أقلام وأراء

حسن عصفور: صفعة سعودية “نصف خشنة” لإدارة بايدن وحكومة العدو الفاشي

حسن عصفور 7-2-2024: صفعة سعودية “نصف خشنة” لإدارة بايدن وحكومة العدو الفاشي

ما قبل “الإطلالة الاستعمارية” الخامسة لوزير خارجية إدارة بايدن للمنطقة، والسادسة لدولة الفاشية اليهودية، بلينكن، قام مستشار الأمن القومي جاك سوليفان والمتحدث باسمه جون كيربي، بالعمل على ترويج أن علاقات “التطبيع” بين العربية السعودية والكيان تتحرك، وتحتل أولوية هامة.

التركيز الأمريكي، خاصة من موقع مستشار الأمن القومي، لترويج نظرية “التطبيع” خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة، دون قواعد واضحة لوضع حد لإنهائها وارتباطا بجوهر الصراع القضية الفلسطينية، رسالة سياسية بأن فلسطين لم تعد عقبة أمام طريق علاقات السعودية مع دولة الكيان، كما روج قبلهم رأس الفاشية نتنياهو.

وربما، من المرات النادرة، أن ترد العربية السعودية على تصريحات أمريكية، خاصة وأن المؤشرات السابقة تداولت قضية التطبيع، دون وضوح كامل حول المضمون وآلياته سوى كلام لا يشير الى شرطية نصية، بل كان به بعض نفق سياسي لا يصل الى التحديد القاطع.

ولذا بيان الخارجية السعودية ردا على الناطق باسم مكتب الأمن القومي، هو البيان الأول الأوضح، والقاطع سياسيا، منذ بدأ تناول قضية التطبيع، فتم إعادة التأكيد على شرطية محددة، ترتبط وثيقا بإقامة دولة فلسطين على أرضها المحتلة منذ 1967 وعاصمتها القدس الشرقية (قرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012)، ومعها وقف الحرب العدوانية على قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال منها دون شروط مسبقة.

البيان السعودي، كسر رتابة سياسية إعلامية عربية تائهة في بحر مناقشة صفقة لقاء باريس، التي تكرس بجوهرها إعادة احتلال قطاع غزة من جهة، وفصلها الى حين عن الضفة، وتشويه الهدف الوطني حول دولة فلسطين بحدودها وعاصمتها وترابطها، ومحاولة وضع شروط تحديدية لطبيعتها بما يتفق وجوهر المشروع الاستعماري لحل القضية، تعيدها لما كان ما قبل انطلاقة الثورة المعاصرة وتكريس منظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا، وبناء سلطة كيانية تمثيلية تتجه نحو إنهاء الاحتلال.

شروط الفرض الاستعماري لدولة فلسطين ليست سوى إعادة انتاج المشهد القديم بأشكال مستحدثة، واستنساخ محددات رؤية مؤتمر مدريد 1990 – 1991 لفرص وصاية سياسية على الكيان الوطني، بعيدا عن العبارات التي فقدت قيمتها باستخدام “التعويم السياسي”، خاصة ما يرتبط بدولة فلسطين.

جاء البيان السعودي خدمة مباشرة في توقيت حساس جدا، يجب أن تستفيد منه الرسمية الفلسطينية قبل اللقاء بوزير خارجية الاستعمار الحديث اليهودي الصهيوني بلينكن، ومحاولته استخدام “التطبيع السعودي” كسلاح ترهيبي من أجل كسر الموقف العام، وتمرير ما يريده حماية لموقف إعادة احتلال قطاع غزة وفصله وطنيا قبل جغرافيا، الى حين يتم ترتيبات الكيانية بمعايير استعمارية، وخاصة أمريكية.

بيان الخارجية السعودية يمثل إعادة تصويب المسار السياسي الذي دخل نفقا تطبيعيا دون حسابات مكانة فلسطين، ما يعيد الأمر الى جوهر مبادرة السلام العربية مارس 2002، بشرطها المركزي، التطبيع مقابل سلام حقيقي يؤدي لقيام دولة فلسطينية وخالية من الوجود الاحتلالي، وكسر النظرية التي راجت بعد اتفاقات “ترامب التطبيعية”.

البيان السعودي، يمثل صفعة “نصف خشنة” لإدارة بايدن والتحالف الاستعماري ودولة الفاشية اليهودية ولنتنياهو شخصيا، الذي حاول ترويج أن التطبيع مع السعودية ممكن بدون فلسطين.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى