ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: نتنياهو محظوظ لأنه لم يلتق بايدن بعد

إسرائيل اليوم 21-7-2023، بقلم يوسي بيلي: نتنياهو محظوظ لأنه لم يلتق بايدن بعد

ما الذي لديه ليقوله بعد الآن؟ حين بكر الزوج في العودة إلى بيته، اكتشف زوجة صباه في حضن رجل آخر. هذا بالطبع أغضبه جداً، فانفجر ولم يسمح لزوجته بالإجابة. في ختام خطابه، خرج من الغرفة بطرقة باب سمعها كل الشارع. طل العشيق من تحت اللحاف وقال، انطلاقاً من التضامن مع شريكته الجديدة: “يا لها من وقاحة! لماذا لم يسمح لكِ بأن تنبسي ولو بكلمة واحدة؟” نظرت إليه برقة، وقالت: “يا غبي، كان هذا حظاً عظيماً. ما الذي بوسعي أن أقول له؟”.

النكات ليست مجالي. ربما هدمت شيئاً ما، لكن ما كان يمكنني أن أتذكر هذه النكتة حين سمعت عن مكافحة بايدن – نتنياهو يوم الإثنين من هذا الأسبوع، وعن الإيضاحات التي نشرها الصحافي توم فريدمان في “نيويورك تايمز”، بعد حديث طويل مع الرئيس. فالوضعية على النحو التالي: رئيس الوزراء معني بالالتقاء مع الرئيس الأمريكي، الفعل الذي كان – حتى وقت أخير مضى – خطوة عادية. الرئيس الأمريكي يغلي على رئيس الوزراء بسبب قرارات الحكومة التي شكلها، والانقلاب النظامي الذي يسعى لإجرائه بمعونة شركائه، الذين بعضهم على أي حال متطرفون وبعضهم هاذون حقاً. وهو غاضب على التخطيط لبناء آلاف الشقق في المستوطنات، وعلى الضم الذي لم يعد زاحفاً. عقب رئيس الوزراء في بيانه بأنه ليس في نيته دعوته إلى البيت الأبيض. وهو يكن له الضغينة في أنه يدعو بدلاً منه، بزيارة احتفالية رئيس الدولة.

رئيس الوزراء غاضب، ويتهم كل العالم وزوجته في إفشال اللقاء مع بايدن. الإثنين، في الوقت الذي طار فيه الرئيس إلى واشنطن، يحظى، بعد أشهر طويلة، بمكالمة معه، فهم منها أن الرئيس يدعوه إلى البيت الأبيض، وفهم آخرون بأنه لقاء في نيويورك على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لقاء يجري لزعماء غير قليلين ممن يأتون للخطابة فيتشرفون بفرصة صورة مع زعيم العالم الحر.

لكن ما الذي سيقوله بيبي في هذا اللقاء؟ فهو محظوظ في عدم إجراء هذا اللقاء حتى الآن! هل قرر تجميد المستوطنات؟ اعتذار ستروك على قوة فاغنر؟ اعتزامه إخلاء ماكس وموريتس من وزارتي الدفاع والأمن القومي؟ أنه عاد إلى خطاب “بار ايلان” خاصته؟ أنه يدخل إلى حدث تشريع الجنون والآن كل شيء يجري ببطء أكثر بكثير، بحيث تحل طريقة القطاعي محل وابل لفين وروتمان؟

وعندها يخرج بيان من جانب رئيس الوزراء عن حديث جيد وصادق، تحدث فيه الطرفان عن الخطر الإيراني. وبعد ذلك يصدر بيان البيت الأبيض الذي يقال فيه إن الرئيس طرح الموضوع الفلسطيني، وأنه لا يزال متمسكاً بحل الدولتين.

لما كان نتنياهو لا يمكنه أن يبشر بايدن بأي واحدة من هذه البشائر، فالأفضل له إذن ألا يسافر إلى مداولات الجمعية العمومية في نيويورك. حقاً ليس لديه ما يقوله للرئيس.

كله إلا دستور مفصل

دخل الدستور الأمريكي إلى حيز التنفيذ في 1789. كان دستوراً ديمقراطياً، ليبرالياً، مؤثراً وسابقة، لكن لم يمر زمن طويل حتى تبين أن الحياة تقدم مشاكل لم تكن متوقعة وأن هناك حاجة إلى التعديلات وأن هناك صعوبة هائلة لإجراء تعديلات بسبب العملية المعقدة جداً التي ينطوي عليها ذلك. وقد صدر دون وثيقة حقوق إنسان، أتاح استمرار العبودية، وعدم المساواة بين الرجال والنساء، ومواضيع أخرى لعلها كانت مفهومة من تلقاء ذاتها عندما أقر الدستور وأصبحت غير مقبولة لاحقاً.

تروي المؤرخة جيل لافور، بأن التغيير الأهم الأخير الذي أجري على الدستور كان قبل 52 سنة، وأن 11 ألف تعديل آخر طرح، بعضها مهم ولازم، ورفضت.

فكرة الدستور تثور اليوم في إسرائيل، في ضوء محاولة الانقلاب النظامي. فرصه قليلة، لكن من الأفضل ألا نتحمس بذلك أكثر مما ينبغي، ونكتفي بشيء ما “سهل ومتنقل” ليس مفصلاً جداً ويمكن تغييره بجهد معقول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى