ترجمات عبرية

اسرئيل اليوم : خطوة مهمة لترميم الردع، وحــزب الـلــه في معـضـلــة

اسرئيل اليوم بقلم يوآف ليمور : 04-01-2024

تصفية صالح العاروري هي إنجاز عملياتي مبهر، في وقت الحرب، تزيد جداً خطر توسيع المعركة بين إسرائيل وحزب الله أيضاً.
لقد كان العاروري عنصراً مهماً في حماس، مع الثلاثية التي تدير المنظمة في غزة (يحيى السنوار، محمد ضيف ومروان عيسى). ماضيه مليء بإرسال “مخربين” لعمليات “إرهابية” وان لم يكن نفذ عمليات هو نفسه. مكث سنواتٍ في اعتقال اداري في إسرائيل، وفي النهاية تحرر كجزء من اتفاق في اطاره غادر المناطق الى الخارج. سكن بداية في دمشق وبعد ذلك في تركيا، ومن هناك وجه خلايا نفذت عمليات في الضفة، بما في ذلك العملية التي اختطف وقتل فيها الفتيان الثلاثة في صيف 2014.
في أعقاب ضغط إسرائيلي، وخوفاً من تصفيته، غادر تركيا وانتقل الى لبنان، وهناك حظي برعاية حزب الله وتقريبا جدا من قادة قوة القدس الإيرانية. وبالتوازي مع تعليماته لتنفيذ العمليات (والتمويل الذي نقله الى الخلايا في الميدان)، اقام شبكة ارهاب في مخيمات اللاجئين نفذت عدة اطلاقات لصواريخ .
اعلن مسؤولون كبار في إسرائيل غير مرة في الماضي بان العاروري هو ابن موت. وكانت غير قليل من الأسباب لتصفيته في حينه أيضا، لكن بعد هجمة 7 أكتوبر اصبح هدفا للتصفية – حسب التصريحات العلنية للقيادة السياسية – الأمنية في إسرائيل – الى جانب رفاقه في قيادة حماس في غزة وفي الخارج.
وكان نصرالله حذر في الماضي من أن تصفية العاروري أو مسؤولين كبار آخرين ستؤدي الى رد مباشر من حزب الله. اما الآن فنصر الله مطالب بقرار معقد للغاية كان يقف أمامه في المعركة الحالية: هل التصفية التي نفذت في قلب المعقل الشيعي في بيروت تبرر توسيع دائرة القتال لدرجة إطلاق النار الى مركز البلاد ضمن المعادلة التي قررها في الماضي بأن حكم بيروت كحكم تل أبيب، مع العلم بأن الأمر من شأنه أن يؤدي الى معركة واسعة تدل كل المؤشرات على أن حزب الله غير معني بها؟ بالمقابل الاكتفاء برد رمزي سيدل على ان نصرالله يخاف من إسرائيل، وليس له مصلحة في توحيد الجبهات مع حماس.

ترميم الردع
مع ان إسرائيل لم تعلن المسؤولية عن التصفية، لكن لا شك لدى احد في المسؤولين عنها. ومن هنا المعضلة: لتصفية العاروري يوجد معنى ليس فقط في سياق الثأر والمس بقيادة حماس، بل وأيضا في الدوائر الاوسع المتعلقة بترميم الردع. تصفية كهذه في زمن الحرب تستوجب استخبارات فائقة وقدرة تنفيذ عالية ضد هدف اشكالي وخطير لا توجد الا لدى أجهزة امن قليلة في العالم ويوجد خوف دائم من فقدانها اذا لم تستخدم.
بالمقابل، فان إسرائيل أيضا غير معنية الآن بمعركة واسعة في لبنان، على الأقل ليس طالما كانت المعركة في غزة تجرى بقوى عالية. تصفية العاروري تزيد جدا الاحتمال في أن يحصل هذا وفي ان تتحد كل الساحات، بما في ذلك الضفة التي للعاروري فيها علاقات واسعة. التحدي الإسرائيلي الآن سيكون منع هذا وإبقاء حزب الله مردوعاً. اذا حصل هذا يمكن لإسرائيل أن تتنفس بعض الهواء لأول مرة منذ السبت الأسود، مع علمها أن “حماس” بدأت تدفع الحساب وبأمل ان تدفع في المستقبل القريب جداً.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى