ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – لماذا نخاف من النووي السعودي (أيضا)

اسرائيل اليوم – بقلم  رون تيره ويوئيل جوجانسكي  – 11/12/2019

في السعودية يعمل مركزان متوازيان للبحوث النووية – واحد معلن، والاخر تخفى اعماله ويكثر فيه المخفي على الظاهر. وأظهرت صور الاقمار الصناعية هذه السنة بان السعودية بنت لاول مرة وبمساعدة خارجية مصنعا لانتاج صواريخ ارض ارض بعيدة المدى ومفاعل نووي بحثي. كما اكتشفت المملكة مؤخرا مرابض كبيرة من اليورانيوم في أراضيها.

في تشرين الاول 2019 أكد وزير الطاقة الامريكي المنصرف، ريك بيري، بان الاتصالات بشأن تقديم مساعدات امريكية للمشروع النووي السعودي تتقدم الى الامام. واشار بيري الى أن في نية الطرفين التوقيع على اتفاق “123”، ولكن الرياض اعلنت بانها غير مستعدة للتعهد الا تخصب اليورانيوم. ويجدر بالذكر ان تخصيب اليورانيوم يمكن أن يستخدم للهدف المشروع في توفير الوقود النووية لمفاعلات البح والطاقة، ولكن ان يستخدم ايضا كمصدر لمادة مشعة في السلاح النووي، مثل المشاريع العسكرية التي طورتها الباكستان وايران.

ان اهتمام المملكة في المسار النووي ليس جديدا، ومعه التخوف من مغبة ان يكون من شأنها في ظروف معينة ان تتجه نحو النووي العسكري. وتلقى هذا التخوف سندا في اذار 2018، حين قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاول مرة علنا وصراحة بانه اذا اكتسبت ايران قدرة نووية عسكرية، فان المملكة ستكتسب قدرة مشابهة، وبلا ابطاء. وبالفعل، فان الدافع الاساس لتطوير النووي، حتى وان لم يكن ذا بعد عسكري، هو أمني. ومع ذلك، ليس واضحا اذا كان نية ابن سلمان التطوير الذاتي لسلاح نووي أو شراءها ونصبها بالتعاون مع الباكستان او جهة اخرى. والاخطر من ذلك، فان الدينامية التصعيدية التي خلقتها ايران مع الولايات المتحدة في السنة الاخيرة من شانها ان تؤدي الى اتفاق محسن، من ناحية ايران، او حتى الى انسحاب امريكي من الاهتمام بالموضوع النووي الايراني بلا تسوية.

يحتمل أن يكون نشأ توازن نووي خطير بين ايران وجيرانها: مساعي النووي الايرانية تخلق دافعا لجهود نووية لدى الدول التي تشعر بالتهديد من ايران، بينما الجهود النووية في السعودية وتركيا لا تساهم في حمل ايران على وقف برنامجها النووي. في مرحلة معينة، من شأن الدائرة السحرية لاقامة البنى التحتية والمعرفة النووية بين ايران وجيرانها أن تجتاز نقطة اللاعودة.

فضلا عن هذا، فانه تطل في الساحة في السنوات الاخيرة المزيد فالمزيد من مشاريع النووي المدني، عديمة البعد العسكري ومشروعة من ناحية الاسرة الدولية. ولكن هذه الظاهرة تخلق بالتدريج واقعا جديدا من انتشار نووي اقليمي “زاحف”، يكون فيه العلم والمؤهلات النووية متواترة، وفي طريق الخطوة المشروعة إثر اخرى يتآكل الحظر النووي. وبالتالي، فان تطوير سعودي لمشروع نووي مدني، عديم الابعاد العسكرية لا ينسجم مع مصالح اسرائيل. هذا رغم ان القدس تتقاسم مصالح مشتركة لا بأس بها مع الرياض، ورغم انه حسب التقارير المختلفة تتمتع الدولتان بتعاون استراتيجي بينهما.

في نظرة أوسع، يمكن القول ان لاسرائيل مصلحة في منع التحول النووي العسكري حتى في الدول العربية التي تقيم شراكة استراتيجية علنية او خفية معها، وذلك خوفا من دينامية اقليمية من التحول النووي (وعلى رأسها الدينامية التي تسرع السياقات في ايران)، خوفا من انتشار العلم، خوفا من تغيير مستقبلي في توجه اللاعبين الاقليميين الوديين او من انعطافة مستقبلية في السياسة (في حالة سقوط النظام مثلا).

في وزن عموم المتغيرات، يبدو انه من الافضل لاسرائيل أن تكون الولايات المتحدة هي التي تساعد السعودية في التقدم ببرامجها النووية، ولكن في ظل الحرص على قواعد “المقياس الذهبي”. وبخاصة، يجب تقليص القدرة السعودية على تخصيب اليورانيوم، والمنع قدر الامكان لسابقة تسمح فيها الولايات المتحدة والاسرة الدولية للاعب شرق اوسطي ان يجتاز من واقع لا يخصب فيه اليورانيوم الى واقع يخصبه فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى