#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود يكتب – هل سمعت خطاب … ” محمد الكرد ” ..؟

السفير ملحم مسعود – اليونان 2.12.2021

هذا ما قاله لي في محادثة هاتفية شخصية إعلامية يونانية مخضرمة , وعلاقاتنا قديمة  استعين به  لفهم بعض الأحداث والتطورات في المنطقة  بما له من مصادر وعلاقات واسعة و له تجربة طويلة في المحافل الدولية , وكتاباته تحظى بإهتمام كبير في دوائر صنع القرار … خصوصا في اليونان والساحة الأوروبية   وعلاقات شخصية واسعة ,  وروابط قوية مع اللوبي اليوناني في الولايات المتحدة … وفيما اكدت له سماع الخطاب عاجلني بالسؤال الكبير  …

 وماذا فعل القائمون على العمل الفلسطيني في الوطن ؟

وبين هذا وذاك قال لي :   ” أنه اهم خطاب فلسطيني تشهده المحافل الدولية حتى يومنا هذا  … لغة جديدة … وجيل جديد … كما سمعه الراي العام  وتفاعل معه وكل ما جاء فيه ” .. ومن جانبي  أشرت له بإنتباه ايضا أن قوة وصدى هذا الحدث انه جاء في المكان والزمان الصحيح …

وذكًرته بخطاب  ياسر عرفات ايضا واهميته أيضا  والذي جاء  ضمن ظروف ذلك الزمان  ومن على المنبر نفسه عام 1974 الذي إستهله بالقول : إنها لمناسبة هامة، أن يعود بحث قضية فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة، وأننا نعتبر هذه الخطوة انتصاراً للمنظمة الدولية، كما هو انتصار لقضية شعبنا؛ ولأن ذلك يشكل مؤشراً جديداً على أن هيئة الأمم اليوم ليست هيئة الأمس؛ ذلك لأن عالم اليوم ليس هو عالم الأمس”. 

فقد أصبحت هيئة الأمم اليوم تمثل 138 دولة، وأصبحت تعكس بصورة نسبية أوضح، إرادة المجموعة الدولية، ومن ثم فقد أصبحت أكثر قدرة على تطبيق ميثاقها ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأكثر قدرة على نصرة قضايا العدل والسلام وهذا ما بدأ يلمسه شعبنا وتلمسه شعوب آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، الأمر الذي أخذ يعلي مكانة هذه المنظمة الدولية في عيون شعبنا وعيون بقية الشعوب، ويزيد من الآمال التي تعلقها شعوب العالم على مساهمة هيئة الأمم المتحدة، في نصرة قضايا السلم والعدل والحرية والاستقلال، وتشييد عالم خالٍ من الاستعمار والإمبريالية  والاستعمار الجديد والعنصرية بكافة أشكالها، بما فيها الصهيونية….

وعاد الصديق اليوناني وبقدر تعاطفه مع القضية الفلسطينية ليقول :

 هل هناك في فلسطين من المؤسسات  قادر أن يبني على هذا المشهد  ” الحدث ” يترجم وينشر ما جاء في الخطاب الإستثنائي   لمحمد الكرد   , والذي  لاقى من ردود فعل واسعة …  والعمل على تطوير الخطاب الفلسطيني أمام العالم  وبلغته البسيطة التي سمعناها  لتمرير هذه الرسالة والبناء عليها … ؟

 هذا بعض ما سمعت من صديق للشعب الفلسطيني يراقب ويتابع …

 عودة إلى محمد الكرد الشاب الفلسطسني ( 23 عاما )  إبن القدس   …

 كان خطابه في الأمم المتحدة الذي أستهله قائلا :  “مرحباً أيها المجتمع الدولي، وشكراً لخطاباتكم المزلزلة، أنا متأكد أن السلطات القائمة بالاحتلال تشعر بالقلق الشديد الآن”.

وضمن ما جاء في خطابه أيضا بمناسبة اليوم العالمي للتضامن  مع الشعب الفلسطيني ( يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت بموجب قرارها 40/32 لعام 1977، الـ29 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام يوماً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني ) عن معاناة عائلته التي طردت من حيفا عام النكبة واستمراراً لتلك المعاناة لازال الاحتلال يلاحقهم ويهددهم بالطرد من منزلهم وآخرين يسكنون في حي الشيخ جراح … مشيراً إلى أن ذلك يأتي في سياق التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف مستنكراً تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية عبر بيانات الإدانة :

” الإفلات من العقاب وجرائم الحرب لن توقعه بيانات الإدانة وإظهار الدهشة، لما لن توقفه تغريدات القلق، لقد أوضحنا مراراً وتكراراً التدابير والسياسية التي يجب اتخاذها”، مؤكداً أن المشكلة في الأساس ليست في جهل العالم بما يدور في الأراضي الفلسطينية بقدر ما يرتبط الأمر بالتقاعس في العمل من أجل إنهاء المعاناة المستمرة منذ عشرات السنوات .

هذا بعض ما جاء في مطلع خطاب محمد الكرد الناشط الفلسطيني الغير مسبوق   في الأمم المتحد يوم الثلاثاء الماضي ولاقى  تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي،وملأ الصحافة والإعلام  و أشاد مغردون بالرسالة الحادة والساخرة في ذات الوقت التي أطلقها من منبر المنظمة الدولية، والتي أدان خلالها صمت المجتمع الدولي حيال ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات وطرد وتهجير … وانهى خطابه قائلا: 

ستكون هناك، يوما ما، متاحف ونصب تذكارية لتكريمنا وأخرى تحمل أسماءنا، وسيقف الناس فوق أرضنا ويعترفون بمعاناتنا، لكن آمل أن يحدث كل هذا الاعتراف بينما ما يزال الفلسطينيون هنا  نستحق العدالة والتحرير في حياتنا .
اما السؤال الكبير والاهم اطرحه على معالي وزير خارجيتنا على صفحات هذا الموقع وبكل إحترام له … 

إذا سمع خطاب محمد الكرد من على منبر الأمم المتحدة … ماذا فعل لنقوم ( نحن في الشتات … بصفته وزير المغتربين  )  بواجبنا مخلصين لفلسطين ولأهلنا بتوجهاته وتعليماته …

 أسأل ايضا هل ” الأذرع ” الطويلة لدبلوماسيتنا الفلسطينية وأدواتها قامت بنشر الخطاب في ربوع فضائها الواسع حول العالم ( أكثر من مائة سفارة وبعثة )  في الأوساط السياسية والإعلامية وفعاليات مجتمعاتها … لا سيما الحدث جاء من أعلى منبر سياسي في العالم …   

معروف أن مهمتكم صعبة , والإرث الذي وجدته أمامك قبل اكثر من 15 سنة مثقلا بالهموم … مهما فعلت ومهما أُتيت من عبقرية عُمر وحكمة علي … وعلى قول الصديق ابن المعتز :

« فكان ما كان مما لست أذكره … فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر».

  يوم كانت وما زالت  معظم سفاراتنا  اقرب ما تكون ( بدكاكين ودواوين  … )   بعد أن ” غطًت ”  الدبلوماسية الفلسطينية لثلاثة عقود  بين  السفر والسهر برفقة  الجوقة المرافقة … 

من يا زريف الطول وين رايح تروح

وعلى دلعونا على دلعونا … الهوى الشمالي غير اللونا

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى