ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: كل الطرق لإيقاف البرنامج النووي الإيراني سيئة

إسرائيل اليوم 2022-12-28، بقلم: اللواء احتياط تمير هايمن*: كل الطرق لإيقاف البرنامج النووي الإيراني سيئة

تقف إسرائيل، ايران، والعالم الغربي، الآن، في مفترق طرق سيقرر إذا كانت إيران ستصبح دولة نووية.

في الأسبوع الماضي، وصفتُ من على هذه الصفحات الاتفاق النووي الحالي كميت يسير. وهو لا يزال ميتا يسير، ولم يدفن نهائيا، كونه لا يزال من ناحية دول أوروبا موجودا، وذلك رغم أن الولايات المتحدة لم تعد جزءا من الاتفاق بعد أن انسحب الرئيس ترامب منه، مع أن ايران تشذ عن قيود الاتفاق النووي. تقدير الاستخبارات السنوي في شعبة الاستخبارات الاستراتيجية “أمان”، والتي كشفت عنه في “إسرائيل اليوم”، هذا الأسبوع، يكشف قلقا عميقا في ضوء التقديم في البرنامج النووي الإيراني – وعن حق. إيران دولة حافة عمليا، ولا توجد آلية تقيدها من أن تصبح دولة نووية. غياب العمل هو الخيار الاستراتيجي الأسوأ من بين كل البدائل.

الخيار العسكري

البدائل غير جيدة. توجد ثلاث طرق ممكنة لوقف البرنامج النووي الإيراني. الأول هو أن يكون بوسع ايران أن تختار هجر البرنامج النووي في ضوء ضغط اقتصادي وخوف من هجوم عسكري. هذه الإمكانية غير معقولة، كون ايران على وعي بالخطر التاريخي الكامن في التخلي طوعا عن السلاح، حيث تثبت الحالتان الليبية والأوكرانية الخطر الشديد الكامن في مثل هذا القرار من ناحيتهم.

الإمكانية الثانية هي هجوم عسكري على ايران. الهجوم العسكري ممكن، ومن المعقول أن يكون ناجحا، لكن من شأنه أن يتصاعد إلى حرب إقليمية، ويحتمل أن ينقل الهجوم ايران من استراتيجية حافة نووية إلى استراتيجية ردع نووية، بمعنى أنه سيتسبب فقط بتسريع البرنامج النووي الإيراني.

الإمكانية الثالثة هي محاولة الوصول إلى اتفاق نووي جديد بعد دفن الاتفاق الحالي. اتفاق يضع حدودا ورقابة على ايران بشكل يمنع البرنامج النووي العسكري، مقابل رفع العقوبات.

يطرح السؤال ما هي المنفعة والاحتمالية لاتفاق نووي جديد. بمعنى ما هو معنى مثل هذا الاتفاق في منظور المصلحة الأمنية الإسرائيلية. وهذا، بالطبع، على افتراض انه سيكون ممكنا الوصول إلى كسر الاتفاق الحالي وعلى افتراض أنه سيكون ممكنا الضغط على ايران بقبول اتفاق آخر.

النقيصة الكبرى لمثل هذا الاتفاق هي إعطاء شرعية لحكم آيات الله وتعزيز اقتصادي للنظام، ما من شأنه أن يساعده على أن يتصدى بشكل افضل للتحديات الداخلية. هذه الشرعية، في سياق الحرب في أوكرانيا، ستعتبر أيضا إبداء ضعف من الغرب، ومن المعقول أن تتعارض والمصلحة الأميركية في هذا السياق.

الوضع الحالي جيد لإيران

 

الميزة الكبرى لاتفاق من هذا النوع – بمعنى اتفاق بلا موعد نفاد مثل الحالي – والذي يتضمن عموم عناصر القدرة النووية (التخصيب، جهاز التفجير، والصاروخ الناقل)، هي أن ايران لن تصل إلى قدرة نووية، والشرق الأوسط لن يدخل في سباق تسلح نووي، ولن يستـأنف التهديد الوجودي المحتمل على دولة إسرائيل. يخيل أنه رغم البدائل السيئة، في منظور الأمن القومي الإسرائيلي فإن منع السلاح النووي عن ايران هو اهم من تعزيز النظام.

لكن المشكلة المركزية لإسرائيل ليست هذه. فإمكانية اتفاق طويل ومحسن هزيلة. والأمر المقلق للغاية هو انه يحتمل ألا يكون زعيم ايران معنيا على الإطلاق باتفاق نووي. يحتمل أن يكون الوضع الحالي افضل من ناحيته؛ وضع تكون فيه ايران قريبة من قدرة نووية تستند إلى الغموض، ولا تحتاج إلى رحمة الغرب كي تبقي اقتصادها على قيد الحياة. كما أنها تحظى بإسناد من قوة عظمى هي روسيا، ما يضمن مردودات هائلة في مجال القدرات العسكرية الإيرانية، وإسنادا لروسيا في الأطر الدولية.

إذا كان هذا هو الوضع، يطرح السؤال كيف سيكون ممكنا تغيير المسار الحالي وتشديد الضغط على ايران؟ كل بديل افضل من ذاك الذي يتحقق أمام ناظرينا. ويجدر بنا أن نفحص بنقدية الاستراتيجية التي أدت بنا إلى هذا الوضع الإشكالي.

*لواء احتياط، ومدير معهد بحوث الأمن القومي ورئيس شعبة الاستخبارات سابقاً.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى