ترجمات عبرية

إٍسرائيل اليوم: كيف سننقذ السلام مع البحرين؟

إٍسرائيل اليوم 6-9-2023، بقلم آشر فريدمان: كيف سننقذ السلام مع البحرين؟

آشر فريدمان

زيارة وزير الخارجية إلى البحرين هي الأولى لمحفل إسرائيلي رفيع المستوى منذ تسعة أشهر. البحرين، التي تحكمها عائلة ملكية سنية في حين أن أغلب سكانها شيعة، تعيش ذروة هزة اجتماعية عقب إضراب مئات السجناء عن الطعام.

في أثناء الزيارة، لا يزال هناك موقف إيجابي تجاه إسرائيل، لكن من جهة أخرى، تظهر تحديات ومصاعب من شأنها أن تدهور العلاقات بين الدولتين إذا لم نتمكن من التغلب عليها.

في زيارتي إلى البحرين قبل نحو شهرين، استقبلنا ممثلو الحكم بشكل دافئ وودي. ومع ذلك، حين توجهت إلى زيارة مسجد الفاتح الكبير في العاصمة، أوصاني صديق بحريني أن أعتمر قبعة فوق “الكيبا” منعاً لحادثة غير لطيفة، مما يشهد على تخوف من جماعات تنتمي لمقاومة التطبيع.

في استطلاع للرأي العام أجراه معهد واشنطن، أعرب نحو 38 في المئة من البحرينيين عن تأييدهم لعلاقات تجارية مع إسرائيليين، لكن 23 في المئة فقط اعتقدوا أن لاتفاقات إبراهيم تأثيراً إيجابياً على المنطقة.

كما أن معطيات التجارة والسياحة المتدنية تشير إلى التحديات الكامنة في تعميق العلاقات. في الأشهر السبعة الأولى من العام 2023، بلغت التجارة بين إسرائيل والبحرين 8.3 ملايين دولار فقط. صحيح أنه ارتفاع مقارنة بـ 2022، لكن الارتفاعات لا تزال طفيفة. في السنوات الثلاث الأخيرة، وصل إلى البلاد أقل من 1000 مواطن بحريني. من جهة أخرى، فتحت شركة الطيران البحرينية خمس رحلات جوية أسبوعية بين المنامة وتل أبيب. سفارة البحرين في إسرائيل نشطة على نحو خاص في خلق العلاقات ومؤخراً حركّت أوجه تعاون بين مؤسسات طبية.

البحرين – دولة صغيرة لكن ذات أهمية كبيرة لنا. انضمامها إلى اتفاقات إبراهيم حوّل الاتفاق مع الإمارات من حدث منفرد إلى ميل إقليمي. كدولة ذات أغلبية شيعية، بتقاليد تسامح ديني وجالية يهودية رسمية، يمكن للبحرين أن تشكل جسراً للحوار بين الأديان.

للبحرين علاقات خاصة مع السعودية. يرتبط بها بجسر بطول 25 كيلومتراً. وهو يشكل مركزاً مالياً إقليمياً، وموقعها الجغرافي ومشاريع التنمية الطموحة فيها تخلق فرصاً لشركات إسرائيلية.

أحد التحديات المركزية هو السماح للأعمال التجارية والمؤسسات البحرينية المعنية بالعمل مع الإسرائيليين لكنها تخشى الضغوط أو المقاطعات، بالنجاح. وزير الخارجية يجب أن يطلب من القيادة العليا في البحرين أن تقدم دعماً علنياً وفاعلاً لمن يريد أن يقيم علاقات مع إسرائيل كي يتغلب على حاجز الخوف. والتوقيع القريب على اتفاق تجارة حرة سيساعد في تقدم العلاقات الاقتصادية، لكن سيصعب على شركات إسرائيلية أن تجد شركاء محليين دون إشارة إيجابية واضحة من فوق.

إن تعزيز السلام الحار بين الدولتين يستوجب أكثر من زيارات متبادلة. ولكي يسمح البحرينيون بمزيد من الوفود إلى إسرائيل، يجب الوصول إلى تنسيق وثيق بين الحكومتين حول طبيعة الوفود ومضمونها، بما في ذلك تلك التي تأتي إلى إسرائيل من خلال منظمات مدنية. كما ينبغي الضمان ألا تتكرر التجارب السلبية التي شهدها في مطار بن غوريون زوار من دول اتفاقات إبراهيم. فبعد أن تم تفعيل خط طيران “غالف اير” البحريني إلى تل أبيب، يريد البحرينيون أن تفتح شركة طيران إسرائيلية أيضاً خطاً مباشراً بين الدولتين.

ينبغي فحص إمكانية خلق أوجه تعاون اقتصادية ثلاثية بين الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل، في مجالات كالتجارة، والصناعة، والتكنولوجيا وغيرها.

إذا لم ننجح في التغلب على العوائق التي في العلاقة مع البحرين، فمن شأننا أن نتدهور بعد بضع سنوات إلى وضع من السلام البارد، كذاك الذي يسود بين إسرائيل ومصر والأردن، أو سلام هو بالأساس اقتصادي كالذي بين إسرائيل وتركيا. إن زيارة وزير الخارجية هي فرصة مهمة لإعادة العلاقات إلى مسار من سلام حار ومتنوع ومثمر.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى