#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود: سباق المارثون في ظلال العلم الفلسطيني

السفير ملحم مسعود ، اليونان 15.11,2023: سباق المارثون في ظلال العلم الفلسطيني

كان سباق المارثون اليوناني هذا العام تاريخيا بحق منذ ان بدأ قبل 40 عاما وتكريثه من قبل الإتحاد الأوربي والعالم كحدث رياضي … و قرابة 70 ألف من شتى انحاء العالم شاركوا في السباق رجال ونساء على المراكز الأولى ومتفرجين على طول الطريق قرابة  40  كيلو متر  ليظلل السباق العلم الفلسطيني وكان بحق الفائز الأول …  

والحكاية من البداية

      منذ إندلاع القتال الشهر الماضي , والتصريحات الساخنة الصادرة من كبار القوم في اليونان حينما راحوا بعيدا …

الغريب في الأمر … كان هناك من وضع العلم الإسرائيلي على حائط مبنى البرلمان اليوناني … ولم يكن بالتاكيد تصرفا فرديا … ليختفي هذا المشهد من على قلعة الديموقراطية وإندلاع حراك يوناني واسع  مناصرة  للقضية الفلسطينية لم يتوقف حتى يومنا هذا ورغم  المحاولات  … والتوصيات بحظر نشاطات يونانية واخرى وحجج  في أماكن ومناسبات … 

لم تنجح  هذه  المحاولات  بالرفض اليوناني الشعبي  الواسع في المدن والميادين اليونانية  وروح التعاطف مع الشعب  الفلسطيني و المنظمات النقابية والقوى السياسية …  والفلسطيني  المتمرد …  وخروج جميع الفئات البشرية لإستنكار الوحشية الإسرائيلية المتمادية في غزة .… رافعة الأعلام الفلسطينة تلبية لدعوات ونداءات جثامين الأطفال بأكفانهم، وبكاء الأمهاتومشهد عشرات الآلاف من البشر على الطريق من شمال غزة إلى جنوبها في قطيع حزين  ليبقى العلم الفلسطيني  رمزا لشعوب العالم ضد حكوماتها...

وإذا إجتررنا سريعا العلاقات الفلسطينية اليونانية  في السنوات الأخيرة أقل ما يمكن وصفها شاردة ومتعثرة إن لم تكن باردة وإذا غيروا ورقًعوا التاريخ …  لا يستطيع  البعض تغيير وتعديل جغرافية البلاد بما فيها ولأصحابها .

لم تكن ( الدولة اليونانية ) بعيدا عن التطورات الإقليمية والدولية بحكم موقعها الجغرافي , ومشاركة السواحل البحرية وثروتها الدفينة … تراقب في الوقت نفسه نبض الشارع اليوناني الضاغط و المتعاطف ابدا مع فلسطين وغزة … لتبدأ إعادة النظر ومراجعة السياسات (ودوزنة ) التصريحات.

وبدأت الدبلوماسية عملها والتواصل بالقيادة الفلسطينية  بعد جمود طال … ونجح بتقديري  لقاء رئيس الوزراء برئيس الوزراء الفلسطيني  يوم الخميس الماضي على هامش المؤتمر الإنساني   الدولي حول المدنيين  في غزة الذي عقد في باريس اخيرا وتحدثوا وربما تفاهموا  …

يمكن إعتباره ( بتحفظ … ) دون نكء الجراح … بداية طيبة لدبلوماسية يونانية جديدة  إتجاه الدولة الفلسطينية  بدلا من التصريحات الرنانة والمواقف  …  التي لم تكن إلا أن  تزيد الجمود السابق جمودا  …  

ونحن بإنتظار مراجعة المواقف اليونانية المعروفة  بوضوح  …  يعبر عن عمق المصالح والعلاقات اليونانية التاريخية  في فلسطين … وعودة الدفئ الذي فقدناه طوال السنوات الأخيرة ...

رئيس الوزراء محمد اشتية، خلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس
رئيس الوزراء محمد اشتية، خلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس

هذه هي حكاية العلم الفلسطيني

الذي ملأ الفضاء اليوناني مرفوعا في كل مكان … و إستكمالا  لما رايناه والعالم كله  قبل أيام في سباق المارثون السنوي  الذي شارك فيه قرابة 70  ألف رجل وإمرأة في ظلال العلم الفلسظيني  

المارثون تسمية لبلد او منطقة  جرى فيها معركة ( مارثون ) بين اليونانيين والفرس، التي قامت عام 490 قبل الميلاد … حيث إنتصر اليونانييون على الفرس بعد كر وفر ونزاع طويل … بعد الإنتصار خرج أحد المقاتلين اليونانيين إسمه كماجاء في كتب التاريخ ( فيديبيس ) وجرى صوب اثينا  ليبشر أهلها  بالنصر المبين … وقطع مسافة مسافة 40 كيلو متر … توفى الرجل حال وصوله من التعب والإرهاق ولهذا سُمي سباق المارثون تيمنا بهذا الرجل الذي نقل بشلرة ا لنصر  لثيتا واهلها .

أقيمت أول بطولة للألعاب الأولمبية ( في العصر الحديث ) عام 1896 في اليونان، وكانت رياضة الماراثون من الألعاب الأساسية في الأولمبياد، وكان السباق يبدأ من جسر قرية ماراثون إلى أثينا وهي نفس المسافة التي قطعها فيديبيدس، وقد حصل على الميدالية الذهبية العداء اليوناني سبيريدون لويس (1873 – 1940) الذي سمي أستاد أثينا الأولمبي باسمه (إستاد سبيروس) وقد قطع المسافة في ساعتين و58 دقيقة و50 ثانية

وتم إعتماد هذا السباق عالميا منذ عام 1983 وإحتفلت اليونان بالذكرى ال 40 قبل ايام  في ظل الأعلام  الفلسطينية  التي حملها العدائين  والمتفرجين على طول الطريق تابعها العالم كله و لتكون رمزا للتضامن مع فلسطين وأهلها …  

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى