ترجمات عبرية

البروفيسور ايال زيسر يكتب – العرب وصفقة القرن : “نلتقي بعد رمضان”

بقلم: البروفيسور ايال زيسر، إسرائيل اليوم 21/4/2019

جاء من واشنطن الاسبوع الماضي بان ادارة ترامب قررت تأجيل نشر موعد صفقة القرن حتى بداية شهر حزيران، مع انتهاء شهر رمضان. وترمي هذه الخطوة الى التسهيل على حلفاء الولايات المتحدة العرب، الذين يخافون من أن يجدوا أنفسهم بين المطرقة والسندان، اي بين ترامب، الذي يتوقع منهم ان يضغطوا على الفلسطينيين لقبول الصفقة المقترحة، وبين الرأي العام المحلي الذي يطالبهم برفضها رفضا باتا.

لهذا السبب بالذات، يبدو ان الدول العربية لن تأسف على الاطلاق اذا ما تأجل نشر الصفقة. ليس فقط  الى ما بعد رمضان، بل الى أكثر من ذلك بكثير وفي واقع الامر اذا لم ترى الخطة الامريكية النور على الاطلاق. بالنسبة لها فان هذا وجعل رأس ليس الا، وصفقة لا تحمل اي بشرى ومن شأنها أن تصعب حياتها في الداخل وفي الخارج.

مصر هي الدولة الاولى التي تبعد نفسها عن الصفقة المقترحة. فقد ابدى الفلسطينيون منذ البداية حماسة طفيفة جدا للتجند وللامل على صفقة بين اسرائيل والفلسطينيين، وفي واقع الامر من اجل مساعدة واشنطن في تحقيق سياستها في المنطقة. وقبل اسبوعين  علم من القاهرة ان مصر لا تعتزم المساهمة في تشكيل ناتو عربي، يعمل برعاية الولايات المتحدة ضد ايران. اما الان فيؤشر المصريون بانهم ليس فقط لن يستلقوا على الجدار ولن يوافقوا على قبول صفقة القرن في الوقت الذي يرفضها كل العالم العربي، بل ولن يضغطوا على الفلسطينيين لقبولها.

فبعد كل شيء، فان للرئيس المصري السيسي مشاكل خاصة به. فهو ينكب هذه الايام على استكمال خطوة تعديل الدستور المصري، بحيث يتاح له ان يبقى رئيسا حتى العام 2030. وتثير هذه الخطوة احتجاجا داخل مصر وهذه تستمد تشجيعا من الاحتجاجات التي نشبت مؤخرا فقط في السودان وفي الجزائر وادت الى انهيار نظامي عمر  البشير، الرئيس السوداني وعبدالعزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، اللذين حاولا التمسك بالحكم. في مثل هذا الوضع، لا حاجة للسيسي لفتح جبهة مواجهة جديدة تضاف الى الجبهات في سيناء حيث يدير صراعا ضد داعش. في داخل مصر، حيث يكافح الاخوان المسلمين؛ وخارج الدولة، في ليبيا، حيث تدور رحى حرب اهلية مضرجة بالدماء وبعيدة عن الحسم. والان في السودان ايضا.

مثل السيسي فان الدول العربية الاخرى هي ايضا بعيدة عن الحماسة لصفقة يرغب الرئيس ترامب في عقدها. صحيح ان الامريكيين يعولون على التأييد الاردني، على افتراض انه لا يوجد امام الملك عبدالله اي بديل غير مساعدتهم اذا كان يرغب في مواصلة تلقي المساهمة الاقتصادية الامريكية الحيوية جدا لاستقرار المملكة. ولكن الملك عبدالله يتذكر أبا جده، الملك عبدالله الاول، الذي قتل في تموز 1951 بسبب استعداده للوصول الى اتفاق سلام مع اسرائيل. وهو يحتاج للامريكيين، ولكنه يريد أن يبقى في الحكم – وفي واقع الامر ان يبقى  على قيد الحياة. هكذا مصر وهكذا الاردن، وفي اعقابهما ستسرنَ وفي واقع الامر ستبقى في اماكنها دول عربية اخرى ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى