ترجمات عبرية

الداد باك يكتب – في مصر يهاجمون : “الفلسطينيون يستفيدون من النزاع ويريدون أن يستمر”

الداد باك، اسرائيل اليوم 21/4/2019

ان نية الادارة الامريكية أن تنشر بعد عيد رمضان القادم، اي في اثناء حزيران “صفقة القرن”، الى جانب المنشورات في وسائل الاعلام الامريكية عن الصفقة القريبةتخلق ضغطا متزايدا على القيادة الفلسطينية. فوزراء خارجية الجامعة العربية يجتمعون في القاهرة اليوم، بناء على طلب عاجل من الفلسطينيين، في جلسة مخصصة لبحث “التطورات الاخيرة في المسألة الفلسطينية”.

ليس واضحا بعد اذا كان كل الاعضاء سيحضرون النقاش الخاص، الذي سيلقي فيه رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن خطابا سيحث فيه الدول العربية على التجند ضد خطة القرن، والتي اعلن المسؤولون في محيطه منذ الان عن أنها “ولدت ميتة”. وكان ابو مازن وصل أمس الى العاصمة المصرية والتقى الرئيس السيسي، الذي كان زار البيت الابيض قبل عشرة ايام فقط. ويعرب السيسي رسميا عن تأييده الكامل لاحترام كل حقوق الفلسطينيين ويعلن بان حل المشكلة الفلسطينية فقط سيؤدي الى حل باقي مشاكل الشرق الاوسط، ولكن المشكلة الفلسطينية لا تلعب دور النجم في سلم اولوياته. اولا، السيسي معني بان يرى ماذا ستكون نتائج الاستفتاء الشعبي الذي بدأ امس وسيستمر حتى يوم غد وسيحسم في موضوع الخطة الشاملة للتعديلات الدستورية التي تتيح له ان يتولى منصب الرئيس حتى 2030. كما أن للسيسي انشغالات عديدة، في الخارج وفي الداخل، وفي هذا السياق اصبحت المشكلة الفلسطينية مصدر ازعاج.

لن يعترف الممثلون الرسمون للحكم المصري بذلك رسميا، ولكن القاهرة وغيرها من العاصمة العربية بدأت تمل من عدم قدرة الفلسطينيين على ادارة شؤونهم. وفي اوساط الشعب المصري ايضا يتعارض الاحساس بان الفلسطينيين ببساطة يفضلون  ان يستمر النزاع مع اسرائيل الى الابد كي يتمكنوا من أن يعيشوا الى الابد على حساب وضمير الاخرين، ولا سيما في العالم العربي. “التقيت طلابا فلسطينيين قالوا لي دون أي خجل انهم يريدون للنزاع ان يستمر”، هكذا يروي لي مواطن مصري، “اذ هكذا يكون بوسعهم ان يتمتعوا لاحقا من معاملة خاصة. لم يكن لهم اي تقدير للضحايا الكثيرة ولا سيما في الارواح، الذين ضحت بهم مصر من أجل القضية الفلسطينية.

الشارع المصري لا يشتعل

تشعر القيادة الفلسطينية جيدا بهذا الانجراف السلبي. فعندما بلغت وسائل الاعلام الامريكية بان خطة القرن لن تتضمن دولة فلسطينية، ظهرت هذه الانباء بتواضع في الصحافة المصرية. في الماضي، كان يمكن لمثل هذا التطور المحتمل ان يحظى بعناوين رئيسة ويخرج الجماهير في مظاهرات غاضبة. اما اليوم – بعد نقل السفارة الامريكية الى القدس، الاعتراف الامريكي بهضبة الجولان، اغلاق الممثلية الفلسطينية في واشنطن وتقليص المساعدات الامريكية السخية للفلسطينيين – فان “الشارع العربي” لا يشتعل مثلما وعد “خبراء” وأصحاب رؤى سوداء مهنيون.

ولا يزال، لا يعني الامر تسليم بالاجراءات الامريكية التي سبق أن اتخذت او كفيلة بان تندرج في خطة القرن. “من يحتاج صفقة القرن؟” تساءل عجبا وبصدق رجل من المؤسسة المصرية يتابع عن كثب التطورات بين اسرائيل والعالم العربي. “يجد توازن واستقرار اقليميين، والعلاقات بين اسرائيل ودول عربية كثيرة، بما فيها مصر، تتحسن. وخطة تشطب، ربما، عن الطاولة فكرة الدولة الفلسطينية وتلزم الاردن، لبنان ومصر باستيعاب مئات الاف اللاجئين وانسال اللاجئين الفلسطينيين مقابل مساعدة اقتصادية كبيرة ايضا، لن تقبلها القيادات العربية وبالتأكيد الناس. الاجواء ليست ناضجة لتغيير قوانين اللعب. وبالتالي لماذا يتم ايقاظ الاسود من مرابضهم؟”.

في كل هذا الانعدام لليقين، فان هناك معطى واحد يبعث على الامل: سفارة اسرائيل في القاهرة، التي تعود لتوها الى النشاط العادي، تطلق صفحة فيسبوك خاصة بها بالعربية تحت عنوان “اسرائيل في مصر”. وتتمتع صفحة السفارة الاسرائيلية بـ 220 الف متابع، وكل بوست فيها يحظى بمئات اللايكات وعشرات المشاركات. 40 سنة للسلام – لعل شيء ما بدأ اخيرا في التحقق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى