أقلام وأراء

ابراهيم ادعيبس يكتب – عن أي اجتماعات وحوارات تتحدثون ؟

ابراهيم ادعيبس – 31/1/2021

لا أتذكر كم مرة انعقدت اجتماعات حوار فلسطيني – فلسطيني، ولا أتذكر في أي بلاد انعقدت .. والسبب بسيط وواضح وهو أن كثرة اجتماعات الحوار الذي يسمونه وطنيا، تجعل كل مواطن فلسطيني في كل مناطق وجوده وتواجده لا يعود يبالي في كل ذلك ويفقد الثقة أكثر وأكثر بهذه الاجتماعات ومع الاحترام، للمجتمعين أيضا.

ومناسبة هذا الكلام هو الحوار الوطني المتوقع بالقاهرة بين الفصائل والقوى الفلسطينية أو الأصح بين فتح وحماس لأن بقية القوى والفصائل فقدت دورها ونفوذها ولم يعد أحد يثق بأن لها أي دور أو فعالية.

الاحتلال يتغطرس يوميا ويبني المستوطنات بدون توقف ويقتحم أية مدينة او قرية ويعتقل من يريد بدون أن يقول له أحد توقف أو يحاول منعه، وتظل بيانات الادانة والاستنكار هي الرد الوحيد، ووسط هذه الحالة المؤلمة والمدمرة يظل الانقسام سيد الموقف ويظل كل طرف يتمسك بالكراسي التي يجلس عليها ويستفيد من كل الامكانات والتداعيات، والموارد المالية وممارسة السلطة والقوة والهيمنة.

الانقسام قائم منذ سنوات ولا حاجة لأي اجتماعات لو خلصت النوايا وأخلص المعنيون للقضية الوطنية.

كان بالامكان اللقاء في رام الله أو غزة وكان بالامكان التفاهم حتى بالاتصالات الهاتفية، ولكن الموضوع أعمق وأكبر من كل هذا وعقلية السلطة والمصالح الشخصية تظل بالمقدمة وفوق أي اعتبار.

أيها السادة والقيادة تذكروا ما نحن عليه والى أين يسير بنا الاحتلال، ويكفي ما مر علينا ويمر حاليا، من مرارة وصعوبات وتطبيع، وارحموا شعبكم ووطنكم واتحدوا فورا ان كنتم مخلصين.

«ملوك الكراسي»

أنا لا أعرف شاهر سعد شخصيا، ولا تربطني به أية خلافات أو صداقات، ولكن ما يثير الاهتمام هو انه منذ العام 1997 وهو يشغل منصب الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، وقد أعيد «انتخابه» لفترة جديدة، أي انه سيظل في منصبه هذا أكثر من ربع قرن من السنوات، وهذا أمر لا يتفق مع أبسط القوانين والأصول ويثير مشكلة في المجتمع خلاصتها ان القاعد على الكرسي لا يتركه أبدا، ولا يجد من يسائله أو يطلب منه التنازل والتخلي عن المنصب.

وشاهر سعد ليس الوحيد في هذه النقطة، ولا سيما ونحن نرى قادة أحزاب ومنظمات ومؤسسات كثيرة قد شاخوا وهم فوق الكراسي، ولا يجدون من يقول لهم كفى ارحلوا وافسحوا المجال لغيركم، وهكذا تتسع الفجوة بين الشعب والقيادات ولا يعود المواطن يحس بأن هناك مسؤولين.

ويتساءل الناس أين هي القوانين التي تحدد فترة القيادة والمسؤولية ولماذا لا يتم تطوير هذا الموضوع خاصة ونحن مقبلون على انتخابات وأصدر الرئيس عدة قوانين وقرارات ولكن الأمور تسير على مزاج ومصالح أصحاب القرار و «ملوك الكراسي»..!!

الداخل الفلسطيني

بين الانقسام والجرائم

الفلسطينيون داخل الخط الأخضر يشكلون نسبة كبيرة من المجتمع

في اسرائيل وقد كان لهم نفوذ سياسي ودور مؤثر، وكانوا قدوة للجميع في وحدتهم وتماسكهم.

لكن هذا الدور قد انتهى تقريبا بسبب الانقسامات السياسية والمصالح الشخصية، وبدأ تبادل الاتهامات والانتقادات بين شخصيات كبيرة للأسف الشديد.

وأسوأ من ذلك فإن جرائم القتل والعنف والخلافات العائلية الدامية تتزايد ولا يكاد يمر يوم أو أسبوع دون وقوع حوادث كهذه، ويسارع قياديون الى توجيه الاتهامات الى الشرطة الاسرائيلية بأنها لا تقوم بواجبها وتهمل متابعة المجرمين على عكس ما تفعله في المجتمع اليهودي.
بالتأكيدفإن لاسرائيل مصلحة في تفكك المجتمع الفلسطيني هذا، ويحاول نتانياهو التدخل مباشرة لخلق انقسام واضح وكسب أصوات فلسطينيين كثيرين في الانتخابات القادمة.

لقد كنا سابقا نحاول التشبه بالداخل الفلسطيني ورفع راية الوحدة الوطنية ولكن الواقع اليوم يشير الى أن هذا الداخل قد تشبه بنا وما نواجهه من انقسامات وفئوية..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى