ترجمات عبرية

تسفي برئيل – عفوا، لكن باراك اعتذر، أليس كذلك؟

هآرتس – بقلم  تسفي برئيل  – 1/8/2019

في العام 2000 اجرى المؤرخ بني موريس مقابلة مطولة مع اهود باراك، نشرت في “نيويورك ريفيو أوف بوكس”. صحيح أنه مرت 17 سنة منذ ذلك الحين، لكن اقوال باراك ما زالت ذات صلة أكثر من أي وقت مضى، خاصة على ضوء الحدث الساحر الذي حظي باسم “الاعتذار”، والذي أحدث الانصهار بين حزبه الجديد وبين ميرتس.

باراك رسم في حينه رؤيته، ضمن امور اخرى، فيما يتعلق بالعرب بشكل عام وبعرب اسرائيل بشكل خاص. وهاكم اقواله “هم (العرب، وربما قصد الفلسطينيين فقط أو العكس) نتاج ثقافة فيها الكذب لا يخلق تنافر. هم لا يعانون من أي مشكلة في قول الاكاذيب عما هو قائم في الثقافة اليهودية – المسيحية. الحقيقة ليست مصطلح مهم بالنسبة لهم. يوجد فقط ما يخدمهم وما لا يخدمهم”.

بعد التحليل النفسي هذا الذي عكس وما زال يعكس رؤية الكثيرين في اسرائيل، تطرق باراك بصورة محددة لعرب اسرائيل. لقد قدر بأنه في الحل المستقبلي عدة مناطق في اسرائيل التي يتركز فيها سكان عرب باكتظاظ مثل “المثلث الصغير” وأم الفحم، يمكن أن تنقل مع سكانها الى الدولة الفلسطينية التي ستقوم. “هذا يمكن أن يتم فقط من خلال اتفاق”، تحفظ باراك، “أنا لا أوصي من يتحدثون بلسان الحكومة بالتحدث عن ذلك بشكل علني، لكن هذه التبادلات منطقية وهي ليست غير قابلة للتفهم والاستيعاب”.

المشكلة، سيتم القول على الفور، ليست الهوية الفكرية التي تظهر بين باراك وبين ليبرمان منذ سنوات. باراك قال في حينه ما كان في قلبه. وما حذر منه بالتفصيل وبوضوح هو احتمالية أن يتحول عرب اسرائيل الى مقاطعة لها حضارة تناقض حضارة الحكم الذي تخضع له، وتصبو الى الانفصال عنه، اذا لم يتم ايجاد أي حل سياسي للمشكلة الفلسطينية. في هذه الحالة، شرح في المقابلة، هم يمكنهم تبني الفكرة المهددة لنظرية المراحل للفلسطينيين والتي تقول إن اسرائيل ستتحول في البداية الى دولة ثنائية القومية وبعد ذلك الى دولة ذات أكثرية عربية.

المشكلة الحقيقية هي أنه رغم الرضى من الحلف الجديد الذي اوجده مع عيساوي فريج، ليس لدينا أي فكرة ليس فقط عما يفكر به باراك عن الحل السياسي، بل ايضا هل غير موقفه من الجمهور العربي في اسرائيل. هل يجب على اسرائيل الاعتذار عن مذبحة دير ياسين مثلا؟ هل أخيرا عليها الاعتراف بدورها في النكبة الفلسطينية؟ هل سيطالب اذا كان وزير أو على الاقل عضو في الكنيست، بتعديل مكانة اللغة العربية التي تم تدميرها في قانون القومية؟ هل ميرتس طلبت منه أن يطرح رؤيته قبل التوقيع معه على اتفاق الدمج؟.

ليس حكم الاعتذار مهما كان صادقا ومؤثرا على القتل الزائد وغير المسؤول لـ 12 مواطن عربي (عن القتيل الآخر الغزي لا يوجد بالطبع اعتذار، حيث أن سكان غزة لا يشاركون في الانتخابات للكنيست). مثل حكم الرؤيا التي تعتبر العرب رزمة ناخبين تستخدم في يوم الانتخابات. دول وجيوش اعتذرت أكثر من مرة عن قتل بالخطأ لجنود العدو أو مواطنين “غير مشاركين”. هذا الامر يحدث ويجري في الحروب. حتى حماس اعلنت قبل عدة اشهر بأن الصاروخ الذي تم اطلاقه على تل ابيب كان بسبب خطأ تقني. صحيح، “الاعتذار” حتى لو أن اسبابه كانت سياسية، فهو أمر هام بسبب الفهم أنه حتى حزب صهيوني وضع الديمقراطية مثل المازوزة على بابه، لم يعد يسمح له بأن يبنى من كراهية العرب. أي مسموح له، ولكن حينها سيبقى تحت نسبة الحسم. ولكن الاعتذار وحده الذي يأتي بعد عقدين تقريبا، لا يكون حتى كافيا مثل ورقة التين.

عرب اسرائيل ما زالوا بعيدين على أن يحصلوا على الشرعية السياسية التي يستحقونها وجديرون بها. هم يعتبرون ايضا بفضل “زعماء مثل باراك” مجموعة سكانية متهمة ومهددة. اندماجهم الاقتصادي لم يرفع عنهم صفة العدو، لكن ما الذي يريدونه ايضا؟ لقد قمنا بالاعتذار، أليس كذلك؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى