ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لا تحاولوا إنقاذ بيبي من بن غفير

إسرائيل اليوم 2022-11-02، بقلم: يوسي بيلين : لاتحاولوا إنقاذ بيبي من بن غفير

سيسمح إنجاز كتلة الموصين ببنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء لبيبي بإقامة حكومة مع بن غفير، ينفذ بسرعة من خلالها التغييرات التي يريد عملها في المجال القضائي، ويحاول بعد ذلك أن يجد بديلا لـ”الصهيونية الدينية”. الأمر الأخير الذي يريده أن يكون شريك هذه الكتلة على مدى أربع سنوات. ولا يستند تخوف أعضاء في كتلة اليمين المتطرف من هذا السيناريو إلى خيالات عابثة.
غير أن الاحتمالية لإقامة حكومة على مرحلتين ليست عالية؛ لأنها تحتاج إلى شريك، ومن الصعب أن نرى في هذه اللحظة هذا الشريك. ستكون حكومة نتنياهو التالية مبنية على عامودين أساسيين: “الليكود” و”الصهيونية الدينية”، ولن يفكر الحزبان الحريديان بتقويض خطوة سياسية أو قضائية كهذه أو تلك.

ولأني لست مستعدا أن أيأس بسهولة، أنظر إلى الماضي وأجد أن حكومات اليمين الضيقة بالذات وجدت نفسها في سياقات سياسية لم تخطط لها، لأنه لم تكن إلى جانبها أحزاب وسط أو يسار شكلت ورقة تين مساعدة لها، وساندت الشلل السياسي. لقد وقف زعماء اليمين أمام العالم، وأساسا أمام الولايات المتحدة بأجسادهم، وشعروا بالضغط (حتى عندما لم يمارس) وقرروا قرارات تتعارض تماما مع مواقفهم في الماضي.

في العام 1977، كان مناحم بيغن رئيس حكومة ضيقة (قبل انضمام “داش” إليها)، الذي ذعر جدا من نية الرئيس الأميركي في حينه، جيمي كارتر، وزعيم الاتحاد السوفياتي في حينه، ليونيد بريجينيف، أن يعقدا من جديد مؤتمر جنيف، فقاد خطوة مع مصر على اعتبار أن إسرائيل ستجد نفسها في مؤتمر دولي منعزلة، بينما مع مصر ستكون هذه منافسة بين متساويين. في نهاية الأمر، تنازل عن كل سيناء، ووافق على تجريد أرض سيادية إسرائيلية بعرض كيلومتر واحد على طول حدود إسرائيل – مصر. لقد كانت هذه هي الخطوة السياسية الأهم في إسرائيل بعد إقامة الدولة – عارض خليفته، اسحق شامير، هو أيضا، بكل شدة انعقاد مؤتمر دولي، انطلاقا من خوف مشابه. وعلى هذا دارت المنافسة بينه وبين زعيم “العمل”، شمعون بيريس، والتي انتهت بفارق مقعد واحد لـ”الليكود”. بعد أن انسحب “العمل” من حكومة الوحدة ووجد شامير نفسه في حكومة “يمين يمين” مع “موليدت” برئاسة رحبعام زئيفي و”هتحيا” برئاسة رفائيل (رفول) ايتان، غير شامير ذوقه وشارك في مؤتمر مدريد المهم الذي لم يفرض على إسرائيل شيئا وتصدر سياقات سياسية مهمة. وقد فعل هذا لأنه وجد صعوبة، برئاسة ائتلاف كهذا، في أن يتصدى لفريق جورج بوش (الأب) ووزير خارجيته، جيمس بيكر.

لست ممن يدعون بأن اليمين فقط يمكنه أن يصنع السلام واليسار فقط يمكنه أن يصنع الحرب (توجد لهذا نماذج معاكسة)، لكن الحقيقة هي أنه عندما يعلق اليمين في عزلة في الائتلاف، فإن ملجأه كان طريق السلام. الخطأ الأكبر الذي يمكن للوسط – اليسار أن يرتكبه الآن هو أن ينقذ بيبي من بن غفير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى