ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  كرني الداد – أهمية تفويت ذكر الفلسطينيين

اسرائيل اليوم– بقلم  كرني الداد – 29/9/2021

” فعل بينيت  الصواب حين لم يذكر الفلسطينيين في خطابه. فمسألة النزاع معهم هي شأن خاص بنا وبهم وكل تناول للمسألة على صعيد محفل الامم المتحدة لن يكون له الا مردود سلبي. فهذا المحفل جعل المسألة فرية دم حديثة ضد اسرائيل “.

ما هي ميزة الكعكة؟ ما الذي يميزها عن الرغيف السميك؟ صحيح. الثقب. بمعنى ما ليس فيها. هكذا ايضا خطاب رئيس الوزراء نفتالي بينيت قبل يومين في الامم المتحدة. حتى جزء من العجينة من حول الثقب كان زائدا: لا يوجد ما يدعو الى ذكر روديسيا في فضائل حكومة الوحدة والنزال مع كبار اطبائنا. 

العجينة الوحيدة التي كان ينبغي أن تكون في الخطاب هي الموضوع الايراني. وحتى هذا كنت سأقلصه. المحللون الذين سخروا من نتنياهو حين جاء الى الامم المتحدة مع رسمة القنبلة ادعوا بانه لا يمكن لاي رسم أن ينجح في ان يوقف حتى ولا جهاز طرد مركزي واحد. وكانوا محقين، بالطبع، زعمهم ساري المفعول ايضا على كلمات بينيت. فايران بالتأكيد لن تمسك رأسها وتتوب مع سماع اقواله ولا ايضا دول العالم التي يفترض ان تضغط عليها لتنفيذ الاتفاقات التي وقعت عليها. فهذه الدول ستواصل اغماض العيون. 

كان من الافضل القول: “كان بوسعي أن اروي لكم عن الفظائع التي ارتكبتها ايران والتي تخطط لارتكابها وعن التفضيلات الغذائية لمن يقف على رأسها. ولكن هذا يمكنكم ان تحصلوا عليه من رجال استخباراتكم. الكلمات لن تجدي نفعا. الافعال فقط هي التي تجدي. الى اللقاء في الافراح”. هذا اكثر نجاعة واكثر اثارة للفزع. 

الثقب الذي في كعكة خطاب بينيت هو ما لم يقال فيه، وهو ما يميزه وما يجعله جيدا. بينيت لم يذكر الفلسطينيين بكلمة. فهل هو غير واعٍ لوجودهم؟ هل يتجاهلهم؟ هل يعتقد بان لا حاجة للبحث في الموضوع  لايجاد مخرج للوضع الحالي؟ هراء. هو ببساطة لا يعتقد أن هذا هو المحفل الصحيح.

لان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني هو كاسمه: موضوع داخلي لنا وللفلسطينيين، ولا حاجة للدخول في مشادة بالايدي في البار، يمكن الخروج منه الى الخارج. الحديث المباشر بيننا وبينهم هو المحفل الوحيد الشرعي عند الانشغال بهذه المسألة. كل محاولة لتدويل النزاع هي مناهضة لاسرائيل. كل تناول للموضوع في الامم المتحدة هو خطأ.

رغم أن جزءا من المندوبين جلسوا بترقب متحفز، تجاهل بينيت الموضوع الاكثر تحببا على اعضاء المجلس، لان هذا المجلس هو الذي حول النقاش في المسألة الفلسطينية من خطاب معمق وابداعي في محاولة الوصول الى حل ينبع من رغبة حقيقية في العدالة والحياة الطبيعية الى فرية دم حديثة ضد اسرائيل. وعليه، كما فهم رئيس الوزراء، لا يوجد سبيل في تناول الموضوع دون اعطائه تركيزا ضار وزائدا (كل تركيز هو زائد، إذ لا سبيل لتناول الموضوع دون تلقي الضربات او الخروج هاذيا). 

وفضلا عن ذلك، مجرد حقيقة أن بينيت لم يتحدث عن هذا، هو قول بحد ذاته. فهو يقول: هذا ليس موضوعكم. اهتموا بمشاكلكم، ونحن نهتم بمشاكلنا. إذ بخلاف اماكن اخرى في العالم توجد فيها مشاكل حقيقية تتجاهلونها انتم، لا يجري هنا قتل شعب. من الان فصاعدا توجد حدود واضحة: توجد عجينة ويوجد ثقب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى