ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: عاد الخطأ من عام 2000: أثبتت حادثة برقة أن هذه ليست الطريقة التي تبني بها الدعوة

إسرائيل اليوم: عاد الخطأ من عام 2000: أثبتت حادثة برقة أن هذه ليست الطريقة التي تبني بها الدعوة

تذكر قضية محمد الدرة كأحد الإخفاقات القاسية التي لم تشهدها منظومة الإعلام الإسرائيلي من قبل. مع اندلاع الانتفاضة الثانية، دعا الفلسطينيون بأن جنودنا أطلقوا النار على الطفل العربي فقتلوه في مفترق “نتساريم”. الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي تحمل المسؤولية واعتذر على الملأ عن الإصابة المزعومة للطفل.

وعندما تبين بعد أشهر بأن الدرة قتل على ما يبدو بنار فلسطينية، كان الأوان قد فات. في الوعي الدولي، خط الاستنتاج بأن يهوداً قتلوا الدرة ولا يمكن لأي حقيقة أو شريط أو تحقيق أن تغير الانطباع المغلوط.

الخطأ الجسيم للناطق العسكري في خريف 2000 كرر نفسه السبت الماضي. بعد غروب الشمس، وقع صدام بين بضعة رعاة يهود وعشرات العرب، على مسافة غير بعيدة عن قرية برقة العربية قرب نابلس. وانتهت المواجهة بفلسطيني قتل وبيهودي جريح بجروح شديدة. ومع أن الحقائق لم تكن واضحة، ورغم أنه لم تسمع أساساً إلا رواية طرف واحد فقط، تسرع الجيش الإسرائيلي ومعه جهاز الأمن كله لربط الحدث بـ “إرهاب يهودي”. يبدو أن هذه أيضاً صورة نقلت إلى الإعلام الإسرائيلي والأمريكي.

تنفي إسرائيل بكل الجهات المختصة – الجيش، الشاباك أو الشرطة – أنها قررت بأن هذا إرهاب يهودي، أو أنها قالت للأمريكيين إن هذه هي طبيعة الحادثة في برقة. لا أحد ما هنا يقول الحقيقة في هذا الجانب، لكن المؤكد أن كل ناطق غر يعرف أن الحقائق يجب أن تفحص مع كل الأطراف قبل نشر الموقف. في هذه الحالة، قدمت إسرائيل رواية عرضت حدث برقة استناداً إلى طرف واحد فقط، دون أن تكون لديها كل الحقائق التي هي غير واضحة حتى في هذه اللحظة.

هذا خطأ مضاعف في نهاية المطاف، يسيء إلى سمعة إسرائيل في العالم. بدلاً من الاعتماد على الفلسطينيين، يجب أن يقال: “الحدث قيد التحقيق. تفاصيله غير واضحة. سنحاسب المسؤولين”.

والدليل على ذلك، أنه قبل وقت قصير تحرر اليشع يراد من السجن، الإسرائيلي الذي عزت الشرطة له في البداية تهمة القتل. أما القاضية فقد قررت أن “المادة ليست في مستوى الحد الأدنى من تثبيت الحقائق”. زميله، يحيئيل اندور، الذي أصيب بجروح خطيرة في الحادثة، لا يزال في المستشفى ولم يحقق معه بعد. “الشاباك”، الذي كان مشاركاً في تحقيق الحدث في البداية لم يعد جزءاً منه. بمعنى أن الحديث لا يدور عن إرهاب يهودي.

إضافة إلى ذلك، وقعت قبل بضعة أشهر فقط حادثة مشابهة تقريباً على مسافة غير بعيدة من هناك، قرب “أرئيل”. أصيب مرشد سياحي يهودي إصابة شديدة في اعتداء من جمهور عربي أطلق النار من سلاحه كخطوة دفاع عن النفس، أصاب أحد المعتدين فقتله. اختارت سلطات الأمن أن تأخذه إلى تحقيق “الشاباك” لأسابيع إلى أن اتضحت الحقيقة. يجدر بالتالي بالناطق العسكري وبباقي أجهزة الأمن أن يستخلصوا الدروس. إن لم يكن من أحداث تمتد لبضعة عقود، فعلى الأقل من الماضي القريب.

بالفعل، ثمة مشكلة عنف يهودي كجزء من دوائر “فتيان التلال”، كما توجد أيضاً مشكلة التشهير بقادة الجيش من ممثلين كبار في الائتلاف. ليس هذا هو الطريق لإصلاح سياسة الجيش، ولكن وفي الوقت نفسه، ملزم هو الجيش أيضاً، رغم ضغوط الإعلام والفترة المتوترة، بالحذر خصوصاً في الرسائل التي يطلقها في الداخل وإلى العالم. أقوال زائدة تجبي أثماناً زائدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى