ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – يقال لنا يوجد طالبان آخر ..!

اسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 23/8/2021

” طالبان تنظيم ارهابي متطرف، كانت له فرص كثيرة في الماضي لان يعتدل. اما الان بعد أن انتصر ولم يعد له اعداء فلا يوجد اي سبب يدعوه لان يخرج عن طريقه “.

لم يجف الحبر بعد عن تلك التوقعات المتفائلة، وباثر رجعي مدحوضة ايضا في ان الحكم الافغاني الذي اقامه الامريكيون في كابول سينجح في الصمود امام طالبان. ومنذ الان تطرح تلك المحافل تقديرات جديدة وردية مثل سابقاتها بان طالبان في  صيغة 2021 مختلف جوهريا عن التنظيم الارهابي المتطرف الذي فرض حكما ظلاميا في افغانستان في اواخر القرن الماضي، بل وساعد تنظيم القاعدة على أن يخرج من  اراضي افغانستان عمليات 11 ايلول 2001. 

يتكبد الناطقون بلسان طالبان ايضا عناء التشديد على أنهم تعلموا دروس الماضي ويعدون بان يتصرفوا هذه المرة بتسامح تجاه رعاياهم. وهم يتعهدون بان يقيموا حكومة واسعة يعطى فيها تمثل لعموم اجزاء السكان  ويسعون لتهدئة الروع في انهم لن يلاحقوا معارضيهم وان ليس للاقليات وللنساء ما يدعوهم الى الخوف منهم. 

توجد بالطبع وسائل اعلامية تتجند لنقل الرسالة. الاولى في الطابور هي الجزيرة، المؤيد المطلق لكل تنظيم ارهابي متطرف اسلامي: داعش، حماس واليوم طالبان. بعد الجزيرة تقول آمين ايضا وسائل اعلامية غربية غير قليلة والتي لدوافع سياسية وغيرها تلون بلون وردي ما يجري في افغانستان وتروج لتوقعات متفائلة عن اعتدال مزعوم لطالبان. 

ولكن نهاية الحقيقة أن تخرج الى النور.  فالتقارير من افغانستان  نفسها بخلاف التوقعات والتحليلات المنمقة، تدل على نظام من الظلامي يفرض نفسه على الشعب الافغاني. المظاهرات والاحتجاجات في الشوارع تفرق بعنف بل وبالنار، ورجال طالبان يتنقلون من بيت الى بيت بحثا عن معارضيهم وفي حالات عديدة يعدمونهم. وفي هذه الاثناء، وحتى بدون تعليمات رسمية، تختفي النساء عن المجال العام وتختبئن في بيوتهن. وهذه مجرد  البداية. ينبغي بالفعل الافتراض بان طالبان تعلم من اخطاء الماضي. ويخيل ايضا ان المشورات التي يتلقاها من اصدقائه الجدد – القدامى وعلى رأسهم قطر بل والرئيس التركي اردوغان، الذي تجند منذ الان للاعراب عن التأييد للتنظيم – تعززه ايضا بقراره ابداء حلو اللسان تجاه الخارج والتصلب في الداخل. 

وهكذا فانه يتسكع مع قوات الجيش الامريكي الذين لا يزالون في افغانستان يمتنع عن مهاجمتهم بل ويساعدهم. كما أنه يبعث بالرسائل عن رغبته في الاعتراف الدولي الذي يسمح له بتلقي المساعدة الاقتصادية ويمنع الهجمات العسكرية ضده. الروس، الصينيون والايرانيون الذين يتخوفون حتى اكثر من الامريكيين من امكانية ان يتحكم  في افغانستان تنظيم ارهابي متطرف اتخذوا منذ الان قرارا بعناقه وتبنيه في احضانهم. هؤلاء لم يكن لهم على اي حال انسجام وثبات بالنسبة للشكل الذي يدار فيه نظام بصفته هذه تجاه ابناء شعبه بالداخل. ولكن الدول الغربية ايضا، وعلى رأسها الولايات  المتحدة معنية اساس بالاستقرار، بمنع الارهاب وبالطبع بسد الطرق امام اللاجئين من افغانستان الى اوروبا. حقوق النساء بالنسبة لها لا تقدم ولا تؤخر وبالتالي عندما يحل اليوم فانها هي ايضا كفيلة بان تجد طريقها عائدة الى كابول. 

وبالنسبة لطالبان نفسه، افعاله تدل على انه بقي كما هو، تنظيم راديكالي يسعى لاعادة الدولة التي يتحكم بها الف سنة الى الوراء. كان يمكنه أن يعتدل في عدد لا يحصى من الفرص في الماضي ولكن الان، ما ان انتصر في المعركة وبقي بلا اعداء، فليس له اي سبب يدعوه لان يخرج عن طريقه. فهذا ليس فقط وسيلة سياسية فقط بالنسبة له للوصول الى الحكم بل هويته وجوهره اللذين بدونهما لا وجود له.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى