائرة جديد من نفس الطراز

تركمانستان 20 طائرة

أكرانيا 220 طائرة

أوزبكستان 30 طائرة

اليمن 24 طائرة ، تحطمت واحدة منها في 3-7-2005

تعتبر المقاتلة( ميج29) روسية الصنع من نتائج الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي و الغربي وسباق التسلح الذي كان يدور بينهما وهي طائرة مقاتلة ذات مهمات دفاعية صنعت ردا على الجيل الجديد من المقاتلات الغربية من طراز( ف15) و(ف16) و(ميراج)وقد أظهرت( الميج29 ) مزايا فضلى فكتبت صحيفة “الغارديان “البريطانية:الميج الروسية تفوقت في العرض الجوي على منافستها عندما قامت بإجراء مناورة الحلقة بالجو ثم الإرتفاع عموديا والوقوف بالجو ثم القيام بالهز الجرسي للمؤخرة. أمّا مجلة “فلايت انترناشينال” اعتبرت الهز الجرسي للمؤخرة مناورة تستطيع الطائرة فيها ان تضلل العدو عندما ترتفع عموديا وتقف بالجو مدة ثوان من دون حراك مما يجعلها تختفي عن شاشات رادار العدو.

التصميم: إن الناحية الأكثر إثارة في تصميم طائرة (ميج29) هو نظام التحكم في امتصاص الهواء الذي يغلق مجاري الدخول الرئسية عند الإقلاع و الهبوط لتجنب إمكانية دخول أجسام غريبة وتمتص المحركات خلال هذا الوقت عبر سلسلة من الشقوق جانبية موزعة في السطح العلوي من إمتدادات العميقة للحافة الامامية في أعلى الجناح .لاتزيد مسافة إقلاع( ميج –29) عن( 240 مترا) بوزن مفترض يبلغ( 15,240 كم) ولكن قصر مجموعة عجلات الهبوط يفرض هبوطا سريعا بيئيا لتفادي ارتطام أجهزة الاحتراق اللاحق بأرض المدرج عند الملاحة وتقترب الطائرة من المدرج بسرعة( 260 كم /س) وتلامس أرض المدرج بسرعة( 235 كلم/سا) مما يتطلب مسافة( 600 متر) للهبوط مع استخدام مظلة الكبح.

أما رادارها فيمكنه كشف هدف بحجم طائرة مقاتلة من على مسافة (100كلم)تقريبا وهو معزز بنظام بحث وتتبع يعمل بالأشعة تحت الحمراء بجهاز تحديد مدى ليزري مثبت أمام زجاج قمرة القيادة ممّا يمكن الطائرة بشرط أن يتوافر لها توجيه أرضي دقيق من القيام بعمليات اعتراض هامد من دون إصدار ترددات للأهداف أو تتبعها, ومن الحاجة إلى استخدام الرادار بصورة مستمرة كذلك فإنه عال الفاعلية في بيئة عالية التشويش.

إعداد: اللواء المتقاعد عبد الوهاب محمد 26/2/2012

المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى