ترجمات أجنبية

بوليتيكو: يريد الغرب أن يغض النظر عن غسيل الأموال في الإمارات العربية المتحدة

بوليتيكو 21-6-2023م، ماثيو كارينتشنغ: يريد الغرب أن يغض النظر عن غسيل الأموال في الإمارات العربية المتحدة

تحولا في رياح الجيوسياسة يعني حرف الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية نظرها عن مشكلة غسيل الأموال في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقوم بالضغط على مؤسسة رقابة دولية لكي تمنح علامة نجاح لدولة الإمارات، رغم الإشارات المستمرة إلى أن البلد لا يزال ملجأ للعقود غير الشرعية حسب مسؤولين أوروبيين على معرفة بالأمر.

وكانت مجموعة العمل المالي قد صنفت الإمارات في القائمة التي تطلق عليها الرمادية في آذار/مارس 2022، حيث قالت إن هناك عيوبا في الإجراءات الإماراتية ضد التهرب من العقوبات وتمويل الإرهاب والجرائم الأخرى. وكان التصنيف الذي وضع الإمارات بعيدا خطوة واحدة عن “القائمة السوداء”، ضربة مهمة لمركز مالي كبير في الشرق الأوسط وهدد التصنيفات الائتمانية للبلد على المدى البعيد، مع أن هذا لم يحدث.

إن المخاطر طويلة الأمد على وضعية الإمارات كمركز مالي هو واحد من الأسباب التي دفع المسؤولين الماليين هناك إلى حل المشكلة ووعدوا بمقاييس قوية وعاجلة. إلا أن بعض المسؤولين في وحدة مراجعة التعاون الدولي في مجموعة العمل المالية، وتشتمل على عدد من الخبراء الدوليين في البنوك والجرائم المالية الذين أُوكلت إليهم مهمة مراقبة البلد، عبروا عن القلق، وبالتحديد حول مصداقية المعلومات المقدمة من الإمارات للتقييم.

ولدهشة النقاد، فقد رفض الممثلون في وحدة التعاون الدولي من الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان وألمانيا معالجة مظاهر قلقهم، حسب أشخاص على معرفة بالأمر. ويظل تقييم الوحدة مهما لأنه يقدم الأسس إلى الجمعية العامة، وهي هيئة اتخاذ القرار المكونة من الدول الأعضاء التي تلتقي ثلاث مرات كل عام، وتقرر شطب دولة من القائمة الرمادية.

وطرح الموضوع في أثناء اجتماع وحدة مراجعة التعاون الدولي في أيار/مايو في موريشوس، عندما اعترض ممثل بلجيكا ميشيل فيرفلويت للدفع باتجاه شطب الإمارات من القائمة الرمادية رغم غياب التقدم الملموس في مكافحة عمليات غسيل الأموال. وتفوقت الإمارات في الفترة الأخيرة على بلجيكا في كونها المركز العالمي لتجارة الماس الخام، ويشك مسؤولو الرقابة الدولية في أن الكثير من هذه التجارة يدخل فيها أموال غير مشروعة. وقال وفد ألمانيا لاجتماع موريشوس إن على الوحدة اتخاذ قرارها بناء على المعلومات التي وفرتها لهم الإمارات، حتى لو شكوا في عدم دقة المعلومات.

ولم يرد وزير المالية الألماني على أسئلة المجلة للتعليق إن جرى التلاعب بالبيانات المقدمة إلى مجموعة العمل المالي للتقييم. ورفضت وزارة المالية الألمانية وبقية الدول المعنية، مثل إيطاليا ووزارة الخزانة الأمريكية التعليق على فكرة دفعها لشطب الإمارات من القائمة الرمادية، رغم مظاهر قلق أعضاء في اللجنة من أن البلد لم يلتزم بعد بالمعايير التي طلبتها مجموعة العمل المالي من أجل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وفي النهاية جرى تجاهل اعتراضات فيرفلويت وبقية النقاد.

وقال روبرتو أنغليتي، من بنك إيطاليا الذي يعمل رئيسا مشاركا لوحدة التعاون الدولي إنه سيوصي بزيارة ميدانية للإمارات، وهي الخطوة الأخيرة في عملية المراجعة التي تؤشر إلى شطب البلد من القائمة الرمادية. ورفض كل من فيرفلويت وأنغليتي التعليق.

ولا يعرف السبب الذي يدفع المراقبين في الهيئة الدولية هذه للتعامل بليونة مع الإمارات. والسبب هو أن رياح الجيوساسة هبّت لصالح الإمارات بعدما وضعت على القائمة الرمادية العام الماضي. ففي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، مثلا، أجبرت ألمانيا للبحث عن الطاقة من دول الخليج. وفي أيلول/سبتمبر سافر المستشار الألماني أولاف شولتز إلى أبو ظبي، حيث وقع صفقة غاز لكي تساعد ألمانيا على عبور موسم الشتاء. وأعلن عن اتفاق واسع لـ “تسريع أمن الطاقة والصناعة” بين ألمانيا والإمارات و “المساعدة في تطبيق عاجل لمشاريع المنارة الإستراتيجية والتركيز على الطاقة المتجددة والهيدروجين والغاز الطبيعي والتحرك في مجال التغيرات المناخية”. وفي الوقت نفسه، أرادت واشنطن أن تظهر للسعودية التي أثبتت أنها شريك صعب لمواجهة الصين وإيران وروسيا أن لديها حلفاء أقوياء في الخليج وأهمهم الإمارات.

وستلتقي الجمعية العامة للمجموعة هذا الأسبوع في باريس، ومن المتوقع أن تعيد تحديث وضعية الإمارات. وزاد التفاؤل في دبي بعد لقاء موريشوس. وقال محمد الأنصاري، مدير أكبر شركات الصرافة الأجنبية في الإمارات، الشهر الماضي “بعد الإجراءات التي جرى تطبيقها في النظام المالي، أتوقع شطب الإمارات من القائمة الرمادية في المراجعة المقبلة”. ووافق مسؤول إماراتي بارز تحدثت معه المجلة على هذا الكلام “لقد فعلنا كل ما طلبته منها مجموعة العمل المالي” و”نحن متفائلون من أننا سنخرج من القائمة في الأشهر المقبلة”.

 

West wants to look the other way on UAE money laundering

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى