ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لا نريد جمائل

إسرائيل اليوم 2024-02-10، بقلم: يوسي بيلين: لا نريد جمائل

مع كل الاحترام الذي نكنه لكل من يتبوأ منصبك في البيت الأبيض، فإننا لن نتمكن من أن نمر مرور الكرام عن سلوكك المعادي. فمن على الإطلاق طلب منك أن تأتي إلينا في أصعب لحظة في تاريخنا وان تهدد من القدس أعداءنا ألا يتجرؤوا على المس بنا؟ من نحن – أولادك، وانت الأب الذي يهدد الأولاد الذين يضربوننا؟ من طالبك بأن تبعث إلى هنا حاملات طائرات كي تردع الساعين إلى إيقاع الشر بنا؟ لماذا تستخدم حقك في النقض “الفيتو” كي تمنع قرارات في مجلس الأمن؟ من طالبك بأن تغدق عليها ميزانيات وتبعث لنا بعتاد وذخيرة؟ نحن لن ننسى ولن نغفر. واضح لنا بأنك تعمل انطلاقا من مصالحك الضيقة. سنة انتخابات. مصوتون يهود. متبرعون يهود. كل شيء مكشوف جدا. في كل مرة تذكرنا فيها بلقائك مع غولدا قبل حرب يوم الغفران. في كل مرة تعلم انك صهيوني. نحن لا نشتري هذا التزلف.

وعندها تتبين الحقيقة وتنكشف خطتك الحقيقية. من خلف كل الخير الذي تغدقه علينا، ظاهرا، تختبئ المؤامرة: انت تريد أن تعيش إسرائيل بسلام. انت تريد أن تضمن الأغلبية اليهودية في دولة ديمقراطية، إلى جانب دولة فلسطينية مجردة من السلاح. انت تريد أن تضم فلسطين قطاع غزة، وألا تنشغل إسرائيل بالتعليم والصحة والنفايات في قطاع غزة، المليء بالناس. انت تريد حلفا استراتيجيا بينكم وبين السعودية، وان تكون إسرائيل جزءا منه. هذا ما تريده انت حقا. من حظنا أننا اكتشفنا هذا في الوقت المناسب.

لن نسمح لك

حتى ابن بن غفير بات يفهم مع من نتعامل. لنا توجد حلول أخرى. نحن شعب وحده يسكن. لا نحتاج لجمائلك في الأمم المتحدة. محظور علينا أن نتعاطى مع محافل دولية تتآمر ضدنا. سنتدبر أنفسنا. لن يكون هنا سلام في أي مرة. دوما سنعيش على حرابنا (إذ مزيد من الحراب لن تكون لنا على أي حال)، والفلسطينيون سنجد طريقا لنقلهم إلى أماكن أخرى. هم سيفعلون هذا طوعا، بالطبع. وفضلا عن هذا، بعد قليل سيعود إلينا ترامب (الذي على اسمه دعونا البلدة المزدهرة رمات ترامب). هو يحبنا حقا، ويمكنه أن يرتب لنا دولة أو اثنتين، حسب التوصية. أما انت فسنجري معك الحساب.

يواصل القصف

ليس ثمة أي شك في أن الخطوة السياسية الأهم في تاريخنا كانت اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر، توقيع مناحيم بيغن، أنور السادات وجيمي كارتر. هذا هو الاتفاق الذي غير وضعنا الاستراتيجي، حطم عزلتنا في المنطقة وفتح الطريق إلى اتفاقات أخرى. مصر نفسها دفعت على ذلك ثمنا باهظا، وأخرجت لبضع سنوات من الجامعة العربية.

ليس مؤكدا أن أفيغدور ليبرمان (هذا الذي وعد بأن يصفي السنوار وهنية في غضون يومين إذا ما اصبح وزير الدفاع ونسي هذا حين عين في المنصب)، الذي عالمه ملون بلونين فقط – أسود وابيض – يفهم معنى اتفاق السلام هذا. مثلما اقترح قبل ذلك قصف سد أسوان ولم يفهم ما من شأن هذه الفكرة الرعناء أن تحدث لإسرائيل – هكذا يقترح الآن الصدام مع مصر على خلفية مستقبل محور فيلادلفيا.

الرجل الذي سبق أن تولى كل المناصب المهمة في الحكومة باستثناء رئاستها، يتحدث كآخر الأشخاص حين يقترح في جلسة كتلته “صنع ما هو خير لنا” (ما يعني ضمنا أن كل الآخرين يصنعون ما هو خير لجهات أجنبية) ووضع المصريين في مكانهم. أما خيار الحوار مع الجار الأهم لنا فلا يطرق على بابه.

مأساة وليس مهزلة

المواجهة المجنونة وغير المسبوقة في الكنيست بين عضوي كتلة “الليكود” هذا الأسبوع بدت كمهزلة، لكن دخول أناس كهؤلاء إلى المجلس التشريعي هو مأساة. وحقيقة انهم لا يدعون إلى النظام هي عار.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى