ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لبنان وإسرائيل: تفكك النظام الاجتماعي

إسرائيل اليوم 2023-08-14، بقلم: عوديد غرانوت: لبنان وإسرائيل: تفكك النظام الاجتماعي

حادثة الشاحنة في بلدة كحالة اللبنانية المحاصرة على طريق دمشق – بيروت، رفعت إلى السطح دفعة واحدة لدى سكان لبنان، المنهار في داخل نفسه، كل كوابيس الماضي.

مواجهات من هذا النوع، اشتعلت بين مليشيات مسيحية وبين “مخربين” فلسطينيين قبل نحو خمسين سنة، أشعلت حربا أهلية مضرجة بالدماء، تواصلت سنوات، جبت حياة مئات الآلاف، وأوقعت خرابا ودمارا على لبنان.

هذه لم تكن الحادثة الوحيدة. ففي الأسبوع الماضي، نجا بأعجوبة وزير الدفاع اللبناني، الذي هو مسيحي أيضا، من رصاص اطلق نحو سيارته. واحد من مسؤولي “القوات اللبنانية” المسيحية في منطقة الجنوب، الخاضعة لسيطرة “حزب الله”، اختطف وقتل من مجهولين.

الآن، تتصاعد في لبنان مرة أخرى رائحة بارود حريق ويتزايد الخوف من اشتعال حرب أهلية جديدة على خلفية طائفية. زعيم “الكتائب” عاد واعلن قبل أيام بأنه يجب نزع سلاح “حزب الله” الشيعي. الكثيرون يتهمون المنظمة ليس فقط بالمسؤولية عن المواجهات الداخلية والاستفزازات الخطيرة لإسرائيل، بل وأيضا بالشلل الوطني وبالفراغ الذي نشأ منذ عشرة اشهر في مكتب الرئاسة، بسبب “الفيتو” الذي استخدمته المنظمة على انتخاب رئيس جديد لا يتعهد مسبقا بالتعاون معها.

إلى هذا ينبغي أن يضاف بالطبع غياب حكومة تؤدي مهامها والأزمة الاقتصادية العميقة التي علقت فيها الدولة والتي لم يكن لها مثيل أبدا. التضخم المالي السنوي الحالي يصل إلى اكثر من 170 في المئة. المنظومة البنكية انهارت. محافظ البنك المركزي، رياض سلامة، مشبوه الآن بسرقة مئات ملايين الدولارات من الصندوق العام وتهريبها إلى الخارج. يوجد نقص خطير في السيولة النقدية وفي الأدوية.

رُفع، مؤخرا، في الشبكات الاجتماعية شريط فيديو لتوم فريدمان، المحلل الكبير في “نيويورك تايمز”، نعم، هذا هو الرجل الذي طلب منه الرئيس بايدن أن ينقل رسائل إلى نتنياهو. سكن فريدمان في الماضي كصحافي بضع سنوات في بيروت وبضع سنوات في القدس، وهنا ولدت له ابنتان أيضا. “لبنان وإسرائيل يشبهان جدا الواحد الأخرى”، يقول. “كلتاهما دولتان صغيرتان جدا وكلتاهما متنوعتان جدا في سكانهما”. حتى هنا لا جدال، لكن عندها يواصل المقارنة. “في الدولتين وجد نظام اجتماعي يقوم على أساس مبدأ “عش ودع الآخرين يعيشون”. في اللحظة التي يقول فيها طرف ما بينما القوة السلطوية في يده “الآن حان دوري لأن أملي ما يحصل هنا وسأفعل ذلك لأني استطيع، فإن النظام كله يتحطم والفوضى تعربد”.

كما يدعي ويقول، “في الدولتين العنصر الديني المتطرف يتحمل المسؤولية الأساس عن التفكك. في لبنان – “حزب الله”، وفي إسرائيل – المتطرفون المتدينون من بن غفير وسموتريتش وحتى الحريديين”. هذا القول بحد ذاته، مدحوض ومثير للحفيظة. لا يوجد أي مكان للمقايسة بين “حزب الله” الذي هو تنظيم إرهابي عسكري ديني يخضع لإمرة ايران، وبين الدوائر الدينية بما فيها تلك الأكثر تطرفا، في إسرائيل.

لكن في شيء واحد لم يخطئ تماما. ففي اللحظة التي يعلن فيها الشريك الديني في الحكومة علنا بأنه لن يتحمل العبء، ولا حتى في الخدمة الوطنية، وبالتوازي يؤيد أيضا إجراءات تشريع من طرف واحد وبعيدة الأثر تفكك المجتمع الإسرائيلي – فإن الوحدة تتفكك، مبدأ التعايش السلمي يذوي، وإسرائيل تسير إلى الفوضى، على طريق لبنان.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى