ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: لا بديل عن إبادة غزة

إسرائيل اليوم 2023-10-21، بقلم: مئير بن شباط: لا بديل عن إبادة غزة

“حرب إبادة”، هكذا وصف جيمس ماتس، الذي كان وزير الدفاع الأميركي في إدارة ترامب، القتال ضد “داعش” في الموصل في العراق. في عامي 2016 – 2017 كان القتال في هذه المنطقة هو الأشد الذي جرى في منطقة مبنية منذ الحرب العالمية الثانية. كان الدمار الذي لحق بالموصل مشابهاً في شدته بالدمار الذي أحدثه الحلفاء بدرزدن في شباط 1945.

في نهاية القتال في الموصل، قدرت الولايات المتحدة بأن أكثر من 80 في المئة من مساحة المدينة الثانية في حجمها في العراق ليست مناسبة لسكن البشر. تجربة مشابهة مرت بها مدينة الرقة في سورية، معقل آخر لـ”داعش”، الذي هاجمه الجيش الأميركي. هي أيضا أنهت القتال فيما كان طبع عليها “ليست مناسبة لسكن البشر”. هذا هو المعنى العملي الذي ينبغي لأن يكون للقول المحق: “حماس هي داعش”.

في 7 تشرين الأول الجاري، تعرضت الدولة الناجية من المحرقة لاعتداء من “النازيين الجدد”. انكشفت خطتهم الشيطانية ووحشيتهم أمام عيون العالم كله. في هذه الحرب التي فرضت عليها ليس لإسرائيل بديل. عليها أن تتصرف كما تصرف الحلفاء في حربهم ضد النازيين.

حان الوقت لنودع الأسطورة التي تقول، “السكان في غزة هم ضحية (حماس) التي فرضت نفسها عليهم”. صحيح أنه ليس كل السكان يؤيدون “حماس”، يوجد فيها غير قليلين ممن يعارضون طريقها، لكن حجم التأييد لها يسحب البساط من تحت الادعاء بأن “حماس لا تمثل الفلسطينيين”. في انتخابات 2006 فازت “حماس” بعدد الأصوات الأكبر. معدل التأييد لها كان هائلا (43 في المئة) وترجم إلى اكثر من نصف المقاعد في المجلس التشريعي. الخوف من نتائج مشابهة هو الذي أدى إلى تأجيل الانتخابات منذئذ.

استطلاعات الرأي العام على مدى السنين، أشارت إلى شعبيتها في الجمهور بعامة وبين سكان غزة بخاصة. تمثل “حماس” بشكل عميق الفكرة الفلسطينية، التي ترفض وجود دولة يهودية ذات سيادة في المجال بين البحر والنهر. قوتها العسكرية وان كانت تعد “فقط” عشرات الآلاف، لكنها تتمتع بدعم واسع من السكان، فيما يشبه “جيش الشعب”.

تقال هذه الأمور لأجل التوازن في التوقعات من إسرائيل سواء في المسألة الإنسانية أم بالنسبة لشدة القتال. هذا بخاصة في ضوء الاستغلال التهكمي الذي رأيناه من جانب “حماس” تجاه الحساسيات والقيود في هذه المجالات.

إسقاط حكم “حماس” وتدمير قدرتها العسكرية، اللذين حددا كأحد أهداف الحرب في غزة، يستوجبان ليس فقط انهيار أجهزة القيادة والتحكم لدى “حماس” بل أيضا توجيه ضربة قاضية لقواتها، للزعماء، للقيادات، وللمنظومات القيادية. أولئك الذين يحفرون عميقا في الأرض يختبئون من خلف ظهر السكان، أو في المؤسسات التي تعد محصنة من الضرب الإسرائيلي.

بعد الفظائع التي رأيناها لا ينبغي لأي شيء أن يفاجئنا بالنسبة لمخادعاتهم. ينبغي الافتراض بأنهم فخخوا كل ما يمكن تفخيخه. في هذا الواقع فإن تحديات القتال كثيرة ومركبة. على هذه الخلفية من المتوقع من سلطات الدولة، مؤسساتها، ومواطنيها أن يمنحوا الإسناد للقيادة العسكرية في تقليل وزن الاضطرارات المثقلة. من المهم أن يوضح بأنه في الخيار بين الحرص على أحكام القانون الدولي وبين تقليص المخاطر لقواتنا لا توجد معضلة.

الظروف التي دخلت فيها إسرائيل الحرب في غزة تعفيها من الاهتمام بالمسألة المضنية وهي ما الذي سيكون في غزة في اليوم التالي للحرب. وسبب ذلك بسيط: لا يوجد لإسرائيل بديل آخر. هي ملزمة بأن ترد بشدة عظيمة الحجوم، مهما كانت نتائجها. كل رد آخر سيكون من شأنه أن يتركها تحت تهديد وجودي. كل وضع آخر هو اقل خطورة منه. السؤال ماذا سيكون بعد الحرب يجب أن يهمنا اقل من السؤال ما الذي لن يكون: لن يكون حكم “حماس”، لن تكون قدرات عسكرية و”إرهابية” تهدد دولة إسرائيل، الاحتياجات الإنسانية لغزة لن تعني دولة إسرائيل.

الجهود التي كرسها وحوش “حماس” في التصوير، في التوثيق، وفي نشر فظائعهم يمكها أن تعرفنا على أحد أهداف الهجوم ضد إسرائيل: كسر الروح. بالفعل أرادوا أن يقتلوا اليهود بهدف القتل، وان يخطفوا كي يستخدموا المخطوفين درعا بشرية وأوراق مساومة، وان ينفذوا هجوما مركبا كي يبثوا قوة ويتركوا أثرا تاريخيا، ليذلوا، يوثقوا، وينشروا – وليضربوا المجتمع الإسرائيلي بصدمة وبخوف، فيزرعوا الرعب والفزع في قلوب مواطني إسرائيل. مشاهدة أفلام “حماس” أو نشرها يخدم هدفهم. إن وقف المجتمع الموحد في إسرائيل في وجه هذا التهديد الوحشي وتعزيز روح الشعب سيفشلان جهودهم، ويسمحان لنا بأن نبيد قوى الشر.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى